
لمرتين متتاليتين أعلنت الحقائق نفسها مجددًا فى الحرب على غزة، طبيعتها وأطرافها المتورطة فى أبشع الجرائم الإنسانية وأكثرها تنكيلًا بأى معنى سياسى وأخلاقى.
لمرتين متتاليتين أعلنت الحقائق نفسها مجددًا فى الحرب على غزة، طبيعتها وأطرافها المتورطة فى أبشع الجرائم الإنسانية وأكثرها تنكيلًا بأى معنى سياسى وأخلاقى.
في تطور بالغ الأهمية، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية قرارًا بالقبض على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم إنسانية في سياق الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ ثلاثة عشر شهراً ونيف.
يخيم التشاؤم على المناخ العام في لبنان. أسبابه عديدة؛ بعضها بالفطرة مثل النكد، حب الاعتراض، نظرية المؤامرة، التوقعات والخيبات المرتفعة. اللبناني فاقد للثقة بكل شيء. لم يهنأ اللبناني بيوم سعيد في بلده. حرب أهلية واجتياحات وحروب إسرائيلية، خضّات أمنية داخلية، اغتيالات، حرائق، انتفاضة ٢٠١٩، أزمة المصارف والمودعين، انفجار مرفأ بيروت، وصولاً إلى حرب ٢٠٢٤.
أن لا تُصدر المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، هو ما سيكون مستغرباً في ضوء التهم الموجهة إليهما بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، فضلاً عن استخدام التجويع كسلاح حرب "وغيرها من الأفعال غير الإنسانية".
أجدني، اليوم، وبعد مرور 13 شهراً ونيف على الحرب الإسرائيلية على غزة، معنية بوضع النقاط على الحروف، كمواطنة عربية مؤمنة بحرب الإرادات، وهي حرب مفتوحة ولكنها محكومة بأفق رسمته لنا وللجيل الآتي من بعدنا، دماء الشهداء المقاومين.
"محور المقاومة" قادرٌ على تخطي الصدمات التي يتعرض لها جراء الحرب الشرسة التي تشنها إسرائيل في غزَّة ولبنان، كما فعل طوال السنوات الأخيرة، "لأن قوى المحور عقدُ مترابطة من شبكات سياسية واقتصادية وعسكرية وأيديولوجية، ولديها قدرة عالية على التكيّف والمرونة". لذلك لن تستطيع إسرائيل أن تهزم هذه القوى؛ خصوصاً حزب الله و"حماس"؛ وستضطر في النهاية للقبول بتسوية سياسية شاملة تأخذ في الاعتبار الطبيعة الحقيقية لديناميكيات قوى المحور في المنطقة، بحسب مجلة "فورين أفيرز" (*).
إيلان بابيه، هو من كبار مؤرخي اسرائيل المنشقين. هاجر إسرائيل عام 2008، رفضاً للصهيونية وللسياسة الإسرائيلية التي اعتبرها قائمة على ركيزتين؛ الإبادة الجماعية لأهل غزة و"الترانسفير" لأهل الضفة الغربية، فما هي مناسبة استذكاره اليوم؟
"لقاء وطني تشاوري لبحث العدوان الإسرائيلي على لبنان وكيفية توحيد الجبهة الداخلية وتعزيز التضامن الوطني". العنوان كبير، واللقاء وطني بامتياز، لما ضمّ من وجوهٍ مخضرمة في تنوعها السياسي والطائفي، والكلام أكثر وطنيةً، كونه بلا خلفيات، والكلّ نقيٌ في سريرته، والغاية إعمال آلة الفكر والتفكير، بحثاً عن قواسم مشتركة عساها تمدّ جسورَ عبورٍ وتلاقٍ، في خضم عدوان إسرائيلي مفترس لكلّ الوطن.
أصاب المحلل الذي استخدم تعبير "تسونامي" في وصف توقعاته لحال السياسة في الغرب في الآتي من الأيام؛ أيام ما بعد فوز الرئيس دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية. وجدتُ نفسي أتفق معه في اختيار التعبير وإن اختلفنا حول كثير من اختياراتنا لدوافع هذا الاعصار أو لمحركاته.
ورث دونالد ترامب عن سلفه، جو بايدن، حرباً إسرائيلية مستعرة ساحتها الأساسية في فلسطين ولبنان، إضافةً إلى ساحات خلفية أخرى في العراق وسوريا واليمن.. وفي ظل فشل إدارة بايدن في إنهاء ملف حرب غزة، عبر صفقة تبادل، طوال سنة ونيف، فإنّ ترامب، ومن خلال فريق عمل ولايته الثانية من صقور الجمهوريين، يجعل فلسطين والمنطقة على موعد مع أيام واستحقاقات من المرجح أن تكون صعبة للغاية!