“مجموعة الأزمات”: 2022 ماذا يحمل إلينا دولياً (1)؟

منى فرحمنى فرح30/12/2021
في تقريرها السنوي الذي يترقب ما سيحمله العام الجديد، حددت "مجموعة الأزمات الدولية" عشرة نزاعات تستحق المشاهدة والمتابعة في العام 2022 هي الآتية: أوكرانيا، أثيوبيا، أفغانستان، الولايات المتحدة والصين، إيران ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، اليمن، "إسرائيل" ـ فلسطين، هاييتي، ميانمار، حرب العصابات الإسلامية في أفريقيا. في ما يلي الجزء الأول من هذا التقرير الذي أهمل لبنان كلياً إستناداً إلى تقدير بأن أزمته الراهنة لا تشكل خطراً على الأمن القومي العالمي!

لم تتسبب الإضطرابات والأحداث التي شهدناها في العام 2021 – من الولايات المتحدة إلى أفغانستان وإثيوبيا، ومناطق أخرى من العالم، مروراً بحالة الطوارئ المناخية التي يفرضها الإحتباس الحراري – في سقوط كثير من القتلى، ولا نشوب معارك طاحنة. ومع ذلك، تُنبئ القراءات المستقبلية لما سيحمله العام 2022 بأن الأوضاع ستزداد سوءاً في أنحاء مختلفة من العالم.

فبعد عام شهد هجوماً على مبنى “الكابيتول” الأميركي، وإراقة دماء مروعة في إثيوبيا، وانتصار حركة طالبان في أفغانستان، ووقوع مواجهات جدّية بين القوى العُظمى بخصوص أوكرانيا وتايوان.. ووسط تضاؤل النفوذ الأميركي على الساحة الدولية، ونشوء أزمة صحية عالمية بسبب جائحة كوفيد-19، وتسارع التحديات التي يفرضها الاحتباس الحراري وحالة الطوارئ المناخية.. إلخ، يمكن القول إن العالم يميل وبطريقة غير إنضباطية بعيداً عن مساراته الطبيعية.

ومع ذلك، قد يُجادل البعض بأن الأمور أفضل مما تبدو عليه.

فبرغم كل شيء، ووفقاً لبعض المقاييس، فان حالة الحروب في العالم تراجعت. ومنذ العام 2014 انخفض عدد القتلى الذين كانوا يسقطون جراء المعارك في أنحاء مختلفة من العالم، بحسب برنامج “أوبسالا” المتخصص في جمع البيانات عن الصراعات. ويرجع ذلك في الغالب؛ على وجه الخصوص؛ (أيضاً بحسب برنامج “أوبسالا”)، إلى تراجع حدّة المعارك والمذابح المروعة التي كانت تحدث في سوريا خلال سنوات الحرب الأولى.

كذلك انخفض عدد الحروب الكبرى. فبغض النظر عن التهديدات الصادرة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد أوكرانيا، إلَّا أن الدول لم تعد تخوض حروباً مباشرة ضد بعضها البعض. صحيح أن صراعات محلية تحتدم هنا وهناك، وأكثر من أي وقت مضى، لكنها صراعات غير حادّة. فأغلب حروب وصراعات القرن الحادي والعشرين هي أقل فتكاً من سابقاتها التي وقعت في القرن العشرين.

أضف إلى ذلك، أن الولايات المتحدة الأكثر حذراً اليوم ولهذا جانبٌ ايجابيٌ أيضاً. فموجات إراقة الدماء في كل من البوسنة ورواندا والصومال خلال فترة التسعينيات من القرن العشرين؛ وحربا أفغانستان والعراق بعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر؛ وحملات القمع والقتل التي شنتها سريلانكا ضد التاميل؛ وانهيار ليبيا وجنوب السودان.. كل هذا وأكثر حدث في ظلّ سيطرة الغرب وتحت قيادة الولايات المتحدة. إن امتناع رؤساء الولايات المتحدة مؤخراً عن خيار إسقاط “الأعداء” بالقوة هو أمرٌ جيدٌ. صحيح أنه لا ينبغي المبالغة في تقدير نفوذ واشنطن حتى وهي في ذروة استفرادها بالهيمنة ما بعد الحرب الباردة؛ غير أن عدم قيامها بغزوات لم يمنعها من جعل كثير من القادة المتمردين يذعنون لإرادتها، والزعيم السوداني السابق عمر البشير خير مثال على ذلك.

