أبعد من الحراك الشعبي المستمر منذ خمسين يوما، وأبعد من إستقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وأزمة تسمية رئيس الحكومة المقبل، ثمة أزمة حكم مستعصية في لبنان، يحاول الجميع تجاهلها أو القفز عنها من خلال توصيفات مواربة.
أبعد من الحراك الشعبي المستمر منذ خمسين يوما، وأبعد من إستقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وأزمة تسمية رئيس الحكومة المقبل، ثمة أزمة حكم مستعصية في لبنان، يحاول الجميع تجاهلها أو القفز عنها من خلال توصيفات مواربة.
يشير مسؤول روسي كبير إلى أحد أدراج مكتبه في وزارة الخارجية الروسية، قائلاً: هذا هو الملف الذي سلمه مستشار الأمن القومي الإسرائيلي يوسي كوهين، إلى سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارة قام بها الأخير قبل ثلاث سنوات إلى موسكو وإستغرقت ساعات قليلة.
يُبدي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية قلقاً واضحا حيال العقم السياسي المتفاقم في لبنان، ولا يرى احتمال تشكيل حكومة في الوقت القريب، ويعتقد بأن الحلول تنتظر انفراج الاوضاع على مستوى الحوار الاميركي الايراني قبل الانتخابات الاميركية المقبلة، ما يعني ان ثمة أشهرا صعبة على لبنان خصوصا في المجالين الاقتصادي والإجتماعي، وثمة مخاوف أمنية قد تطل برأسها.
هو الاجتماع الثاني لخلية الازمة المالية – الاقتصادية الذي ينعقد في غضون شهر بدعوة من الرئيس اللبناني ميشال عون، وفي غياب رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، وخلص إلى تكليف مصرف لبنان المركزي باتخاذ سلسلة تدابير وتعاميم مؤقتة بالتنسيق مع جمعية المصارف، وذلك في سبيل المحافظة على الاستقرار والثقة بالقطاع المصرفي والنقدي كما على سلامة القطاع وحقوق المودعين، دون اي انتقاص.
لم يتأخر "الشارع المسيحي" في الانخراط المباشر في حركة الاحتجاج غير المسبوقة ضد الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان. خرجت الجموع في أكثر من منطقة على امتداد ما كان يعرف في زمن الحرب الأهلية بـ"المنطقة الشرقية"، رافعة مطالب اقتصادية – اجتماعية جامعة. مع ذلك، لا يمكن انكار المحاذير التي يمكن أن تفرزها مرحلة ما بعد استقالة حكومة سعد الحريري، على النحو الذي يبدد وحدة المطالب بين الساحات، لصالح رهانات وإشتباكات سياسية يغلب عليها الطابع الرئاسي، بدليل ما حصل في أكثر من ساحة وآخرها في بكفيا.
أن يكون حزب الله في السلطة الإجرائية (السياسية) التي أعطاها إتفاق الطائف، صلاحيات واسعة بموجب المادة 65 من الدستور اللبناني، أو لا يكون، مسألة تحتاج إلى التفكير بصوت عال.
لم يدم موال محمد الصفدي أكثر من 48 ساعة. نام الرجل ليلتين رئيسا للحكومة. لم يجد الرجل نصيرا له في نهاية تلك الرحلة الريفية القصيرة، إلا زوجته الوزيرة المستقيلة وميشال عون وجبران باسيل. في توقيت ما، لا بد من التقاعد من السياسة.. مهما طالت أو قصرت رحلة السفر فيها
حصلت على مرّ الأزمان ظواهر غريبة في العالم، أدرجها العلم في خانة الأحداث الغامضة بعد أن عجز عن إيجاد تفسير لها، أبرزها: المعادن ذو الأخاديد في جنوب أفريقيا، والمطر الأحمر في الهند، وطاعون الرقص في ستراسبوغ، والهمهمة في بلدة تاوس المكسيكية، إضافةً إلى الحجارة السيّارة، والتأثير الوهمي للأدوية وغيرها. حدثٌ جديدٌ مريب أدخله لبنان، هذه المرّة، إلى "لائحة الغوامض"، وسيبقى هذا الحدث هناك، إذا لم يفسّره صانعوه (بصدق) للّبنانيّين : مَنْ اقترح اسم محمد أحمد الصفدي مرشَّحاً توافقياً لرئاسة الحكومة المنتظرة على وقع حشود الساحات والتظاهرات وقطْع الطرقات؟
أما وأن إسم محمد الصفدي هو الإسم الوحيد المتداول حتى الآن لرئاسة الحكومة المقبلة، فإن مرحلة ما بعد تفاهم الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري، بشراكتهما الكاملة مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، على الصفدي، محكومة بخارطة طريق تتخللها تعرجات وتعقيدات كثيرة.
لا يختلف إثنان على أن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية بلغت حدودا لا قدرة للطبقة الوسطى على تحملها فكيف بالفقراء وذوي الدخل المحدود. كنا قبل شهر أمام شارع منتفض ضد الطبقة السياسية برمتها. أما اليوم، فقد أصبحنا أمام شارع هو عبارة عن شوارع يختلط فيها السياسي بالاجتماعي. خير دليل على ذلك، الانتفاضة المتزامنة لشوارع تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري والحزب التقدمي الإشتراكي بزعامة وليد جنبلاط والقوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع والجماعة الإسلامية (إخوان لبنان). شوارع جاهزة وجدت في مقابلة الرئيس اللبناني ميشال عون، ليلة 12 تشرين/نوفمبر الجاري، ذريعة، برغم اعتقادي أن المقابلة بتوقيتها وشكلها ومضمونها كانت غير موفقة.