
منذ بداية حرب "طوفان الأقصى"، كان الاعتقاد السائد، أن أي تفاهم لوقف الحرب في غزة يقتضي تحييد الرأس المدبر للعملية، أي القائد الشهيد يحيى السنوار، إما عبر اغتياله أو ابرام صفقة تخرجه من غزة.
منذ بداية حرب "طوفان الأقصى"، كان الاعتقاد السائد، أن أي تفاهم لوقف الحرب في غزة يقتضي تحييد الرأس المدبر للعملية، أي القائد الشهيد يحيى السنوار، إما عبر اغتياله أو ابرام صفقة تخرجه من غزة.
بنيامين نتنياهو هو الذي بادر إلى الحرب المفتوحة في لبنان وليس حزب الله، وذلك عندما "غدر" بحلفائه الأميركيين والفرنسيين بإيهامهم بقبوله الدعوة إلى وقف مؤقت لإطلاق النار بينما كان يخطط لاغتيال السيّد حسن نصرالله، ويدفع باتجاه فتح حرب شاملة على لبنان، تمهيداً لإشعال حرب إقليمية في المنطقة، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية (*).
حسناً فعل القاضي الإداري كارل عيراني بإلزامه وزارة المال في 24 تموز/يوليو 2023 بتسليم تقرير التدقيق الجنائي الذي أنجزته شركة "ألفاريز". لولا عيراني، لما انفضحت الخبايا التي وثّقها التقرير وتم رميه في الأدراج بعنوان "سري". ولولاه أيضاً، لما سقط رياض سلامة.. بشراكة مع مدعي عام التمييز بالإنابة القاضي جمال الحجار الذي استدرجه كشاهد فقط لا غير.
في الثامن عشر من آب/أغسطس الماضي، أعلنت الجزائر أنها بصدد تزويد لبنان بالوقود لإعادة تشغيل التيار الكهربائي بعد انقطاعه وغرق البلاد بالعتمة، وهذه النجدة الجزائرية عبارة عن هبة غير مشروطة ولا هي مقرونة بمطلب أو مأرب.
يُروى أنه عندما تبلغ جوزيف ستالين من رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل أن الحبر الأعظم في الفاتيكان أعلن الحرب ضد الزعيم الألماني أدولف هتلر، كان جواب الديكتاتور السوفياتي: "وكم دبابة يمتلك بابا الفاتيكان"؟
ماذا عن نتائج زيارة كل من رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزيف عون إلى باريس ولقائهما مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون؟ "180 بوست" حاول الحصول على إيضاحات وأجوبة من الأوساط الفرنسية واللبنانية المتابعة.
منذ سنوات وتحديداً بعد ثورة 17 تشرين/أكتوبر 2019، عكف حزب الله على مقاربة مسارات سياسية داخلية في إطار استشعاره دقة الواقع اللبناني وحساسيته. ومن يرصد المرحلة الممتدة من 2005 إلى 2016 يستشعر بأن حزب الله بعد هذا التاريخ بات يتعاطى مع الملف الداخلي بعناية كبيرة، وهذا الأداء ينطوي على اقتناعه أن الانقسام العامودي في لبنان قد يُمهد إلى افتراق اجتماعي في ظل تصاعد الخطاب الانفصالي.
في عز اشتعال الجبهة الجنوبية اللبنانية المساندة لغزة، وانشغال حزب الله باستقبال موفدين أمنيين أجانب تُوسّطهم إسرائيل لتحييد "الجبهة اللبنانية" بعنوان العمل على تطبيق القرار 1701، كان رئيس وحدة الأمن والارتباط في حزب الله، وفيق صفا، يتوجه بطائرة خاصة في "مهمة عاجلة" إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.
صارت وظيفة اللجنة الخماسية الخاصة بلبنان لبنانية بامتياز. ملء الوقت الضائع بالكلمات واللقاءات والتحركات المناسبة. ثمة اقتناع لدى بعض أطراف اللجنة أن الخارج ليس قادراً وحده على انتاج رئيس جمهورية جديد ولا الداخل وحده يستطيع تحمل هذه المسؤولية. لا بد من قفل ومفتاح لترتيب الواقع اللبناني في المرحلة المقبلة.
يقول المحلل تسفي برئيل في مقالته في "هآرتس" إن الولايات المتحدة لا تحاول التفريق بين الجبهيتن الفلسطينية واللبنانية، أي أن "وحدة الساحات تنطبق أيضاً على الجهود الدبلوماسية، وليس فقط في زمن الحرب. لقد نجح هوكشتاين في "إزاحة" فرنسا عن المنافسة على قيادة حلّ للمواجهات في لبنان، بعد أن اعتقدت أن في إمكانها الفصل بين الساحتين من أجل الدفع قدماً بحلّ في لبنان، من دون أن يكون متعلقاً بالوضع في غزة".