هنا يأتي السؤال، إذا كان الطرفان اللندني الممثل لأوروبا، والنيويوركي الأمريكي، سيتوجهان معاً من ليبور باتجاه مؤشر سوفر الأكثر أماناً، وأقل عرضة للتلاعب، أين المشكلة إذن، ولم الشقاق الذي يتحدث عنه بعض المحللين؟
هنا يأتي السؤال، إذا كان الطرفان اللندني الممثل لأوروبا، والنيويوركي الأمريكي، سيتوجهان معاً من ليبور باتجاه مؤشر سوفر الأكثر أماناً، وأقل عرضة للتلاعب، أين المشكلة إذن، ولم الشقاق الذي يتحدث عنه بعض المحللين؟
فى هذا المقال أكمل الجزء الثانى من الملاحظات الختامية التى رصدتها سلسلة مقالات «السياسة الدولية منذ القرن العشرين» والتى بدأتها فى يوليو/تموز من العام الماضى وأكمل فيها سرد هذه الملامح فى هذا المقال. كنت فى مقال الأسبوع الماضى قد رصدت سبعة ملامح من أصل ستة عشر، واليوم أكمل البقية، وثمة بقية ثالثة الأسبوع المقبل.
التكافؤ مع العدو الامبريالي يتحقق بالنهوض الاجتماعي، أي الثقافي والسياسي. وذلك يُمنع بالتحنيط الفكري، والمحافظة على ايديولوجيا سلفية، واتخاذ أساليب في السياسة تمنع الجمهور من المشاركة في المجال العام وتدعم الديكتاتورية والطغيان، بما في ذلك الأنظمة الدينية.
تقول الدكتورة الراحلة حياة الحويك: "أن تهيمن على العالم يعني أن تهيمن على ثلاث: أولًا، الفضاءات والمواقع الجيوسياسية؛ ثانيًا، الثروات الطبيعية وخاصة موارد الطاقة؛ ثالثًا، الأفكار". هيمنة يخرج عنها السؤال المركزي؛ أين هو التغيير؟ وما مدى تأثير القوى الرأسمالية داخله؟
نشر موقع "أوراسيا ريفيو" (Eurasia Review) مقالا بتاريخ 26 تموز/يوليو الماضى للكاتب مانجو جوشى، تناول فيه العوامل التى أثرت على قوة الولايات المتحدة، والانتكاسات التى تعرضت لها مما أعطى مساحة لمنافسيها، الصين وروسيا، للتقدم. كما أكد أنه وإن كانت مكانة الولايات المتحدة العالمية موضع شك، فإنها ستظل قوة عالمية رئيسية وإن لم تكن مهيمنة. نعرض من المقال ما يلى:
حوض البحر المتوسّط، مهد الحضارة الإنسانية. لعب دوراً مهماً في تعزيز التواصل بين الشعوب على ضفافه. لكن شعوب هذه المنطقة تحتاج اليوم إلى مصارحات ومكاشفات ومصالحات، والأهم الاعتراف بما حصل أيام الإستعمار، من أجل تعزيز الجوامع وتقليص الفوارق الموجودة اليوم بين جنوب المتوسط وشماله.
إنّ أصل كل الإشكاليات التي تفتك بالبلدان العربية وتقف عائقاً أمام تقدمها؛ هي إشكاليةُ الدولة، فمَنْ ينقب عن جذور الأزمات سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو ثقافية، ومَنْ يبحث عن أسباب الصراعات بمختلف أشكالها، ومَنْ يعيد طرح سؤال مشروع النهضة: "لماذا تقدم الغرب وتأخرنا؟ ولماذا نهض الغرب من ظلامية القروسطية ومازلنا؟"، أكاد أجزم أنه سيجد كل ذلك ذي صلة بتعطل إنجاز مشروع الدولة مُذْ انهيار إمبراطورية "آل عثمان" عام 1924.
أخمن أن الغموض يخيم على أحوال الأمم في كل بقاع الكوكب وأنه باق لفترة قد تطول. لا أعني إطلاقا أنني أتوقع تدهورا أشد في العلاقات على قمة النظام الدولي كشرط تاريخي لقيام وضع جديد تماما. لا محل عندي للتشاؤم في هذه اللحظة المفصلية في تاريخ العلاقات الدولية. وأسبابي واضحة. فالتدهور الراهن شديد إلى درجة أتصوره صار كافيا لتلبية شرط التغيير كما صاغته العصور السابقة.
كان بلغ عدد العقوبات الغربية (لا سيما الأميركية منها) المفروضة على روسيا قبل 22 شباط/ فبراير الماضي 2754 عقوبة، ثم قفزت في أيام قليلة إلى نحو 5600. فتضاعفت بنسبة تزيد على 100%، وتفوقت بمراحل على العقوبات المفروضة على إيران وسوريا وكوريا الشمالية وفنزويلا وكوبا.. أما تطور الأعمال الحربية فينبئ بالأعظم في الاستراتيجيا والاقتصاد معاً.
ليس عند التاريخ وقت ليكون عادلاً. هو يظهر انه وحشي، كئيب، مأساوي. قلما يصدق. وفي معظم الاحيان، يميل الى المنتصرين. التاريخ منحاز جداً. المغلوبون يغيَّبون والمنتصرون يتربعون بأسمائهم فوق الأزمنة المتناسلة. إنه دعوة إلى الكآبة ونزوع إلى المأساوية.