روسيا في “عقول” الكابيتول هيل… اعلان حرب ضد بوتين!

Avatar18009/07/2020
في مجلس النواب الأميركي، عُقدت جلسة عبر الفيديوكونفرانس للجنة الفرعية المعنية بأوروبا وأوراسيا والطاقة والبيئة التابعة للجنة الشؤون الخارجية، كُرّست بالكامل لروسيا، وأجرى خلالها المشاركون جرداً كاملاً للقضايا الروسية، محاولين تقديم توصيات بشأن التدابير التي ينبغي تطبيقها على روسيا.

النائب الديموقراطي بيل كيتينغ استهل الجلسة بالقول “اذا لم نعترف بالتهديد الذي يشكله الكرملين، فإننا سنخذل المواطنين الاميركيين”.

بحسب كيتينغ، اختارت روسيا مراراً وتكراراً الأميركيين كهدف لها، كما أشار إلى حوادث عدّة متصلة بالنشاط الروسي، ومن بينها تسميم العميل السابق في الاستخبارات الروسية سيرغي سكريبال، ومحاولة الانقلاب في الجبل الأسود: “لقد استثمر الكرملين في شبكة كاملة من الجهات الفاعلة الهجينة العاملة في جميع أنحاء العالم… إن تمويل هؤلاء وأوراق اعتمادهم وارتباطهم بالكرملين كلها أمور مبهمة”.

وأشار النائب الديموقراطي إلى أن “هذه الجهات الفاعلة لا تقتصر على وحدات نظامية في الاستخبارات الروسية، وإنما تشمل وحدات غير نظامية، على شاكلة شركة (فاغنر) الأمنية،  التي تمتلك علاقات قوية مع الكرملين”، مضيفاً إلى ما سبق “وكالة أبحاث الإنترنت” التي “كان لها لفضل في التدخل في الانتخابات الأميركية عام 2016″، على حد قوله.

واختتم كيتنغ حديثه قائلاً: “نحن في حاجة إلى سياسة بشأن روسيا تضمن سلامة الأميركيين”.

المشاركون في اجتماع الكابيتول هيل عبروا عن وجهات نظرهم حول ماهية “روسيا الحديثة”، ولماذا تعتبر في نظرهم عنصراً خطيراً لا يمكن التنبؤ به في العلاقات الدولية، وهم يعتقدون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن هو المسؤول عن كل ذلك.

دانيال فريد، السفير الأميركي السابق في وارسو وبلغراد والمبعوث الخاص لإدارتي جورج دبليو بوش وباراك أوباما وصف “البوتينية” بأنها “الاستبداد والكليبتوقراطية”، معتبراً أن أن “هدف البوتينية” هو إثراء الرئيس الروسي وأصدقائه من خلال إفقار الشعب وتخلف البلاد.

وحذر فريد من أن “الركود السياسي والتراجع الاقتصادي والفيروس التاجي تجعل نظام بوتين غير مستقر لأنه لا يستطيع الوفاء بوعوده”.

الفكرة الأخيرة ركز عليها السفير الأميركي السابق لدى روسيا مايكل ماكفول، وهو يعمل حالياً أستاذاً في جامعة ستانفورد، إذ أشار بصفة خاصة إلى التعديلات الأخيرة التي أُدخلت على الدستور الروسي.

ولفت ماكفول إلى أنّ هذه التعديلات التي تسمح لبوتين بالبقاء في السلطة حتى عام 2036 تُعد دليلاً على “ضعف” الزعيم الروسي.

وقال ماكفول، الذي اشتكى من منعه من دخول روسيا  ان “بوتين ضعيف للغاية والا لما اضطر الى اجراء هذا الاستفتاء “، موضحاً “بشكل عام، أنت لا تتخذ مثل هذه الخطوات إذا كنت قائداً قوياً لا يعرف الخوف، في حين أنك تلجأ إليها حين تكون خائفاً من المجتمع والنقد”.

أما عضو الكونغرس عن  الحزب الجمهوري جو ويلسون فوصف التحركات الروسية في سوريا وليبيا وأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية وأوكرانيا، فضلاً عن “دعم حركة طالبان” في أفغانستان، معادية لمصالح أميركا. وأضاف “”في عالم مثالي، ينبغي على الولايات المتحدة وروسيا ان تعملان معاً، ولكن في ظل حكم بوتين من المستحيل فعل ذلك، فإرادة الشعب هي آخر ما يهتم به، وهو ما اتضح في الاستفتاء الأخير الذي يسمح له بالبقاء في السلطة طيلة حياته”.

ضمن المقترحات الخاصة بمواجهة روسيا، برز اتجاهان في جلسة الكابيتول هيل: الأول يتمحور حول السياسة الخارجية. وعلى وجه الخصوص، كانت هناك مقترحات لتمرير قانون الردع (“حماية الانتخابات من المتصيدين الذين ترسلهم أنظمة العدو”)، بحيث يكون أكثر نشاطا في فرض الجزاءات الشخصية؛ ضمان أمن الطاقة في أوروبا (من خلال مواجهة نورد ستريم 2 وغيرها من الطرق الأقل ضرراً للعلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا)؛ زيادة الرقابة على النظام المالي (لمنع “بوتين وشركائه” من غسل الأموال)؛ جمع ونشر المعلومات حول الملكية الشخصية للرئيس الروسي؛ وتوحيد “العالم الحر” بأكمله ضد روسيا.