إذا انهار الاتفاق النووي الإيراني، وهو ما يبدو الآن محتملاً، فقد تحاول الولايات المتحدة أو إسرائيل، مع بداية العام 2022، تدمير المنشآت النووية الإيرانية، وعلى الأرجح هذا سيدفع طهران للإنطلاق نحو مزيد من التسلح وتوسيع تدخلاتها في جميع أنحاء المنطقة. بعبارة أخرى، يمكن لحادث مؤسف أو سوء تقدير واحد أن يتسبب بعودة الحروب بين الدول

ومع كل هذه “الايجابيات”، فإن الجزء الممتلئ من الكأس لا يكفي لنشر الأمل والتفاؤل بأن الآتي أفضل.

فالقتلى الذين يسقطون في المعارك ما هم سوى جانب واحد من قصص الحروب والمعارك. فعدد الذين يفقدون حياتهم في ظل الصراع الدائر في اليمن؛ ومعظمهم من النساء والأطفال؛ بسبب الجوع أو الأمراض، أكثر بكثير من عدد الذين يفقدون حياتهم بسبب أعمال العنف والقتال المسلح. وهناك ملايين الإثيوبيين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد بسبب الحرب الأهلية الدائرة في البلد. كما أن القتال الدائر في أماكن مختلفة من أفريقيا يدفع بملايين الأشخاص إلى النزوح عن منازلهم مما يتسبب في معاناة إنسانية لا تقل فداحة عن سقوط آلاف القتلى في كثير من الأحيان.

صحيح أن مستويات أعمال العنف في أفغانستان انخفضت بشكل كبير منذ استيلاء حركة طالبان على السلطة في آب/أغسطس، لكن المجاعة التي سببتها في الغالب السياسات الغربية قد تؤدي إلى موت عدد كبير من الأفغان – بما في ذلك ملايين الأطفال – مقارنة بالعقود الماضية التي كانت فيها البلاد تشهد معارك وقتالاً وتتعرض لقصف جوي وبري. في جميع أنحاء العالم، وصل عدد النازحين، ومعظمهم بسبب الحروب، إلى مستويات قياسية. بعبارة أخرى، قد ينخفض عدد القتلى في المعارك، لكن المعاناة الإنسانية بسبب الصراعات المستمرة لن تنتهي.

علاوة على ذلك، تتنافس الدول بضراوة حتى عندما لا تتقاتل بشكل مباشر. فهم يخوضون منافسات شرسة ضد الهجمات الإلكترونية، وحملات التضليل الإعلامي، والتدخل في الانتخابات، والإحتكار الاقتصادي، وكذلك من خلال استغلال المهاجرين. وفي كثير من الأحيان تتنافس القوى العظمى والإقليمية على النفوذ من خلال حلفاء محليين في مناطق النزاع. الحرب بالوكالة لم تؤد حتى الآن إلى مواجهة مباشرة بين الدول المتورطة. في الواقع، يتعامل البعض مع الخطر ببراعة. مثلاً:  تحافظ روسيا وتركيا على علاقات ودّية فيما بينهما على الرغم من دعمهما للأطراف المتنافسة في الصراعين السوري والليبي. ويبقى أن التورط الأجنبي في النزاعات يؤدي إلى تفجير الخلافات المحلية بشكل مدمر.

المواجهات التي تشمل القوى الكبرى تبدو خطيرة بشكل متزايد. فقد يراهن بوتين، مثلاً، على نجاح توغل روسي آخر في أوكرانيا. المواجهة المباشرة بين الجيشين الصيني والأميركي بسبب تايوان غير مرجحة في عام 2022، ولكن مخاطر التصعيد ضد بعضهما مستمرة حول الجزيرة وفي بحر الصين الجنوبي. إذا انهار الاتفاق النووي الإيراني، وهو ما يبدو الآن محتملاً، فقد تحاول الولايات المتحدة أو إسرائيل، مع بداية العام 2022، تدمير المنشآت النووية الإيرانية، وعلى الأرجح هذا سيدفع طهران للإنطلاق نحو مزيد من التسلح وتوسيع تدخلاتها في جميع أنحاء المنطقة. بعبارة أخرى، يمكن لحادث مؤسف أو سوء تقدير واحد أن يتسبب بعودة الحروب بين الدول.

وبغض النظر عن الآراء بخصوص تقييم نفوذ الولايات المتحدة وهيمنتها، والقول أن تراجع هذا النفوذ والهيمنة أيضاً يجلب المخاطر، من منطلق أن الأميركيين وحلفائهم أداروا الشؤون الدولية لعقود طويلة. لا ينبغي المبالغة في توصيف التدهور الحاصل: فالقوات الأميركية لا تزال منتشرة في جميع أنحاء العالم، وحلف شمال الأطلسي (الناتو)  ما يزال صامداً، كما أن دبلوماسية واشنطن الأخيرة في آسيا تُظهر أنه لا يزال بإمكان واشنطن تنظيم تحالفات لا مثيل لها. ولكن مع وجود الكثير من التقلبات، يبحث خصوم واشنطن عن المدى الذي يمكن أن يصلوا إليه.

