يتخطّى اسم أوراسيا الكلمة المركبة، التي تجمع أوروبا وأسيا، ليصل إلى جمع الجغرافيا بالسياسة (جيوبوليتيك)، في إطار استراتيجية دولية، تتصارع فيها وحولها قوى كبرى من داخلها ومن خارجها. وقديمًا قيل من يمتلك أوراسيا يهيمن على العالم.
يتخطّى اسم أوراسيا الكلمة المركبة، التي تجمع أوروبا وأسيا، ليصل إلى جمع الجغرافيا بالسياسة (جيوبوليتيك)، في إطار استراتيجية دولية، تتصارع فيها وحولها قوى كبرى من داخلها ومن خارجها. وقديمًا قيل من يمتلك أوراسيا يهيمن على العالم.
تطرح سلوكيات تركيا في الآونة الأخيرة، وتحديدًا بعد انتهاء الانتخابات التركية في أيار/مايو الماضي السؤال الآتي: هل نقلت تركيا السلاح من كتف إلى أخرى؟ إذ أنها منذ ذلك الحين تُبدي سلوكًا أقرب إلى "الأطلسية"، بدليل إطلاق سراح مقاتلي "كتيبة آزوف" وتسليمهم إلى أوكرانيا من دون التشاور مع "الحليف الروسي"؟
إذا استثنينا متغيّر الحدث المتمثل بضم الأقاليم الأربعة من أوكرانيا (خيرسون وزابوريجيا ودونيتسك ولوغانسك) إلى بلاده، فإن خطاب فلاديمير بوتين الأخير هو خطاب تذكيري بالثوابت الإستراتيجية، من وجهة نظر الوطنية الروسية التي يمثّلها ويراها صاحب القرار في الكرملين.
أعادت عملية اغتيال داليا دوغينا إبنة المفكر السياسي الروسي ألكسندر دوغين في العشرين من الشهر الحالي، تسليط الضوء على النظرية "الأوراسية" التي يدعو إليها دوغين، وفي الوقت نفسه، جددت هذه العملية النقاش حول محددات الهوية الروسية وعما إذا كانت غربية الجذور أم شرقية أم كلاهما معا.
يُنسب للمفكر الروسي ألكسندر دوغين تأثيره في صياغة العقل السياسي والإستراتيجي للرئيس فلاديمير بوتين، وإذ يذهب كثيرون إلى القول بأن دوغين كان "ملهم" بوتين في وقت من الأوقات، فإن الرجوع إلى كتابات هذا المفكر وخصوصاً كتابه "أسس الجيوبولوتيكا"، يُعتبر أبرز المداخل والمقدمات لمعرفة خرائط الأفكار وعوالم الإستراتيجيا التي شكلت عقل بوتين.
لم يمضِ أسبوعان على القمة الثلاثية في طهران، حتى خرج الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، من اجتماعه بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في سوتشي، في صورة مغايرة عن الاجتماع السابق، فلقد كانت معالم الارتياح واضحة على وجهه لحظة اللقاء، وفي أثناء الاجتماع، وفي لحظة الوداع، على نحو يرسم إشارات استفهام فيما يتعلق بوضع الشمال السوري، بل بشأن مستقبل سوريا.
في المؤتمر الصحافي السنوي الذي يعقده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ سنوات، غالباً ما يردّد أقوالاً مأثورة ومصطلحات فكرية وفلسفية من الوزن الثقيل، ومما قاله في مؤتمره الأخير في الشهر الأخير من سنة 2021 المنصرمة حول التوتر الحاصل مع أوكرانيا وحلفائها الغربيين "إن روسيا لا تغضب.. روسيا تتأهب".