الأزمة عميقة. سياسية، إقتصادية، إجتماعية. التعبيرات التي نشهدها في طرابلس مجرد إشارة، لكن لا حياة لمن تنادي أو لا تنادي.
الأزمة عميقة. سياسية، إقتصادية، إجتماعية. التعبيرات التي نشهدها في طرابلس مجرد إشارة، لكن لا حياة لمن تنادي أو لا تنادي.
التنافس والتنافر الفرنسي ـ التركي ليس طارئًا أو حديثًا لكن تغلغل تركيا في أفريقيا الفرنكوفونية وبلوغه الذروة عام 2019 إضافة إلى إتفاق الترسيم البحري بين ليبيا وتركيا الذي سمح للأخيرة بالتنقيب في شرق المتوسط جعل الصراع يبلغ مستويات عالية التوتر. ماذا عن لبنان؟
أسماء سعيد باحثة متخصصة في شؤون الشرق الأوسط، كتبت تقريراً لموقع "أوريان 21" ترجمه الزميل حميد العربي عن منطقة فزان الليبية التي توحد فيها التُبو والطوارق برغم انقسامهم، ضد هجمات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
بالأمس، أطل علينا بهاء الحريري ببيان سياسي يحتاج إلى مكتب سياسي لصياغته، فمن أين إستولد كل هذه القدرات والإمكانات ومن أعطاه تفويض النطق بإسم ثورة 17 تشرين/أكتوبر في بيروت والشمال؟
لم تعد ليبيا التي كنا نعرفها. صارت ليبيا خط تماس دولي وإقليمي بين الأمم البعيدة والقريبة. هذه كلها تتقاتل، بجيوشها ومصالحها وشركاتها الأمنية وأسلحتها، على أرض بلد عربي، فيما جامعة الدول العربية، قررت أن تدخل في سبات عميق.
مع انطلاق ثورة 17 تشرين/أكتوبر، صارت عاصمة لبنان الثانية، "عروس الثورة"، وهذه صفة اكتسبتها بفعل الحضور اليومي الأخاذ في "ساحة النور".
لطالما كان سُنّة لبنان، وغالبيتهم من أبناء المدن، شركاء أساسيين في الصيغة اللبنانية وركيزتها رئيس الجمهورية الماروني بشارة الخوري، وهو الذي رفض إستبدال إنتداب بآخر، ورئيس الحكومة السني رياض الصلح، بما له من إمتداد عربي، لكن لم تمض سنوات على الاستقلال اللبناني حتى سقط الصلح إغتيالاً في العام 1951 في العاصمة الأردنية على يد عنصر قومي سوري، وسقط الخوري بالإستقالة في العام 1952، بفعل تضافر عوامل داخلية وخارجية ضده، ولم تمر سنوات أيضاً حتى اشتعلت احداث 1958، في عهد الرئيس كميل شمعون.
انفلات الوضع الأمني في طرابلس طرح فيضاً من أسئلة سياسية عديدة عن معنى استهداف الجيش والقوى الأمنية، ما جعل المدينة ساحة لحرب شوارع، فالعاصمة الثانية المُعقدة بتشابك عناصر عديدة تبدأ من فقر مُدقع وبنيوي ولا تنتهي عند حجم وقدرات قوى تزعم لنفسها هوية دينية ومعنى مذهبياً، فيها أيضاً فيضٌ من صراعٍ بين الزعامات السياسية السُنية التي وجدت نفسها على الهامش بعدما حل حسان دياب في المقعد الأمامي في لحظة سياسية هي الأكثر حراجة في تاريخ لبنان.
سؤال السلم الأهلي يقض مضاجع اللبنانيين. السيرة ذاتها منذ خمسين عاماً. ثمة قوى متجذرة في النظام. طوائف. مصارف. مصالح. كلما إستشعرت الخطر، كلما صارت شرارات الحرب تلفح وجوه اللبنانيين.
إنه اليوم الرابع من أيام الحراك الشعبي. يوم بيروتي خريفي لكن فرح وحار. ليس كمثله يوم. طوفان بشري بدأت سواقيه تتجمع منذ ساعات الصباح نحو ساحتي وسط بيروت: رياض الصلح والشهداء. الساحتان اللتان شكلتا منذ العام 2005، ملعباً لمقلبين سياسيين وأهليين تمترس في كل منهما محور، نجحت هبة 17 تشرين الأول/ أكتوبر في توحيدهما. باتت الساحتان ساحة واحدة. وحناجر من يفترشهما حنجرة واحدة برغم التلاوين والمشارب الطائفية والإجتماعية والطبقية التي يأتون منها.