الفيول المغشوش Archives - 180Post

ايفون.jpg

في أواخر أذار/مارس 2020، انفجر ملف الفيول المغشوش. اتّضح في ما بعد أنّ لبنان كان يستورد على مدى أعوام فيولاً مضروباً عبر منشأتَي طرابلس والزهراني، فيما الخزينة العامّة تُسدّد أثمان بضاعة مغشوشة لتغذية جيوب الشركة التي تستورد بالنيابة عن منشآت الدولة اللبنانية.

gettyimages--1280x881.jpg
علي نورعلي نور29/07/2020

بخلاف ما أعلنه وزير الطاقة اللبناني ريمون غجر من أن زيادة الإنقطاع في التيار الكهربائي في كل لبنان في الساعات الأخيرة "ناتج عن عطل تقني كبير وإصلاحه يحتاج إلى وقت" لم يحدّد مدته، ثمة رواية مختلفة تبشر بعتمة شاملة وقريبة.

ؤلالاؤلاؤلا.jpg
علي نورعلي نور20/05/2020

ما زال ملف شركة سوناطراك يتفاعل مع حلوله على طاولة مجلس الوزراء اللبناني من بوّابة الكتاب الذي وجّهه وزير الطاقة ريمون غجر إلى رئيس الحكومة حسان دياب، والذي يتحدّث عن تهديد من شركة سوناطراك بالتوقّف عن تزويد لبنان بمادتي الفيول والغاز أويل في حال عدم الإلتزام بما تعتبره الشركة شروطا تعاقديّة تحكم علاقتها بالدولة اللبنانية. في الواقع، يمكن لمن يقرأ العقد الموقّع بين سوناطراك والدولة اللبنانيّة أن يكتشف أنّ ما تقوله الشركة لا ينطلق من فراغ، بل من إستغلال مُحكم لثغرات موجودة في العقد نفسه.

IMG-20200513-WA0057.jpg

حتماً لا تكفي الحجج التي ساقها سليمان فرنجية في إطلالاته لإسقاط العهد. لكنها حتماً تكفي وتزيد لإعلان أن المعركة على رئاسة الجمهورية قد بدأت قبل أوانها. ما فعله فرنجية انما كان يستكمل آخر حلقات المعركة. أما البداية، فقد افتتحها جبران باسيل. فما أن وصل العماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة، حتى راح الصهر يشق مساره إلى وراثة ثانية تروم سدة الرئاسة الأولى هذه المرة.

thumbs_b_c_d80d8b856735d5681f1bd0868e2fa67e.jpg

عندما تتجاوز تقديرات حصة دعم قطاع الكهرباء من الدين العام الأربعين مليار دولار، قيمة الهدر المقدر، خلال نحو عقدين من الزمن، يمكن إدراك هول نتائج ومخاطر منظومة الفساد العابر للطوائف وتجذرها في القطاعين العام والخاص، دون أن تقيم وزناً أو تحسب حساباً سوى لمنافعها وقدرتها على النهب والسرقة على حساب المال العام والمصلحة العامة. في ما يلي جردة وملاحظات، نعرضها على هامش التطورات الأخيرة التي رافقت إقدام القاضية غادة عون على فتح ملف الفيول المغشوش:

EniSonatrach.jpg
علي نورعلي نور07/05/2020

ككل قضيّة من قضايا الفساد التي تبدأ خيوطها بالإنكشاف تدريجيّاً، يشعر المتابع أنّه أمام جحر أرنب عميق. كلّما إنكشف جزء جديد من أجزاء الفضيحة، تبرز تساؤلات جديدة تقودنا نحو أجزاء أخرى لم تنكشف بعد. جميع الخيوط في ملف الفيول المغشوش تقودنا نحو الإعتقاد بأن المسألة أكبر بكثير من الشحنتين اللتين جرى تعليق تسلّمهما خلال الفترة الماضية.