
ما أن بدأ الضباب بالانقشاع عن خلفيات القرار الأميركي بالانسحاب من شمال شرق سوريا، حتى طفت على السطح الأبعاد المتعددة للصراع الدولي والإقليمي على هذه المنطقة، وبما يؤكد الأهمية الاستراتيجية لها، والشواهد كثيرة وأهمها تاريخيا، تيقظ الاستعمار الفرنسي باكراً لهذا الأمر مع مطالع العام 1926، حيث أبرق الرئيس الفرنسي ميليران آنذاك للجنرال غورو سرياً للعمل على إعادة تشكيلها، وبما يخدم الأهداف الاستعمارية على المدى البعيد.