الإنتخابات النيابية في العام 2022 "خط أحمر". يقولها الأميركيون والفرنسيون بصريح العبارة. إنتخابات يُفترض أن تُعيد رسم موازين القوى في الداخل اللبناني. هل تكفي المباركة الدولية لتصبح الإنتخابات أمراً مُحتماً؟
الإنتخابات النيابية في العام 2022 "خط أحمر". يقولها الأميركيون والفرنسيون بصريح العبارة. إنتخابات يُفترض أن تُعيد رسم موازين القوى في الداخل اللبناني. هل تكفي المباركة الدولية لتصبح الإنتخابات أمراً مُحتماً؟
نكتفي في الجزء الثاني والأخير من مقالتنا هذه، بعرض ما يفترض انه برنامج لقوتين: حكومة يُفترض أنّها تمثل غالبية القوى الحاكمة والممثلة في البرلمان، ويُعبّر عنه بالبيان الوزاري لحكومة نجيب ميقاتي؛ الحزب الشيوعي اللبناني الذي يفترض أنه أقوى الأحزاب المعارضة الحقيقية وأكثرها إنتشاراً.
لم يقبل نجيب ميقاتي رئاسة حكومة لبنان لانقاذ بلده من أزمة اقتصادية طاحنة، ولا هو قادر على ذلك أصلاً. قدّم الرجل أوراق إعتماده في لحظة فراغية مناسبة، بحسابات سياسية، محلية وإقليمية ودولية، فضلاً عن رغبات زعاماتية ومصلحية، وشبكات توازن علاقاتية وطائفية. كيف؟
ليس صحيحاً أنه ليس لدى حزب الله، كما يقول، أي موقف مسبق من مفاوضات حكومة نجيب ميقاتي مع صندوق النقد الدولي. فمهما أظهر من براغماتية في محاولات تحسين شروط افادة لبنان من الاتفاق مع الصندوق، تبقى بين الحزب والمنظومة الحاكمة التي يرعاها والصندوق 10 نقاط ظل تراوح بين الفاتحة والقاتمة، فما هي؟
هل تتحمل حكومة نجيب ميقاتي ارتفاعاً اضافياً في سعر صرف الدولار؟ وماذا في جعبة "النجيب" لمواطنين فقراء يتوقون بلوعة الى ارتفاع ما في قدرتهم الشرائية المنهارة حتى 90 في المائة؟ وما بحوزته للتأثير في العوامل الداخلة في معادلات تحديد سعر العملة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي للمديين القصير والمتوسط؟
عندما تتعمّد اسرائيل الاعلان عن العقد الموقع بينها وبين شركة "هاليبرتون" الأميركية (Halliburton) للتنقيب عن الغاز والنفط في المنطقة الحدودية البحرية المتنازع عليها مع لبنان، فان التفسيرات حول الأهداف والمغازي، تتركّز حول حدي الاستفزاز في التوقيت الصعب او الاستدعاء للعودة الى طاولة الناقورة التفاوضية.
لا أحد يحسد حكومة نجيب ميقاتي على المهمة الأصعب في تاريخ لبنان الحديث، بإمساكها كرة نار أزمة وجودية غير مسبوقة، يدرك الجميع صعوبتها، وبالتالي، يُسجل لرئيسها ولها، جرأة تحمل المسؤولية.. ويبقى الحكم على النتائج رهناً بالبيان الوزاري وتنفيذه.
وأخيراً ولدت الحكومة الميقاتية، بعد مخاض عسير، ولا ندري إن كان سيكتب لها العمر الطويل، بعد كل تلك المعاناة، وخاصة أنها ولادة تأخرت عن موعدها كثيراً.
تشكلت حكومة جديدة في لبنان بين مهامها إطلاق مفاوضات مع صندوق النقد الدولي في سياق جهود وضع حد للإنهيار المالي والاقتصادي، وتطبيق إصلاحات يرجى منها تغيير النموذج الذي ساد طيلة 30 سنة. لكن دون ذلك دزينة عقبات، ما هي؟