
يترقب المجتمع الدولي قمة الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين المقررة في الرياض من دون تحديد موعد نهائي حتى الآن، وعلى جدول أعمالها مناقشة امكانية اخماد الحروب والأزمات والتوترات بين البلدين.
يترقب المجتمع الدولي قمة الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين المقررة في الرياض من دون تحديد موعد نهائي حتى الآن، وعلى جدول أعمالها مناقشة امكانية اخماد الحروب والأزمات والتوترات بين البلدين.
قبل ثلاثة أعوام، ترتّب على اندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية، إعادة تشكيل المشهد العالمي برمته، وحدثت الكثير من الأشياء التي كانت غير متوقعة، من احتشاد الغرب على نحو غير مسبوق في دعم أوكرانيا ومعاقبة روسيا بقوة، وعودة الولايات المتحدة لتنشيط حلف شمال الأطلسي "الناتو" الذي توسع نحو شمال أوروبا، بينما خابت آمال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في استعادة سريعة لأوكرانيا وتالياً الغرق في مستقنع من الاستنزاف، الذي فرض عليه الإرتماء كلياً في "شراكة بلا حدود" مع الصين.
العلاج بالصدمات، قد يصح وصفاً للأسلوب غير المألوف الذي يعتمده الرئيس الأميركي دونالد ترامب في سياسته الخارجية لحل الأزمات المستعصية من الشرق الأوسط إلى أوروبا، بما يشكل افتراقاً عن السياسات الأميركية التي سادت لعقود.
في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، يُقدّم الكاتب البارز ديفيد والاس ويلز (*)، تحليلاً وافياً كيف أن ما أسماه بـ"الامبرطورية الأميركية" دخلت في غسق الانحدار الحقيقي، وكيف أن كل أنواع "الهيمنة" التي كانت تتلطى بها قوتها الامبريالية "سقطت" تحت شعار "النظام العالمي الليبرالي" الذي أسّسته الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية. ويوثق ذلك بمراجع بعض المفكرين الاستراتيجيين والمؤرخين الأميركيين الذين أدلوا بدلوهم في هذا الاتجاه مؤخراً.
ثلاثة أسابيع كانت كافية كي يُفجّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كماً هائلاً من المفاجآت، التي أذهلت مؤيديه وخصومه على حد سواء. من الحرب على مؤسسات "الدولة العميقة" في الداخل، إلى الحروب التجارية واستخدام الإكراه الاقتصادي بديلاً من البوارج في السياسة الخارجية، وتدمير كل المقومات التي قام عليها النظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية.
خالف دونالد ترامب أثناء ولايته الرئاسية الأولى (2017-2021) تقاليد البيروقراطية الأميركية وتتمتها الراسخة في الدولة العميقة، أي وزارات الخارجية والدفاع والاحتياطي الفيدرالي والمجموعة الاستخبارية من جهة وقطاع الصناعات الكبرى وتكنولوجيا المعلومات والطاقة ومصارف وول ستريت ووسائل الإعلام من جهة أخرى، ولكنه لم يدخل في مواجهة شاملة معها.
ما يزال العالم بأسره تحت تأثير بدء الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لما سيكون لها من نتائج وتداعيات على عديد الملفات الإقليمية والدولية، ولا سيما منها ملف العلاقة الإيرانية الأمريكية ومن خلالها مستقبل الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
تأكد الرئيس الأميركي العائد دونالد ترامب، من استحالة وقف الحرب الروسية-الأوكرانية "في غضون 24 ساعة"، كما سبق ووعد، فسارع إلى وصف أخطر نزاع تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية بـ"الحرب السخيفة"، وأطلق سلسلة تهديدات ضد روسيا لأن الرئيس فلاديمير بوتين لا يريد انهاء الحرب، وفق ترامب، على عكس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
يسود جو من الضبابية حيال امكانية التوصل إلى وقف لاطلاق النار على جبهة جنوب لبنان، لكن ثمة جملة سربتها الصحف الأمريكية غداة لقاء دونالد ترامب برئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو خلال زيارة الأخير إلى الولايات المتحدة في تشرين الأول/أكتوبر الفائت بأن ترامب يريد للحرب في غزة ولبنان أن تنتهي قبل دخوله إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير المقبل، وقال له "افعل ما عليك فعله"!