
أسمع هذه الأيام عتاباً لأمريكا من أصدقاء لها وحلفاء لم أسمع مثله منذ أيام الحرب الباردة، وأسمع انتقادات أعنف من كل ما سمعت من قادة وصناع رأي قابلتهم على امتداد فترات عملي وتنقلاتي في الشرق والغرب.
أسمع هذه الأيام عتاباً لأمريكا من أصدقاء لها وحلفاء لم أسمع مثله منذ أيام الحرب الباردة، وأسمع انتقادات أعنف من كل ما سمعت من قادة وصناع رأي قابلتهم على امتداد فترات عملي وتنقلاتي في الشرق والغرب.
لبنان بلد مجبول باليقين والمطلق وكل ما يقفل نوافذ التفكير وفرص البحث عن تعدد الخيارات. لذلك، تتحكم شهوة الالغاء بمعظم قواه، وكل متعطش للسلطة، هاجسه الأول والأخير أن يمارس تلك السلطة المطلقة، ولو تطلب ذلك التعامي عن كل البؤس والتهميش والفقر، وأن يعتقد للحظة أنه يعيش في عالم "لالا.. لاند"!
تتمتع الولايات المتحدة بنفوذ نقدي عالمي اعتماداً على قوة الدولار، وهو نفوذ قابل للتسييل وفق آلية تأثير سياسي متماسكة... هكذا عندما أقدمت السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا مؤخراً، على تحذير السلطات اللبنانية من مغبة التعرض القانوني لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، كانت تضع في حسابها قدرة بلادها على تقويض النظام النقدي اللبناني المتميز بهشاشة فائقة.
حرب تصريحات يومية تستعر بين الولايات المتحدة والصين بسبب فيروس "كورونا". دونالد ترامب ذاهب في عدائه لبكين إلى المدى الأقصى، وهو يهدد بقطع العلاقات، فيما بكين لا تزال ترجح لغة الحكمة والعقل في الرد عليه. وبين ترامب، المشغول بوقف "النزيف" الاقتصادي نتيجة الأزمة لكسب الانتخابات الرئاسية القادمة، والصين التي عمقت حضورها الدولي، بات العالم أمام أزمة بين البلدين ستكون لها تداعياتها الاقتصادية والسياسية الكبرى.
سؤال افتراضي مثل أمور وموضوعات كثيرة نناقشها هذه الأيام. بطبيعة الحال لا نتوقع أن تسقط أمريكا أو تتوقف تماما عن أداء دورها القيادي خلال شهور أو سنين قليلة، لكننا توقعنا أن تثار في أيامنا الراهنة قضايا عديدة تتصل بصعود الصين واقترابها المتزايد من مواقع قيادة في النظام الدولي. وبالفعل القضايا مثارة والحديث عن السباق إلى القمة يشغل العديد من صفحات الصحف ودراسات مراكز البحث في جميع أرجاء العالم، ربما باستثناء الصين صاحبة الشأن والمصلحة. هذا الاستثناء، في حد ذاته، كافٍ كمحور رئيس من محاور النقاش الدائرة حول سؤالنا الافتراضي، من يرث أمريكا؟ أملا في الاهتداء إلى إجابة ولتكن افتراضية هي الأخرى.
في أيام ليست بعيدة لم نكن نسمع من أبناء وبنات الطبقة الراقية في أمريكا شكاوى إلا نادراً، وأغلبها يصدر عن أفراد مرفهين للغاية، أو نشأوا في بيئة أو عائلة شديدة التعصب. النسبة الغالبة من الشاكين، حسب ما أذكر، كنا نجدها في صفوف أبناء وبنات الطبقة الوسطى. أما الطبقة الدنيا، وغالبيتها من الملونين والمهاجرين الجدد ومن الساقطين في مسيرة الطبقة الوسطى، فهذه غلبت على تصرفاتها سلوكيات التمرد، ليس فقط تعبيرا عن الشكوى، ولكن أيضا تجسيداً لها، فعلاً بعد قول.
شكلت كلاً من بلاد الرافدين والشام ووادي النيل وهضبة الأناضول والهضبة الإيرانية محوراً لحركة التاريخ منذ أكثر من خمسة آلاف عام. منها ظهرت بدايات الحضارة الإنسانية، وفيها تشكلت ملامح الدول وظهرت أولى الإمبراطوريات، وتناوبت فيها أيضاً السيطرة بين هذه المناطق، لتعبّر عن حيوية المنطقة ككل، مركزاً صناعياً للحضارات المتتالية، بتداخل ثقافي تراكمي متنقل من منطقة إلى أُخرى، بحيث لا يمكن الفصل بينها، بحكم تداخل حركة شعوبها الشديد، وما تحمله من تبادل للثقافات بألوان خاصة بكل منطقة.
تتدخل "السياسة" بشكلها الرديء في العلم. ذلك ما يعتبر محاولة لاحتواء النتائج التي يفترض أن تكون موضوعية وحيادية.
إن حدث البجعة السوداء Black Swan هو حدث تغييري Transformative، يضرب المُسلّمات وقواعد اللعبة القديمة، لكنه حتماً لا يرسم ويُحدّد القواعد الجديدة. لذلك تكون المرحلة الانتقاليّة بين القديم الذي لم يعد، والمستقبل الذي ليس بعد، مرحلة دمويّة ضبابيّة قد تؤدّي الى سقوط او صعود قوى ودول من الاحجام المختلفة.
الفرد منا يتعرض هذه الأيام لثلاثة أنواع من الحروب النفسية، نوع يتعلق بصحته والصحة العامة في مجتمع قدر له أن يعيش فيه، ونوع يتعلق بمستقبله ومستقبل وطنه وأهله والأمن والسلام ليس فقط في دولة أو إقليم يعيش فيهما بل في العالم بأسره. أما حروب النوع الثالث، فتستبعد أغلبية السكان وتختار ضحاياها من بين أقلية استطاعت بجهودها وإنجازات العلم والطب على مر السنوات الماضية أن تمد في أعمار أفرادها حتى أنهم الآن يعيشون عمرا مديدا، عمرا يبدو أنه تجاوز، في نظر جيل الأبناء، الحد الأقصى المسموح به للإنسان المعاصر.