العروبة Archives - 180Post

29.jpg

جسّدت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخليجية ذلك التحوّل الكبير الذي تشهده المنطقة العربيّة. تحوّلٌ أفضى بعد خمس عشرة سنة على ما سمّي "الربيع العربي" إلى هيمنة أمريكيّة - دون منافسة تقريباً - على مقدّرات المنطقة برمّتها. من اللافت للانتباه كيف عبّرت الزيارة عن تقلّص نفوذ الدول الكبرى الأخرى، ليس فقط روسيا والصين، بل أيضاً دول أوروبا الغربيّة، وبالتحديد بريطانيا وفرنسا وألمانيا. ومن اللافت للانتباه أيضاً كيف وضعت الزيارة حدوداً لنفوذ الدول الصاعدة في الإقليم، تركيا وإسرائيل، عدا عن احتواء النفوذ الإيراني.

trump-1.jpg

سمعنا أو قرأنا أن الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب طلب من دولة عربية منتجة للنفط تخصيص مبلغ معين لاستثماره أو تخزينه في بلاده مقابل خدمات سبق للولايات المتحدة تقديمها لها على امتداد السنوات الماضية. فوجئنا بعد شهر أو أقل بالدولة العربية الغنية بالنفط والمال تستجيب للطلب بل وتعرض من جانبها مضاعفة المبلغ مساهمة منها في حل أزمة أمريكا الاقتصادية.

naji-1.jpg

من هو العربى؟.. سؤال وجهه أحد المراسلين الأجانب لجمال عبد الناصر فى أوج ازدهار موجة القومية العربية. ففكر قليلا ثم قال: من كانت لغته الأم هى العربية. قال المراسل الأجنبى: إنه رد جيد يكاد يكون التعريف الوحيد للعرب، فلا شىء يجمع العرب سوى تلك اللغة العجيبة التى استطاعت أن تصهر عرقيات مختلفة فى قالب ثقافى واحد.

1-3.jpg

أدت الفتوحات العربية في القرنين السابع والثامن الميلاديين إلى نشوء ثقافة عربية في المجال العربي الإسلامي الممتد من شواطئ المحيط الأطلسي إلى حدود الصين. انتشر الإسلام بعدها في مناطق أخرى من الهند وآسيا الشرقية، بما فيها أندونيسيا الأكثر تعدادا سكانياً من أي بلد آخر سواء كان عربياً أو إسلامياً. يُشكّل العرب الآن في جميع أقطارهم، المسلمون منهم، حوالي ثلث مسلمي العالم. وهم أصحاب جغرافيا تُشكّل 10% من مساحة العالم، و5% من سكانه.

arabi.jpg

العروبةُ ليست هويتنا. العروبةُ هي وجودنا. كل فرد أو مجتمع متعدد الهويات، لكن وجودنا واحدٌ؛ وإن لم يتبلوّر في وحدة سياسية؛ وهي لا بدّ آتية. وما تُسمى الوحدة الشعبية، أو وحدة الشعوب، ليست مطلباً لأنها متحققةٌ فعلاً، كما ثبت في ثورة 2011 العربية، حين كان نبض القلب والضمير لكل عربي واحداً.

arsa.jpg

كل علاقة بين الفرد والدولة خارج إطار المواطنة هي مما يدعو إلى الخجل، كذلك كل حديث عن الطوائف وحقوق كل منها وما يسمى مظلومية الأقليات. لكن المدهش هو أنه كلما جاء وفد من الديبلوماسيين إلى بلادنا، وبخاصة إلى سوريا في هذه الأيام، فهو يعزف على وتيرة الأقليات وحمايتها. كأن المجتمع لا يتشكّل إلا من طوائف لكل منها هوية. لكأنهم يريدون التأسيس على الهويات لا على المواطنة، وعلى التحليل الهوياتي لا الطبقي.

heads_up_from_greece_with_love___manos_symeonakis.jpg

ليست القضيّةُ متعلّقةً أبداً بمسألة التّضحيات الجسام، النّاتجة عن حروبنا مع العدوّ الإسرائيليّ تحديداً، لا بالأمس ولا اليوم ولا في الغد القريب أو البعيد. أبداً. ولا القضيّة نفسها متعلّقة بسقوط شّهداء وجرحى أو بتهدّم منازل، ولا متعلّقة بالتّهجير ولا بالخسائر المادّيّة الكبيرة جدّاً وما إلى ذلك. ليس جوهر الموضوع هنا أبداً. لا لحُبّي للبلاء، لا سمح لله، ومن ذا الذي يُحبُّ البلاء على أنّه مُجرّد بلاء؟

fincando-a-bandeira-de-Israel_1.jpg

يُفكّرون ويكتبون عن اليوم التالي للحرب ضد الفلسطينيين. ونحن من هؤلاء. آخرون خطّطوا ونفذّوا، أو مستمرون في تنفيذ الخطط، ليأتي اليوم التالي متوافقا مع أهدافهم وأطماعهم وربما أيضاً مع أساطيرهم. عادة في مثل هذه الحروب يلعب العالم من حولها دوره في إحباط هذه الخطط أو في تسهيل تنفيذها وتحقيق أهدافها.