ها هو عام يُدبر وآخر يُقبل. بيد أن الوقائع السياسية لا تعترف بالمحطات الزمنية، ولا تقف عند التواريخ والمحطات الزمنية، بل تستمر جارية كأن لا سنة رحلت ولا عاماً أطل.
ها هو عام يُدبر وآخر يُقبل. بيد أن الوقائع السياسية لا تعترف بالمحطات الزمنية، ولا تقف عند التواريخ والمحطات الزمنية، بل تستمر جارية كأن لا سنة رحلت ولا عاماً أطل.
أن تمر ما تسمى "صفقة القرن"، في مناخ عربي يمتزج فيه الصمت بالتواطؤ والرفض الخجول، هذا الأمر كاد يصبح مألوفاً، لكن المؤسف أن إسرائيل، وبرغم ما تناله من "جوائز أميركية"، تبدو مشدودة إلى ما بعد تلك الصفقة. هذا ما تشي به المقالات والإفتتاحيات في الصحف والمواقع الإسرائيلية اليوم، فضلا عن تركيزها على البعد الإنتخابي لـ"الصفقة" أميركيا وإسرائيلياً.
لم يكن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن صفقة القرن بحضور بنيامين نتنياهو وبيني غانتس وليد خطة خاصة بهذه الإدارة الأمريكية، بل في سياق زمني طويل، قد يعود إلى مرحلة إطلاق المشروع الصهيوني عام 1897 الذي أسست له بريطانيا في مؤتمر بال في سويسرا، وبواجهة شخصية هرتزل.
حفلت الصحافة الإسرائيلية بتحليلات كثيرة في الساعات الأخيرة حول توقيت "صفقة القرن"، أو ما تسمى "خطة السلام" التي سيعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب من البيت الأبيض، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي زعيم "الليكود" بنيامين نتنياهو وخصمه في الإنتخابات المقبلة رئيس "حزب أزرق أبيض بيني غانتس. وتناولت التحليلات الأبعاد الأميركية والإسرائيلية والفلسطينية والأردنية للتسوية المزعومة بين الفلسطينيين والإسرائيليين!
يعكس اعلان المسؤول السابق في وزارة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان ومسؤولين أميركيين آخرين في الآونة الأخيرة، عن رغبة معلنة في إستهداف حزب الله عبر تظاهرات لبنان وعدم السماح لإيران وروسيا والصين بالاستفراد بالمنطقة، لكن الحقيقة أكثر خطورة، تتمثل في استكمال تنفيذ ما بقي من صفقة القرن، ومنع محور المقاومة من الإفادة من الخيرات الواعدة، واستغلال التظاهرات لتصفية حسابات دولية بدم العرب.
من يتأمل في المشهد الأردني وفي الجمر الكامن تحت رماد أكثر من قضية، يشعر فعلاً بقلق على مستقبل دولة مرتبطة عضويا بمستقبل فلسطين مهما حاولت النجاة.
يخوض الأردن معركته في مواجهة ما يسمى بـ"صفقة القرن"، وحيداً تثقله أوضاعه الاقتصادية الصعبة، فإذا نظر يمينه يجد لحلفائه التقليديين وجهة نظر مغايرة له بما يخص العلاقة مع إسرائيل. رسمياً الجميع مع "حل الدولتين"، لكن التفاصيل تجعل بلداً كالأردن يشعر بالارتياح أكثر إذا تطلع إلى الناحية الأخرى، التي يمكث فيها أعداء حلفائه التقليديين.