أخطر النقاط الساخنة اليوم – سواء أكانت أوكرانيا أو تايوان أو المواجهات مع إيران – هي نتيجة تنافس القوى العظمى من أجل إيجاد توازن دولي جديد. الخلل الوظيفي في الولايات المتحدة بالكاد يساعد. إنتقال القوة العالمية تتطلب الهدوء والقدرة على التنبؤ بالمضاعفات، وليس تبني انتخابات مشحونة وسياسات تتأرجح من إدارة إلى أخرى.

المواجهات التي تشمل القوى الكبرى تبدو خطيرة بشكل متزايد. فقد يراهن بوتين، مثلاً، على نجاح توغل روسي آخر في أوكرانيا. المواجهة المباشرة بين الجيشين الصيني والأميركي بسبب تايوان غير مرجحة في عام 2022، ولكن مخاطر التصعيد ضد بعضهما مستمرة

أما بالنسبة لجائحة كورونا، فقد تسببت بتفاقم أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، وزيادة عدد الفقراء، وارتفاع تكاليف المعيشة، وإتساع هوة عدم المساواة، وإنتشار البطالة التي تغذي الغضب الشعبي. كان للجائحة يدٌ في العام الماضي في الاستيلاء على السلطة في تونس، وانقلاب السودان، والاحتجاجات في كولومبيا. الضرر الاقتصادي الذي تلحقه الجائحة يمكن أن يجر بعض البلدان إلى نقطة الإنهيار. وإلى جانب ما شاهدناه وعايشناه بسبب الجائحة، من سخط واحتجاج، وأزمات صحية واقتصادية واجتماعية وغير ذلك، إلَّا أن أسوأ تداعيات إنتشار هذا الوباء سنعيشها في المستقبل.

إقرأ على موقع 180  منظمة شنغهاي تتمدد.. نحو عالم متعدد الإقطاب!

لذا، وفي حين أن النزاعات والصراعات المنتشرة هنا وهناك، وبرغم أنها لا ترقى لمستوى الحروب التي كنا نشهدها ولا تتسبب في سقوط عدد كبير من القتلى والضحايا، غير أن الأمور لا تزال سيئة أكثر مما تبدو عليه. وقائمة التوقعات التي تنتظرنا هذا العام تبدو صارخة للغاية، ومن الممكن جداً أن تزداد سوءاً.

الولايات المتحدة والصين

بعد وقت قصير من إنسحابها من أفغانستان، أعلنت الولايات المتحدة عن إبرام اتفاقية جديدة مع أستراليا والمملكة المتحدة لمواجهة الصين. ستساعد الإتفاقية، المعروفة باسم AUKUS، كانبرا في الحصول على غواصات تعمل بالطاقة النووية. لقد كان توضيحاً صارخاً لتطلعات واشنطن للإنتقال من محاربة المتشددين الإسلاميين إلى سياسات القوى الكبرى وردع بكين.

في واشنطن، واحدة من الآراء القليلة المشتركة هي أن الصين “خصم” لا يرحم ولا يمكن الهوادة معه. ويرى قادة الولايات المتحدة أن التعاون مع الصين طوال العقود الماضية ساهم في خلق وتمكين “منافس” يستغل الهيئات والقواعد الدولية من أجل تحقيق غاياته ومصالحه الخاصة، ويقمع المعارضة في هونغ كونغ، ويرتكب ممارسات فظيعة في شينغ يانغ، ويتنمر على جيرانه الآسيويين. المنافسة مع الصين أصبحت مبدأ يتحكم بسياسة الولايات المتحدة اليوم.

إن إستراتيجية الرئيس الأميركي جو بايدن تجاه الصين، وإن لم يتم توضيحها بدقة، تستلزم إبقاء الولايات المتحدة قوة مهيمنة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث تضخمت القدرة العسكرية لبكين. ويبدو أن بايدن يرى أن تكاليف التفوق الصيني الإقليمي أكبر من مخاطر المواجهة. بشكل ملموس، كان هذا يعني تعزيز التحالفات والشراكات الأميركية في آسيا بالإضافة إلى رفع أهمية أمن تايوان بالنسبة لمصالح الولايات المتحدة. كما أن كبار المسؤولين الأميركيين يدلون بتصريحات قوية تدعم المطالبات البحرية لدول جنوب شرق آسيا في بحر الصين الجنوبي.

