إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون/ أيخون إنسانٌ بلادَه؟ إن خان معنى أن يكون، فكيف يمكن أن يكون؟
إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون/ أيخون إنسانٌ بلادَه؟ إن خان معنى أن يكون، فكيف يمكن أن يكون؟
هل يحتاج العالم إلى "أقطاب" لكي يستقيم وتجري فيه الأمور بشكل متوازن، وفق ما تقتضي مصالح شعب كل دولة تُقدّم نفسها قطباً؟ ألا يعد تفريخ أقطاب دولية زيادة في الضغط على الشعوب وسحب الامتيازات والمكتسبات التي حقّقتها بفضل نضالاتها الطويلة والمتراكمة من جيل إلى آخر؟
تأملت الشعوب العربية في أن تری "قمة جدة" العربية علی غير ما كانت تتراءى لها قِممُ العرب منذ تأسيس جامعة الدول العربية، وذلك ربطاً بتوقيتها وظروفها الإستثنائية ومكانها ومن يُشارك فيها من القادة العرب.
اندلعت الحرب في السودان في 15 نيسان/أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية التي يقودها قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان الذي يتولی رئاسة مجلس السيادة الانتقالي؛ و"قوات الدعم السريع" بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي" الذي يشغل منصب نائب رئيس المجلس المذكور؛ والعنوان الصارخ لهذه الحرب "السلطة" ـ "الثروة" ـ "إسرائيل".
لم يكن الصدام الذي وقع في السودان في نيسان/أبريل الماضي مفاجئاً لمتابعي الشأن السوداني في العقود الأخيرة، فهذا البلد يختزن انقسامات اثنية ودينية وقبلية طالما تحركت منذ استقلاله عام 1956.
ليس جديداً أن النظام العالمي غير قادر على حماية نفسه. اعتبر أنه انتصر على شعوبه بعد ثورة 2011. فإذا التشققات تظهر في تلافيفه.
فصم الصلات والوشائج بين مصر والسودان مستحيل تماما. شريان الحياة يجمعهما ووحدة المصير تتجاوز أى حسابات متغيرة. كان استقلال السودان (١٩٥٦) صدمة كبيرة فى مصر أسندت مسئوليتها إلى «جمال عبدالناصر» دون تدبر وإنصاف.
تضع المواجهة بين عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي" وحدة السودان ومكانة المناطق الطرفية على المحك.. الصحفية المتخصّصة في العالم العربي وبلدان شرق أفريقيا غوينايال لونوار كتبت تقريراً بالفرنسية في موقع "أوريان 21"، حول مجريات الوضع السوداني، ترجمه الزميل حميد العربي من أسرة الموقع نفسه إلى العربية.
مسلسل الانتحار العربي مزمن. عمره مئة عام ونيف. الحرب في السودان، أداء نموذجي لحروب "الأخوة الأعداء". تراث العنف يكاد يكون أيديولوجيا السياسة. عالم عربي مترامي الأطراف، يعيش على إيقاع التوجس. افدح ما فيه، انه يخاف من شعبه، ويلهيه بحروب "الأخوة الأعداء".
لم يغادر السودان والكثير من بلدان العالم الثالث حقبة الخمسينيات والستينيات الماضية، وتقبع في الذاكرة التاريخية طائفة من الانقلابات العسكرية التي شهدتها منذ استقلالها في العام 1956.