مسألة الحياد في لبنان شائكة ومعقدة. تُطرح منذ نشوء الكيان قبل أكثر من مائة سنة، لكن اللبنانيين يتصرفون واقعاً بما يتناقض مع مقومات الحياد. بل إنه شعارٌ يُرفعُ ضد تدخل دول دون أخرى أو محور دون آخر.
مسألة الحياد في لبنان شائكة ومعقدة. تُطرح منذ نشوء الكيان قبل أكثر من مائة سنة، لكن اللبنانيين يتصرفون واقعاً بما يتناقض مع مقومات الحياد. بل إنه شعارٌ يُرفعُ ضد تدخل دول دون أخرى أو محور دون آخر.
قبل أسابيع كنا شهوداً على سعي الرئيس الأمريكي ليحتفظ بأسبقيته في المشي أمام الحرس الملكي. تساءلنا هل تعمد الرئيس أن يسبق جلالة الملك عند التفتيش على الحرس الملكي المصطف لاستقباله أم أن الملك وقد بلغ من العمر ما بلغ، لم يعد قادراً وربما غير راغب في أن يسابق ضيفه الذي بدا للجميع مصراً على أن يتقدم على الملك أمام ملايين المشاهدين في كافة أرجاء العالم.
يشكّل صعود الدّولة القوميّة والنّزعات الحمائيّة في الغرب تحوّلًا محوريًا في النظام العالميّ، يضع دول الجنوب أمام تحدياتٍ غير مسبوقةٍ.
شكّلت نهاية الحرب الباردة لحظة انتصارٍ للمشروع الليبراليّ، الذي بشّر بعالمٍ منفتحٍ تتلاشى فيه الحدود وتتقدم فيه القيم العالميّة على المصالح الوطنيّة. لكنّ العقدين الماضيين شهدا تحولاً جوهرياً، حيث بدأت أركان هذا المشروع تهتزّ تحت وطأة أزماتٍ متعدّدة، ليفسح المجال لعودة خطاب الدّولة الوطنيّة السّياديّ والهويّاتيّ.
أظن، وبعض الظن في أيامنا الراهنة اجتهاد مستحق وضروري، أظن أن التاريخ، حسب ما وصل منه إلينا وحسب بعض منه نعيشه بأشخاصنا أو بأوهامنا وأحلامنا، ربما لم يشهد أو يعايش بيئة متدهورة محيطة بمواقع صنع السياسات بالشرق الأوسط كالبيئة الراهنة.
السلاح بالنسبة لللفيلسوف والقائد العسكري الصيني صن تزو، يوفّر الصيغة الكلاسيكية للقوة كأداة للدبلوماسية، وأداة تفاوض ومنطقية لعبة وفقًا للمنظر الأميركي توماس شيلينغ، أو أداة لتحقيق توازن استراتيجي ضمن السياسة الواقعية، وفقًا لوزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر.
غبتُ عن الكتابة في السياسة شهراً عامداً متعمداً. غبتُ عن الكتابة ولم أغب عن السياسة. عشتُ شهراً أتابع أنواعاً من السياسة لم ألاحظ لها مثيلاً على امتداد عمر لا شك صار مديداً. عشتُ شهراً أناقش بيني وبين نفسي أو بيني وبين أقران مارسوا السياسة أو الدبلوماسية عمراً أو عقوداً في العمر، أناقش ما كان يجمع ويفرق بيننا، أنا ونفسي أو أنا وأقراني، نناقش الشرق الأوسط الذي نعيش فيه، نقارن خرائطه الأحدث بخرائط رسمها الأقدمون، وخرائط رسمناها وقد استعرنا حدودها وخطوطها ومعانيها من أحلامنا، وخرائط بالعشرات من رسم كل عابر سبيل.
فى خضم الأزمات السياسية والاقتصادية مع تداعياتها المختلفة على المجتمعات التى تعانى من هذه الأزمات سواء فى عالم الشمال أو عالم الجنوب أو غيرها، ولو اختلفت درجة الحدة بين مجتمع وآخر لاختلاف الظروف الموضوعية بينها. الظروف التى تغذى هذه الأزمات وتتغذى عليها، يصبح الحوار، أو معرفة الآخر بشكل أفضل، أمراً أكثر من ضرورى. ويتفق الكثيرون أن العولمة الجارفة هى إحدى أهم العوامل وراء هذه الأزمات ولو استمر الاختلاف حول درجة تأثيرها.
منذ وصوله للحكم بداية فى عام 2017، وبعد نجاحه فى الوصول للبيت الأبيض للمرة الثانية فى 2025، تجدد السؤال من الخبراء والمراقبين خارج وداخل الولايات المتحدة حول طبيعة محركات الرئيس دونالد ترامب فى قضايا السياسة الخارجية، وضاعف من صعوبة السؤال غياب وجود إطار أيديولوجى ينزع إليه ترامب أو يلتزم به. وتجدد النقاش مع بدء فترة ترامب الثانية وتبنيه نفس مبدأ «أمريكا أولا» مضيفا إليه توجهات رئاسية بالتدخل والتوسع فى الخارج.
ثمّة اتفاق على أن جوهر الجيوسياسة أو الجيوبوليتيكا هو تحليل العلاقات السياسيّة الدولية، في ضوء الأوضاع الجغرافية وتركيبتها. ولذلك، فإنّ الآراء الجيوسياسية تختلف باختلاف الأوضاع الجغرافية التي تتغيّر بتغيّر ما يُبدع الإنسان من تقنيّات، وما ينطوي عليه ذلك من مفاهيم وقوى جديدة تُفسح مزيداً من التصرف بالأرض.