بحساباته السياسية المتعارضة وأثمانه الإنسانية الباهظة، يبدو الاجتياح الإسرائيلى المحتمل لمدينة رفح الفلسطينية الحدودية مع مصر مأزقًا مستحكمًا يصعب تجاوزه، أو الحد من أخطاره الماثلة.
بحساباته السياسية المتعارضة وأثمانه الإنسانية الباهظة، يبدو الاجتياح الإسرائيلى المحتمل لمدينة رفح الفلسطينية الحدودية مع مصر مأزقًا مستحكمًا يصعب تجاوزه، أو الحد من أخطاره الماثلة.
"الضرر الذي لحق بسمعة إسرائيل قد يجعل مواصلة القتال في غزة أصعب خاصة أن التهديد الحقيقي يأتي من إيران وأذرعتها ولا سيما حزب الله. وبالتالي ردع هؤلاء يتطلب تحالفاً عسكرياً مع أمريكا التي تحتاج إلى دعم الحزبين بالإضافة إلى دعم دول الخليج العربية"، هذا هو الإستنتاج الذي يخلص إليه تقرير مجلة "ذا إيكونوميست" البريطانية بتاريخ الحادي والعشرين من آذار/مارس 2023.
بن كسبيت، الكاتب الإسرائيلي المعروف، يُحاول في هذه المقالة التي نشرتها صحيفة "معاريف" أن يكشف الأهداف الحقيقية التي جعلت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يذهب إلى هذا الحد في افتعال أزمة مع الولايات المتحدة: إنّه قانون التهرُب من الخدمة العسكرية الكارثي.
على الأرجح، لولا مقتل الجنود الأميركيين الثلاثة في "البرج 22" في 28 كانون الثاني/يناير الماضي، لما ضرب البيت الأبيض موعداً لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بعد مماطلة طويلة. لكن المشهد أكثر أهمية منذ ذلك: هناك "دفرسوار عراقي" في جبهات "المساندة" لغزة، ومن الواضح أن الرئيس الأميركي جو بايدن، يريدها له أن يدوم.
في ما يشبه الدوران في حلقة مفرغة، تجري المفاوضات من أجل التوصل إلى هدنة الأسابيع الستة في قطاع غزة، مثقلة بالتهديد الإسرائيلي باجتياح رفح واخفاق إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في ممارسة ما يكفي من الضغوط على اسرائيل لخفض التصعيد والانخراط في مسار سياسي.
بالتزامن مع دخول الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزة شهرها السادس، تناقلت بعض وسائل الإعلام الأمريكية معلومات عن مباحثات غير مباشرة أجراها الجانبان الأمريكي والإيراني في كانون الثاني/يناير الماضي في العاصمة العُمانية مسقط.
تركت الثورة العلمية التكنولوجية تأثيرًا كبيرًا على نظام الاتصالات والمواصلات والإعلام، بل على عموم حياة الناس، لدرجة أصبح ما قبلها لا يشبه ما بعدها، لا سيّما في ظلّ العولمة بوجهيها الشديد التوحش، وهو الغالب الشائع؛ والإيجابي، والمقصود به عولمة العلوم والتكنولوجيا والثقافة والحقوق والعمران والجمال، وإن كان ثمة عقبات أمام البلدان النامية للاستفادة منه.
من الصّعب مخالفة الرّأي الذّاهب إلى أنّ عودة دونالد ترامب إلى سدّة الرّئاسة الأميركيّة في أواخر العام الحالي مسألة سلبيّة اجمالاً، إنْ بالنّسبة إلى الشّعب الأميركيّ نفسِه، أو بالنّسبة إلى بقيّة شعوب وقضايا العالم على اختلافها. في الاجمال: نعم، علينا الاقرار بأنّ عودة ترامب وما يُمثّله مسألة سلبيّة جدّاً على المستويات الدولية والإقليمية. ولكن، لطالما يأتي ما نعتبرُهُ سلبيّاً بإيجابيّات معيّنة لا نراها في الظّاهر لنا، على قاعدة: "عسى أن تَكرهوا شيئاً وهو خَيرٌ لكم".
"الولايات المتحدة أخفقت مراراً وتكراراً على مدار عقود طويلة. وقد آن الآوان أن تشهد السياسة الخارجية ثورة حقيقية، ورسم رؤية جديدة تقوم على استبدال الجشع والنزعة العسكرية والنفاق بالدبلوماسية والتعددية والتضامن العالمي وحقوق الإنسان"، بحسب مقالة نشرتها "فورين أفيرز" للعضو المستقل في الكونغرس الأميركي بيرني ساندرز (*)، الذي أشاد بقرار كندا وقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل، وطالب بلاده بـ"عدم تقديم فلس واحد لآلة نتنياهو الحربية".
تكثر في هذه الأيام في عديد مواقع التأثير والنفوذ الكتابة والتفكير عن مستقبل العالم. بعض ما يتردد من أفكار واجتهادات يُنشر أو يُسرّب يعكس حالة أقرب ما تكون إلى الحالة السابقة مباشرة للمراحل الثورية التاريخية؛ مراحل وقعت فيها تحولات جذرية في منظومات فكرية وعقائد دينية وسياسية واجتماعية؛ مراحل شهدت كثرة في مظاهر ومؤشرات وبوادر انحدار أو صعود امبراطوريات وقوى عظمى، ومنظومات فكرية - سياسية واجتماعية رسخت لعقود أو قرون، وعقائد دينية انتسب أو ينتسب إليها ملايين أو بلايين البشر، شهدت أيضاً موجات هجرة كثيفة من أقاليم إلى أخرى حاملة معها شذرات أو كتل من المفاهيم والممارسات المختلفة في الجوهر والمظهر عن السائد في الأقاليم المستقبلة للهجرات، حاملة أيضاً مزيجاً قلقاً من خيبات أمل عميقة وأحلام صعبة المنال.