
ما أن هدأ غضب الفرنسي جراء الإلغاء المفاجئ لصفقة الغواصات النووية الفرنسية لأستراليا، حتى بدأ إيمانويل ماكرون يستعيد ما تيسر له من قوة منحتها له التسوية مع الولايات المتحدة.. وها هي تباشيرها تطل مع "الصفقات" في كل من أبو ظبي وجدة.
ما أن هدأ غضب الفرنسي جراء الإلغاء المفاجئ لصفقة الغواصات النووية الفرنسية لأستراليا، حتى بدأ إيمانويل ماكرون يستعيد ما تيسر له من قوة منحتها له التسوية مع الولايات المتحدة.. وها هي تباشيرها تطل مع "الصفقات" في كل من أبو ظبي وجدة.
كتب الباحث في "مركز القدس للشؤون العامة والسياسة" فريدي إيتان (دبلوماسي إسرائيلي سابق وأكاديمي وكاتب صحافي) مقالة تحليلية نشرها في موقع "مركز القدس" تناولت أبعاد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة إلى الإمارات والسعودية. ماذا يقول في تحليله؟
كان اللافت للإنتباه في الساعات الأخيرة مبادرة بعض الصحافة الأجنبية إلى الكتابة عن وقائعنا العربية واللبنانية، من خارج سياق الوقائع والأحداث نفسها. فهل هناك ترتيب منهجي ما للأحداث يفضي إلى تفسير ما جرى من خرق جزئي في جدار الأزمة السعودية ـ اللبنانية؟
لم يكد نجيب ميقاتي يغادر حاضرة الفاتيكان حتى تطايرت رسائل البابا فرنسيس شرقاً وغرباً. من الأزهر إلى واشنطن مروراً بباريس وعواصم غربية عديدة. زيارة غير عادية. إهتمام إنساني إستثنائي ولكن حصادها السياسي المحلي صفري!
لم يقبل نجيب ميقاتي رئاسة حكومة لبنان لانقاذ بلده من أزمة اقتصادية طاحنة، ولا هو قادر على ذلك أصلاً. قدّم الرجل أوراق إعتماده في لحظة فراغية مناسبة، بحسابات سياسية، محلية وإقليمية ودولية، فضلاً عن رغبات زعاماتية ومصلحية، وشبكات توازن علاقاتية وطائفية. كيف؟
تتدحرج الأزمة الخليجية اللبنانية من سيء إلى أسوأ إلى حد إرتسام سيناريو محاصرة قطر. الفارق أن لبنان في أزمة مالية ـ اقتصادية خانقة لا تسعفه على الصمود لأشهر وليس لسنوات ثلاث كحال قطر التي عاندت وصمدت لأنها غنية وقادرة على شراء الولاءات الداعمة لموقفها، ولا سيما في قلب المؤسسة الأميركية.
لو أراد الأميركيون منع بلد مثل لبنان من الغرق في "بحر الفساد"، لكانوا قد أعانوه مُبكراً، وحالوا دون سقوطه، لكن حساباتهم مختلفة، تبعاً للمردود السياسي ـ الإقتصادي لهذا البلد أو ذاك. هذا الأمر يقود المحللين إلى الإستنتاج أن إنهيار "النموذج" اللبناني لم تكن أسبابه لبنانية وحسب. فما هي مناسبة هذا التنظير؟
صار من البديهيات اللبنانية أنه كلما تحرك السياسيون باتجاه المقرات الدينية او تحرك الروحيون باتجاه المقرات السياسية، في عملية تكافل وتضامن متبادلة، فهذا يعني ان تركيبة ما بعنوان "انقاذي" قد انجزت وتمت تهيئة المسرح لاخراجها على انها تصحيح لمسار كاد ان يودي بالبلاد الى المجهول!
لدى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي مفاجأة "كهربائية" قد يعلن عنها قريباً، لتكون شمعته في ظلام هذا الاحتدام غير المسبوق للأزمة المالية والاحتقان المنفجر أمنياً للصراع السياسي والقضائي في البلاد. وسيعتبر ميقاتي مشروع "كهربائه" هذا أولى صعقات الإصلاحات الصعبة التي التزمت حكومته بها. فماذا في التفاصيل؟