أما زعيم المعارضة الروسية فلاديمير كارا – مورزا، فاقترح أحد أكثر التدابير غرابة: عدم الاعتراف بالتعديلات الجديدة لدستور روسيا الاتحادية، وبالتالي عدم اعتبار فلاديمير بوتين رئيساً قانونياً للدولة، ما يستوجب عدم دعوته إلى مؤتمرات القمة والاجتماعات الثنائية.

الاتجاه الثاني تمحور حول الصراع الأيديولوجي، وفي سياقها أشار دانيال فريد إلى أن “البوتينية ليست بالضرورة الكلمة الأخيرة للتطور السياسي الروسي. بوتين يريد أن يعتقد الناس ذلك، لكن الأمر ليس على هذ النحو. ولذلك، علينا أن نؤكد ذلك للشعب الروسي كما فعلنا في السابق من خلال راديو  الحرية خلال الحرب الباردة، ولكن باستخدام أساليب جديدة”.

وفقاً لفريد سيكون من الصواب دعم أوكرانيا ومساعدتها على إنشاء “دولة ديمقراطية ناجحة”.

بحسب خطة السيد فريد، فإن ظهور مثل هذه الدولة في المدى الناطق بالروسية لابد وأن يظهر للروس أن البوتينية ليست السبيل الوحيد.

أما مايكل ماكفول فرأى أنه في ضوء الوضع الصعب مع الرئيس دونالد ترامب، ينبغي على الكونغرس، وليس البيت الأبيض، أن يأخذ زمام المبادرة في معارضة موسكو.

لفهم ما يجب محاربته، قدمت كيمبرلي مارتن، رئيسة قسم العلوم السياسية في كلية برنارد في جامعة كولومبيا، رؤيتها للبنية الحديثة للمجتمع الروسي.

إقرأ على موقع 180  تحليل مباراة الموسم: "السذاجة" الروسي VS “التمثُّل" الأمريكي!

ووفقاً للسيدة مارتن، فإن النخبة الروسية موجودة ضمن “نظام المحسوبية” حيث الناس متحدون في مجموعات، والأعضاء في أعلى الهرم يهتمون بالطبقات الأدنى فيه، ويضمنون بذلك الولاء.

تشير مارتن إلى أنه “القوانين الروسية تُوضع لتُنتهك، وفي إطار نظام المحسوبية يمكنك أن تعلم من ينتهك تلك القوانين. الذين يذهبون إلى السجن هم إما من الغرباء أو أولئك الذين أظهروا عدم ولائهم. أي أنهم لا يسجنون لارتكابهم الجريمة، بل لعدم ولائهم”.

ووفقا لمارتن، فإن قمة “نظام المحسوبية” ترتكب الكثير من الجرائم، وهذا ما يسمح لفلاديمير بوتين بابتزازها وإبقائها تحت الطاعة – وهذا ما يضمن استقرار النظام الروسي.

بحسب مارتن فإنّ شركة “فاغنر” هي جزء من هذه البنية: “”إنهم يسمون مرتزقة، لكنهم ليس كذلك. صحيح أنهم يعملون من أجل المال، لكنهم وطنيون جداً، ولا يعملون إلا عندما يرون أنهم يفعلون شيئاً ما للدولة الروسية”، لافتة إلى أنه في كل منطقة تعمل فيها “فاغنر”، ثمة مصالح تجارية لرجل الأعمال يفغيني بريغوجين.

تشدد مارتن على أن العقوبات ليست أداة فعالة للغاية ضد “فاغنر”، لأن الشركة يمكن أن تنتقل إلى بلدان لا تُطبق فيها تلك العقوبات. ولذلك، تقترح تدابير عدة لمواجهتها، من بينها إبلاغ شعوب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأن مقاتلي “فاغنر” ليسوا فعالين جداً، وبأنهم مسؤولون عن قتل المدنيين، وبأن بريغوجين ناشط في مجال الجريمة المنظمة، ويعمل في مجال استغلال الموارد الطبيعية.

اتفق المشاركون في جلسة الكابيتول هيل على ان الوضع يزداد سوءاً، وانه يتعين القيام بعمل ما مع روسيا الان .

بيل كيتنغ وعد بأنه “سيكون التصرف في الكونغرس وليس لدينا خيار آخر”، وذلك بعدما توصل إلى استنتاج مخيب للآمال مفاده أن الولايات المتحدة ليست لديها “استراتيجية روسية”.

نقلاً عن صحيفة “كومرسانت” الروسية – ترجمة وسام متى

Print Friendly, PDF & Email
Avatar

Download WordPress Themes
Download Best WordPress Themes Free Download
Free Download WordPress Themes
Premium WordPress Themes Download
udemy paid course free download
إقرأ على موقع 180  نظامٌ دوليٌ يتلاشى وآخر يوشك على الولادة