لم يطل الزمن كثيرا عن 31 تشرين الاول/أكتوبر 2016 تاريخ دخول الجنرال ميشال عون الى قصر بعبدا بصفته رئيسا للجمهورية، حتى لمس العهد بخياراته السياسية التي تبناها على مدى عشر سنوات (2006 ـ 2016)، ان المهمة الرئاسية ستكون صعبة جدا.
لم يطل الزمن كثيرا عن 31 تشرين الاول/أكتوبر 2016 تاريخ دخول الجنرال ميشال عون الى قصر بعبدا بصفته رئيسا للجمهورية، حتى لمس العهد بخياراته السياسية التي تبناها على مدى عشر سنوات (2006 ـ 2016)، ان المهمة الرئاسية ستكون صعبة جدا.
يقال ان الكاتب يستمد خياله من الواقع. والواقع يقول لنا اليوم ان خيال الروائي العربي نجيب محفوظ يكتب احداث المنطقة العربية.
في التاسع والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر 209، سلم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى الرئيس اللبناني ميشال عون، كتاب إستقالته رسمياً، وأبلغه "كنت إلى جانبك طوال ثلاث سنوات من موقعي رئيسا للحكومة، والآن سأبقى إلى جانبك، سواء أكنت رئيس حكومة أم مواطناً عادياً". العبارة الأخيرة أثارت نقزة عون، ولكنه لم يعلق عليها. بعد عشرة أيام، يعود الحريري إلى القصر الجمهوري، ويخرج بتصريح مقتضب جداً. ما لم يعلنه أمام الصحافيين، قاله لرئيس الجمهورية "أنا لا أريد أن أكون رئيسا للحكومة. إبحثوا عن غيري".
ثمة سباق محموم بين محاولة إحتواء التطورات اللبنانية، بأبعادها السياسية والإقتصادية والمالية، وبين إحتمال أن يقدم طرف داخلي على قلب الطاولة، سعيا إلى منع إنزلاق الوضع نحو مرحلة أكثر خطورة.
شرع التيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل في إستخدام أسلحته الإحتياطية الإستراتيجية في مواجهة خصومه المسيحيين في الداخل اللبناني، ولا سيما حزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع وحزب الكتائب اللبنانية برئاسة سامي الجميل وتيار المردة برئاسة سليمان فرنجية، كما في مواجهة رئيس الوزراء البناني المستقيل سعد الحريري في معركة تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة.
خصّص الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله معظم خطابه اليوم (الجمعة) للحراك الشعبي الأخير وتداعيات سقوط حكومة سعد الحريري.
غالى أهل الانتفاضة الشعبية اللبنانية في وصف ما قاموا به على مدى أسبوعين بـ"الثورة"، وغالى الخائفون مما يجري في وصفه بـ"الانقلاب" أو "المؤامرة"، وها هو لبنان يستعيد شيئا فشيئا مبارزة الشارع، قبيل الاتفاق على شكل ومضمون التسوية السياسية المقبلة.
كانت كلمات رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري كافية ووافية ومقتضبة. الأزمة السياسية "وصلت إلى طريق مسدود.. ولا بد من صدمة كبيرة".
في حديث جانبي مع أحد نواب حزب الله خلال مجلس عزاء. قال:"قلت لسماحة السيد حسن نصرالله ممازحاً. يا سيد: الناس عنا عم تخلط بين الله وحزب الله". يريد بهذه العبارة القول: (إنّ الله على كل شيء قدير، أمّا حزب الله فمحدود القدرة، ولا يملك أن يُقدّم للناس كل ما يأملونه منه).
خرج رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، من إجتماعه بالرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الجمعة، بإنطباعين متناقضين، أولهما، أن لا خوف على الأمن والإستقرار، وثانيهما، أن الأزمة السياسية مقيمة حتى إشعار آخر.