كيف تبدو صورة المشهد الرئاسي اللبناني من زاوية المنظار الفرنسي ـ الأوروبي ـ الفاتيكاني المتابع للمستجدات الداخلية والمواكب للمتغيرات الدولية والإقليمية؟
كيف تبدو صورة المشهد الرئاسي اللبناني من زاوية المنظار الفرنسي ـ الأوروبي ـ الفاتيكاني المتابع للمستجدات الداخلية والمواكب للمتغيرات الدولية والإقليمية؟
مع الحديث المتزايد عن قرب وصول ملف الترسيم الحدودي البحري إلى خواتيمه، وإنعقاد المجلس النيابي في أول جلسة رئاسية تمهيدية للفراغ واحتمال تشكيل آخر حكومة في عهد الرئيس ميشال عون، إسترعى إنتباهي حديث تلفزيوني للسيد ديفيد شنكر، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى. لماذا؟
بعد خمسين يوماً، "يتحرر" ميشال عون. ينتقل من القصر الذي "ناضل" طوال 28 سنة للوصول إليه.. إلى "الفيلا" الجديدة في الرابية، بصفته "متقاعداً" من رئاسة بلا جمهورية ومن تيار بلا جاذبية.. ماذا قبل وماذا بعد؟
حكومة نجيب ميقاتي مستمرة في تصريف الأعمال حتى إنتخاب رئيس لبناني جديد. هذا أهون الشرور. ترف الفراغ الرئاسي لا يُناسب أحداً، داخلياً وخارجياً، لكنه يتقدم على ما عداه. وحتى لا نستطرد كثيراً، لنذهب إلى صلب الموضوع؛ من هو رئيس جمهوريتنا المقبل؟
يأتي حدث في لبنان، فيطوي ما قبله، أما النتيجة، فتبقى صفرية. لا حكومة جديدة ستتألف قريباً ولا فخامة رئيس سيجبر خاطرنا، في الأشهر المقبلة، إلا إذا أتانا ما ليس في الحسبان، أما ترسيم الحدود البحرية، فسيبقى مجرد ارتجال بارتجال في غياب الإدارة والإرادة والمصلحة الوطنية.
يتسحاق ليفانون هو سفير إسرائيلي سابق في القاهرة وأحد المحللين المتابعين لملف الخلاف الحدودي البحري بين الجانبين اللبناني و"الإسرائيلي". في مقالة جديدة له في "معاريف"، يدعو ليفانون تل أبيب إلى "خلط الأوراق من خلال استخراج الغاز في المنطقة المختلف عليها من دون انتظار الحل، وبهذه الطريقة تجبر لبنان على العودة إلى المفاوضات".
من الآن وحتى ليل 31 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، موعد خروج الرئيس ميشال عون من قصر بعبدا، خمسة أشهر يستحيل تصوّر ما يمكن أن تشهده من أحداث.
في العام 2016، شغّل حزب الله محركاته في كل الإتجاهات. ميشال عون مرشحنا لرئاسة الجمهورية. حاول إقناع القريب والبعيد، وأول هؤلاء الحليف الشيعي نبيه بري والحليف الماروني التاريخي سليمان فرنجية. في ربيع العام 2022، يُعيد التاريخ نفسه: السيد حسن نصرالله يُشغّل محركاته. يجمع الحليفين المارونيين اللدودين سليمان فرنجية وجبران باسيل. لا كلام ولا إلتزامات رئاسية، لكن المكتوب يُقرأ من عنوانه. قريباً سنسمع عبارة "... مرشحنا لرئاسة الجمهورية"!
لطالما لجأت دول العالم الثالث إلى الدول الكبرى للضّغط على صندوق النقد الدولي بهدف تسهيل شروطه التّفاوضيّة، لكن في حالة لبنان يبدو الأمر معاكساً؛ تضغط الدول الكبرى على الصّندوق للاستجابة للبنان وهو في مكان آخر، لماذا؟
لولا إسرائيل، وجوداً وجيشاً ومشروعاً وغازاً وأطماعاً، لكان لبنان محذوفاً من أدنى سلم الإهتمام الأميركي والروسي والصيني و"الشرقي" و"الغربي" وما بينهما. هكذا إستنتاج قد يبدو مُتسرعاً بالنسبة إلى البعض لكن مهمة الوسيط الأميركي عاموس هوكستين الأخيرة تشي بأن إستنتاجاً من هذا النوع حتماً في محله. لماذا؟