
عشية الذكرى السنوية الأولى لـ"طوفان الاقصى"، كثّفت "إسرائيل" هجماتها الجوية على الضاحية الجنوبية لبيروت لكن بوتيرة هي الأعنف والأقسى والأطول، وترافق ذلك مع بدء العد العكسي للرد "الإسرائيلي" على الرد الصاروخي الإيراني، وهذا ما يطرح أسئلة واستنتاجات.
عشية الذكرى السنوية الأولى لـ"طوفان الاقصى"، كثّفت "إسرائيل" هجماتها الجوية على الضاحية الجنوبية لبيروت لكن بوتيرة هي الأعنف والأقسى والأطول، وترافق ذلك مع بدء العد العكسي للرد "الإسرائيلي" على الرد الصاروخي الإيراني، وهذا ما يطرح أسئلة واستنتاجات.
بعد عام على الإخفاق الكبير في 7 تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي أمام هجوم "حماس" على "غلاف غزة"، يدرس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لائحة الأهداف التي سيُهاجمها في إيران، ليعلن بعدها ولادة "النظام الجديد" للشرق الأوسط من رحم حربين مدمرتين على غزة ولبنان.
ذات يوم قيل للقائد الجهادي للمقاومة الشهيد عماد مغنية أن تجهيز الجندي الأميركي أو الإسرائيلي يُكلّف 10 آلاف دولار، فردَّ بالقول: "ونحن يُكلّفنا تجهيز المجاهد الواحد روحيته التي تقاتل.. وبها يقاتل وينتصر" .
دخلت محاولات التوغل البرية "الإسرائيلية" إلى جنوب لبنان يومها الرابع من دون نتائج ميدانية تذكر، فيما حاولت "إسرائيل" التعويض عن هذا الإخفاق بتصعيد الغارات الجوية في كل الإتجاهات من الجنوب إلى البقاع وصولاً إلى الشمال (البداوي) مع تخصيص الضاحية الجنوبية بالحصة الأكبر.
مثل النحلة التى لا تتوقَف أبدا عن الزّن أخذَت "يا واش يا واش" ترّن فى أذني.. وأنا أطارد الأخبار، وأنا أتهرّب من الأخبار، وأنا أنتظر قدوم حفيدتى لنغرس معًا شمعة جديدة فى تورتة الفواكه، وأنا أعدّ كوب كركديه باردًا ليلجم ضغطًا اعتدته منخفضًا فغافلنى وحلّق، وأنا أتناوم أو أستجدى النوم، وأنا نصف نائمة أو حتى ربع أو خُمس نائمة، فى الحقيقة فقَدت قدرتى تمامًا على التركيز.
إنتشى الإسرائيليون كثيراً بما قالوا إنها "إنجازات" حققها جيشهم في النصف الثاني من شهر أيلول/سبتمبر الماضي، وإنها أصابت حزب الله وباقي قوى محور المقاومة "في مقتلٍ". لكن هذا لا يعني أن هذا "الإنتشاء" سوف يستمر. ولا يعني أيضاً أن تلك "الإنجازات" ستُستَثمر في السياسة لاحقاً، لاسيما مع تعثر الهجوم البرّي الإسرائيلي على الحدود مع لبنان وعدم حسم العمليات العسكرية في غزَّة.
أخيراً، وبعد طول انتظار، جاء الرد الصاروخي الإيراني على الجنون الذي تقوم به القيادة السياسية في "إسرائيل" والمتمثل باغتيال قادة مقاومين أبرزهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ومسؤول ملف لبنان في "فيلق القدس" الإيراني عباس نيلفروشان، فضلاً عن التحضير لغزو بري ضد جنوب لبنان!
إلى أي مدى ستذهب تل أبيب؟ لا تكتفي إسرائيل بتحويل غزة إلى ساحة من الخراب، فضلاً عن ارتكاب إبادة جماعية، بل ها هي تعمل على توسيع عملياتها إلى لبنان، بنفس الأساليب، ونفس المجازر، ونفس الدمار، متأكّدة من الدعم الثابت الذي تتمتع به من طرف مانحيها الغربيين، المتواطئين مباشرة في جرائمها.
خلال الساعات المقبلة سيكون قد مضى على اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وبدء الحرب الإسرائيلية على لبنان خمسة أيام.
لا يليق المقام، مقام السيّد أولاً، ومقام الشهادة ثانياً، للحديث عن اغتيال أو حتى استشهاد، ولا عن حسابات ميدانية أو سياسية أياً تكن التداعيات، فالحدث الجلل يشطر القلب ويشقه نحو مسار الوجدان وما يجول في مخزونه من ذكريات مخبوءة منذ عقود، إلى صيرورة "السيّد" الموجود في كل زمان ومكان، العابر فوق الحدود، المارّ في قلب كل مقاوم وعقل كل إنسان.