بكين، من جهتها، ترى الأشياء بطريقة مختلفة. القادة الصينيون، وبعد أن كانوا يأملون في البداية في تحسين العلاقات مع واشنطن في عهد بايدن، أصبح قلقهم منه أكبر مما كان قلقهم بشأن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي كانوا يتأملون أن يكون حالة شاذة. فقد أعرب القادة الصينيون عن خيبة أملهم من قرار بايدن عدم التراجع عن الرسوم الجمركية ورفع العقوبات، وكذلك من الجهود التي يبذلها من أجل تعبئة دول أخرى ضد بكين. كما أنهم بدأوا يتراجعون عن خطاباتهم حول الديموقراطية وحقوق الإنسان، من منطلق أنها خطابات إيديولوجية رنَّانة لا معنى لها سوى إثارة إعجاب الناس في حين أن المقصود هو إستهداف شرعية حكومتهم.

كلا الجانبين الصيني والأميركي قد يرغبان في جبهات هادئة في الخارج، حتى لو كانا يهزان العصا للجماهير في الداخل. أما السيناريو الكابوس؛ أي محاولة صينية للاستيلاء على تايوان، وبالتالي إضطرار الولايات المتحدة للدفاع عن تايبيه؛ فإنه غير مرجح في الوقت الراهن

 من حيث الجوهر، تطالب بكين بمنطقة نفوذ يكون فيها جيرانها سياديين ولكن محترمين. فهي تنظر إلى أن بسط هيمنتها على سلسلة الجزر الأولى- التي تمتد من جزر الكوريل، بعد تايوان، وإلى بحر الصين الجنوبي – مصلحة حيوية لضمان نموها وأمنها وتحقيق طموحها بأن تصبح قوة بحرية عالمية.

على مدار العام الماضي، وبينما لم تتنصل بكين من سياسة “إعادة التوحيد السلمي” الرسمية، صعَّدت من نشاطها العسكري بالقرب من تايوان، حيث أجرت بالقرب من الجزيرة تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية مع تحليق لطائراتها الحربية. هذا النفوذ العسكري والحزم الصيني المتزايدين أثارا المزيد من التشاؤم والمخاوف لدى واشنطن بشأن قدرة بكين على مهاجمة تايوان.

الاجتماع الإفتراضي، الذي جرى في تشرين الثاني/نوفمبر بين بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ، أدى إلى التخلص من الخطاب الفاتر الذي كان سائداً بين البلدين في الأشهر السابقة. ومن الممكن أن يشجع على المزيد من التعاون والعمل المشترك، بما في ذلك استئناف الحوارات الدفاعية. في عام 2022، ومع دورة الألعاب الأولمبية الشتوية المرتقبة في بكين (شباط/فبراير)، والمؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني (الخريف المقبل)، وانتخابات الكونغرس النصفية الأميركية (تشرين الثاني/نوفمبر)، فإن كلا الجانبين قد يرغبان في جبهات هادئة في الخارج، حتى لو كانا يهزان العصا للجماهير في الداخل. أما السيناريو الكابوس؛ أي محاولة صينية للاستيلاء على تايوان، وبالتالي إضطرار الولايات المتحدة للدفاع عن تايبيه؛ فإنه غير مرجح في الوقت الراهن.

ومع ذلك، فإن التنافس بين العملاقين يلقي بظلاله على الشؤون الدولية، ويزيد من الأخطار عبر نقاط مشتعلة في شرق آسيا. فبكين ترى فوائد ضئيلة في التعاون في قضايا مثل تغير المناخ عندما تضع واشنطن إطاراً للعلاقة على أنها تنافسية. وعلى طول سلسلة الجزر الأولى، كانت الأمور مخيفة بشكل خاص. فالطائرات الحربية التي تحلق هنا وهناك في أجواء تايوان، على سبيل المثال، أو السفن الحربية التي تتجاور وهي تعبر المسارات في بحر الصين الجنوبي.. باتت المشاهد الأكثر شيوعا. وبالتالي، وقوع أي حادث، مهما كان صغيراً، سيؤدي حتماً إلى التصعيد والتوتر.

عندما اصطدمت الطائرات الأميركية والصينية في عام 2001، خلال فترة من الهدوء النسبي بين واشنطن وبكين، استغرق الأمر شهوراً من الدبلوماسية المكثفة لحل الخلاف ومنع الإنزلاق نحو التصعيد والمواجهة المباشرة. اليوم، سيكون الأمر أكثر صعوبة، ومخاطر أي تصعيد أكبر بمرات ومرات.

(*) النص الأصلي بالإنكليزية موجود على موقع “مجموعة الأزمات” (غداً الجزء الثاني ويعرض للعناوين الآتية: فلسطين، إيران، اليمن) 

 

 

Print Friendly, PDF & Email
منى فرح

صحافية لبنانية

Download Best WordPress Themes Free Download
Download WordPress Themes
Free Download WordPress Themes
Download Nulled WordPress Themes
free online course
إقرأ على موقع 180  داعش من زوال خلافته إلى إستراتيجية العودة