في العام 1967، تمكنت إسرائيل في حرب الخامس من حزيران/يونيو من تغيير الشرق الأوسط في ستة أيام. هل هذه الإمكانية متوافرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قال إن الهدف من الحرب التي يخوضها حالياً في غزة هو "تغيير الشرق الأوسط"؟
في العام 1967، تمكنت إسرائيل في حرب الخامس من حزيران/يونيو من تغيير الشرق الأوسط في ستة أيام. هل هذه الإمكانية متوافرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قال إن الهدف من الحرب التي يخوضها حالياً في غزة هو "تغيير الشرق الأوسط"؟
لم تمضِ أيام قليلة على "طوفان الأقصى"، حتى كان وزيرا خارجية أمريكا أنتوني بلينكن وإيران حسين أمير عبدالليهان، أول الوافدين إلى الشرق الأوسط، ولو أن لكل منهما برنامجه وصديقه وحليفه.. وأيضاً حساباته الدقيقة؛ إلا أن السؤال المطروح هو كيف ستتصرف كل من واشنطن وطهران دعماً لحليف كل منهما في عقر داره؟
برغم مرارة الحرب ومشاهدها الدموية، في قاعدة الحرب ثمة انتصارات أوصلت المنتصرين إلى الهزيمة، وثمة هزائم أعادت للضحية دورها الفاعل في التاريخ، وكانت خطوة على طريق الانتصار.
ما أصاب "إسرائيل" وأغلب أعدائها على السّواء مع "طوفان الأقصى"، هو، برأيي، وعلى حدّ تعبير فيلسوف عدم التّيقّن اللّبناني الأصل، نسيم نيكولاس طالب.. "بجعة سوداء" (Black Swan) وبامتياز.
الحرب والإعلام رفيقان متلازمان. هذه حقيقة تثبتها الحروب المتتالية منذ حرب القرم (1854- 1856)، التي يُعيد إليها الباحثون تاريخ ولادة ما يعرف بـ"المراسل الحربي"، وصولاً إلى يومنا هذا.
لا بدّ من استخدام تعابير مثل العنصرية، واليمين المتطرّف، والفاشية، والأصولية الدينية، لوصف الغرب عموماً في موقفه من قضية فلسطين. ولا بدّ من التساؤل حول ظهور المكبوت فجأة بعد عملية "حماس" في غزة. كما لا بدّ من ملاحظة الفجاجة في إظهار هذا المكبوت، فكأن الغرب ضاق ذرعاً بالعرب، وضاق ذرعاً بالفلسطينيين لمثابرتهم على المطالبة بحقوقهم، حتى ولو كانت العمليات العسكرية موضع تساؤل.
في تل أبيب، صرّح الرئيس الأميركي جو بايدن قائلاً: "صُدمتُ مما حصل أمس في مستشفى الأهلي، ويبدو أن الخسائر البشرية جاءت نتيجة خطأ من غزة".
رَفَعَتْ اليد المبتورة ملامح يدها التي كانتها قبل البتر. لوّحَت بأصابع تخيّلت أنها ما تزال. جَمَعَتْ الأصابع، ثم فلشتها، ثم دَنَتْ من محاولة شَبْكِها باليد الثانية. لا وجود ليدٍ ثانية، ولا جزء من جسد يحمل تلك اليد سواء الأولى المبتورة، أو الثانية المفقودة.
حظيت زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن وما سبقها ورافقها من زيارات لمسؤولين أميركيين، إلى تل أبيب، باهتمام الصحافة الإسرائيلية، من زاوية تداعيات عملية "طوفان الأقصى"، وبينها أثرها على إستراتيجية تعامل الولايات المتحدة مع أمن منطقة الشرق الأوسط.
يوم الجمعة الماضي، 13 تشرين الأول/أكتوبر، أعلنت هيئة الأمم المتحدة أن الجيش الإسرائيلي أبلغها (مساء الخميس) بأن ما يقرب من 1.1 مليون فلسطيني يقيمون في شمال قطاع غزة، سيتوجب عليهم التوجّه إلى جنوب القطاع خلال 24 ساعة. وبعد بضع دقائق، نشر أفيخاي أدرعي، الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، تغريدة باللغة العربية يقول فيها إنه على سكان القطاع "التوجه إلى جنوب وادي غزة، والابتعاد عن إرهابيي حماس الذين يستخدمونهم كدروع بشرية"، مضيفاً أنه "لن يُسمح لهم بالعودة إلى غزة إلا بتصريح"، وإنه يمنع عليهم "الاقتراب من منطقة السياج الحدودي"[1].