
بينَنَا وبين الوباء سيرة لقاء ومواعيد. مواعيد نصحو على وَقّعِ دَبيبهَا بأفواهنا الفاغرة.. ونتثاءب على فراغ يقظتنا، و"قيلولة" جهودنا، وتعثُّر توقيت الزمن فينا.
بينَنَا وبين الوباء سيرة لقاء ومواعيد. مواعيد نصحو على وَقّعِ دَبيبهَا بأفواهنا الفاغرة.. ونتثاءب على فراغ يقظتنا، و"قيلولة" جهودنا، وتعثُّر توقيت الزمن فينا.
ثمة متابعة فاتيكانية حثيثة وعاتبة للتعامل الرسمي اللبناني "غير المسؤول" مع الأزمة الإجتماعية التي يواجهها الشعب اللبناني. ولطالما أطل البابا فرنسيس على المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان يتلو عليهم صلاة "التبشير الملائكي"، لكن ما كان لافتاً للإنتباه، في عظته الأخيرة، يوم الأحد الماضي تخصيصه معاناة لبنان، بكلمات قليلة ناشد فيها المسؤولين اللبنانيين العمل من أجل حل الازمة المعيشية في لبنان، قائلا "تصوروا ان هناك اطفالا جائعين، وليس لديهم ما يأكلون".
هل سنفاجأ بإنتحار أكثر من علي وسامر وناجي وجورج؟ لن نُفاجأ، لكن السؤال، كيف سنتفاعل مع موتهم المدوي؟
قبل نحو عشر سنوات، كان بائع الخضار التونسي المتجوِّل محمد البوعزيزي يسوق عربته في أحد شوارع مدينة سيدي بوزيد. فاعترضت سبيله شرطيّة وصرخت به بالفرنسيّة:"Dégage" (إرحل). بحجّة أنّ البيْع ممنوع للباعة المتجوّلين في ذاك المكان حيث كان يقف. ولمّا حاول البوعزيزي ثنيها عن مصادرة عربته وبضاعته، دفعته وصفعته أمام الناس.
في كتابه "الرئاسة المقاومة"، يروي أمين الجميل سيرة تجربته الرئاسية بين العامين 1982 و1988، بما تخللها من محطات وأحداث، تركت بصمتها على لبنان الذي عشناه بالأمس ونعيشه اليوم. في هذه الحلقة (الأولى)، نترك للزميل "الحريف" جورج غانم أن يلخص مئات الصفحات من مذكرات أمين الجميل في نص مكتوب ومسبوك يكاد كل حرف منه له قطبته وخيطه، على طريقة حائك السجاد الإيراني.
قبل فترة زمنية قصيرة، تمكن أحد اللاجئين السودانيين من التسلل من الجنوب اللبناني إلى شمال فلسطين المحتلة، ولم يتمكن جيش الإحتلال من "إكتشافه" إلا بعد ساعات عديدة. هذه الحادثة سبقتها وتلتها حوادث مماثلة. المؤسسات الأمنية الإسرائيلية تتعامل مع هذه الحوادث بطريقة إستثنائية، سواء أكانت عفوية أم مدبرة. المحلل الإسرائيلي أساف أوريون، وهو باحث في "معهد دراسات الأمن القومي" كتب مقالة في "مباط عال" حول هذه الظاهرة.
"السياسة هي اقتصادٌ مكثّف"(لينين). من لا يفهم في الإقتصاد، عليه أن يستقيل من السياسة. من لا يقيم إعتباراً للعلاقة بين الإقتصاد والسياسة فهو مراهق في أدائه السياسيّ.
صحيح أنه لم تعد هناك دولة عربية تستقبلك أيها المواطن العربي بابتسامة، ولكل منها أسبابها وتبريراتها. صحيح أيضاً أن زواراً كثيرين من العرب لبلاد عربية قضوا أيامهم الأخيرة فيها يردّدون مع الفنانة الرائعة فيروز أغنية تغرّد في مطلعها بالكلمات التالية "أنا صار لازم ودعكن". كنت أحد هؤلاء الزوار، وكان لبنان البلد العربي الذي فشل في إقناعي بتمديد إقامتي. تغيّر لبنان أم تغيرتُ أنا أو تغيرنا كلانا حتى ضاقت بنا فسحة اللقاء وغابت كل المتع والفرص وحل الضيق والقلق محل السعادة والبهجة.
قُضيَ الأمر. ما كُتِبَ قد كُتِبَ. حكومة حسان دياب مستمرة بقوة الإنعاش السياسي وإستحالة البديل السياسي. هل بلغت الأمور الحائط المسدود أم ثمة مخارج؟
وأخيراً فعلها آلان بيفاني. 20 سنة مديراً عاماً لوزارة المال، صارح خلالها أقرب المقربين إليه عشرات المرات بأنه يفكر بالإستقالة من منصبه، لكن الجميع كانوا يدركون أنه أجبن من أن ينفذ ما يفكر به، فما الذي إستجد حتى يمتلك القدرة على تنفيذ رغبة مؤجلة من 15 سنة على الأقل؟