لطالما التحفت العديد من الأنظمة الديكتاتورية والأحزاب في وطننا العربي رداء تحرير فلسطين، لتأتي الوقائع وتُبيّن لنا العكس.
لطالما التحفت العديد من الأنظمة الديكتاتورية والأحزاب في وطننا العربي رداء تحرير فلسطين، لتأتي الوقائع وتُبيّن لنا العكس.
يقول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إنه يريد إنهاء حرب غزَّة وتوسيع "اتفاقات أبراهام" بإضافة السعودية، وتخفيف الالتزامات العسكرية، وخفض أسعار الطاقة، وخلق صين أكثر طاعة، وإنهاء البرنامج النووي الإيراني. تحقيق هذه الأهداف "يتطلب مقايضات صعبة، واستراتيجية أكثر تعقيداً من مجرد مهاجمة إيران وحلفائها"، كما تقول المحللة سوزان مالوني في مقالة مطولة في "فورين أفيرز".
لا أعلم إن كان هناك من كان قادراً على التنبؤ بانهيار نظام بشار الأسد بهذه السرعة. فلو أن أحداً خاطبني قائلاً بأن المعارضة المسلحة ستصل إلى دمشق يوم 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، وبأن الأسد سيكون قد غادرها، لضحكت بغرور الباحث، وقلت: كم قتلتنا وتقتلنا الرغبوية!
إذا ما قُيّضَ لاتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل أن ينجح، ويلتزم الطرفان بمندرجاته طبقاً لقرار مجلس الامن 1701، بصورة تُحقّق الحد الأدنى من الهدوء على جانبي الحدود، هذا لا يعني أن الأمور انتهت عند هذا الحد. كيف؟ ولماذا؟
في أعقاب الإطباق المذهل والسريع على السلطة في سوريا على يد تحالف من الإسلاميين بقيادة "جبهة تحرير الشام" والإعلان عن تعيين رئيس حكومة انتقالية، كثُرت أسئلة المحللين والخبراء والصحافيين، لكن بدل الانشغال في تفاصيل هذا الحدث، ربما يجدر بنا التوقف عند الدلالات العميقة لهذا التحول على مختلف الأصعدة. كما ينبغي التحلي بالجرأة لمحاولة استشراف ما قد يحمله المستقبل لسوريا والمنطقة.
بعد 54 عاماً من إمساكه بالسلطة، سقط حكم حزب البعث في سوريا، في غضون عشرة أيام، ومن دون أية مقاومة، وذلك تتويجاً لمسار دشّنته المجموعات السورية المسلحة فور دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في لبنان فجر 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
في هذا الفصل من كتابه "انهض واقتل اولاً، التاريخ السري لعمليات الاغتيال الاسرائيلية"، يتحدث الكاتب "الإسرائيلي" رونين بيرغمان عن استخفاف الاستخبارات الأميركية و"الإسرائيلية" بانتصار ثورة الإمام الخميني في إيران وعن ظروف تأسيس حزب الله في لبنان.
إن نهاية نظام الأسد تضع سوريا على حافة أن تصبح دولة فاشلة، وستكون عنصراً أساسياً لتغيير كل موازين القوى في الشرق الأوسط، والعالم أجمع ربما. وعلى الدول الغربية والخليجية التواصل مع "القادة الجُدد" في دمشق وتوجيههم نحو حكم براغماتي، إن لم يكن ديموقراطياً، لمنع وقوع المزيد من المآسي وعدم الإستقرار في المنطقة، بحسب "فورين أفيرز".
التبدل الاستراتيجي السريع في سوريا يخلق تبدلاً في السياسة والأدوار. ما كان يصح قبل التقدم المذهل لـ"هيئة تحرير الشام" ("جبهة النصرة" سابقاً قبل فك ارتباطها بتنظيم "القاعدة" في 2016) وفصائل أخرى ترعاها تركيا، وصولاً إلى إمساكها بالسلطة، لم يعد يصح بعده.
في أيار/مايو من العام الجاري، تسرّبت وثائق من مكتب بنيامين نتنياهو تكشف النقاب عن تصوّر هذا الأخير لمستقبل غزة: "خطة غزة 2035.. من الأزمة إلى الإزدهار". بعد حوالي ثلاثة أشهر، أي في آب/أغسطس، صادق نتنياهو على مضمون ما تمّ تسريبه في مقابلة أجرتها معه مجلة "التايم" الأميركية.