يقول رونين بيرغمان إن عملية “قطاف شقائق النعمان” لم تكن خلال التنفيذ جيدة كما كانت تبدو نظرياً، فقد فوّتت “إسرائيل” عدداً مهماً من الأهداف فيما ردّت حركة حماس بتفجيرين انتحاريين أديا إلى مقتل ستة أشخاص وجرح 75 آخرين. وبرغم التدابير المضادة لـ”الارهاب” التي اتخذتها “إسرائيل” بما فيها القتل المتعمد لنشطاء “حماس” وبالتالي تراجع أعداد “الإسرائيليين” القتلى والجرحى، فإن عملية “قطاف شقائق النعمان” لم تعطِ التأثير المرجو لكن ذلك لم يؤد إلى تناقص الراغبين بالشهادة في صفوف الحركة.
تكثفت النقاشات في المؤسسة الدفاعية “الإسرائيلية” بشأن ماذا يجب ان نفعل بالشيخ أحمد ياسين؟ يقول بيرغمان، “على الرغم من كل تأملات الجنرال آمي أيالون عن الافاعي وقطع رؤوسها، فقد بدا واضحاً أنه لا بد من تحييد (قتل) قائد “حماس”. تعاون جهاز “الشين بيت” ووحدة “سيريات ميتكال” ووضعا خطة لخطفه وسجنه، لكن سرعان ما اسقطت من الحسبان مخافة إندلاع قتال ناري مباشر يؤدي إلى مقتل جنود ومدنيين مارة وحتى الشيخ ياسين نفسه، كما انه لم يكن من الواضح أن عودة الشيخ ياسين الى السجن من شأنها أن توقف التفجيرات الانتحارية، فالمسؤولون “الإسرائيليون” يتذكرون أن الفترة الطويلة التي أمضاها ياسين في السجن (انتهت بالاتفاق المذل مع الملك حسين عقب العملية الفاشلة لاغتيال خالد مشعل في عمّان) كانت حافلة بأعمال القتل والخطف، بالاضافة الى موجة التفجيرات الانتحارية. لذلك، حاجج الكثيرون ان الطريقة الفعالة للتعامل مع الشيخ ياسين هي قتله. ولكن صُنّاع القرار “الإسرائيلي” كانوا أكثر تردداً في سحب الزناد عندما كان الأمر يتعلق بياسين على الرغم من حقيقة ان الكل كان موافقاً انه كان متورطاً بشكل نشط في توجيه اعمال “الارهاب” في “حماس” والتخطيط لها. وصحيح ان “إسرائيل” كادت ان تقتله خلال العام الذي سبق في اجتماع “فريق الحلم” ولكن الاجتماع حينها كان يتضمن نشطاء عسكريين، لذلك فان اغتياله هو وحده كان امراً مختلفاً تماماً، فالشيخ ياسين كان مؤسس حركة “حماس” وقائد سياسي ذو شهرة عالمية وشخصية دينية معترف بها في كل انحاء الشرق الاوسط”.
وخلال نقاش جرى في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2003، قال آفي ديتشر، حسب رواية بيرغمان، “اغتيال ياسين من شأنه إشعال كل الشرق الاوسط وجلب امواج من الارهاب من خارج حدودنا”. كما اعترض على الموضوع اللواء آموس جلعاد مدير السياسة والشؤون العسكرية السياسية في وزارة الدفاع المعروف بآرائه الصقورية اذ قال “الشيخ ياسين هو بالتحديد نموذج المنظر للموت ومهندس القتل غير المتناهي”. ومع ذلك، توافق جلعاد مع الذين كانوا يخشون ان تكون ردة الفعل على قتل شخص يعتبر قائداً روحياً اسلاميا التسبب بحريق هائل على مدى العالم الاسلامي”. لكن رئيس الأركان موشيه يعالون خالف هذا الرأي واعتبر انه لم يكن ينظر الى ياسين كقائد روحي وان قتله لن يتسبب باي ردة فعل تتجاوز الادانة الغاضبة واضاف “ما لا يمكن تصوره هو مواصلة الدوران وقتل كل من حوله ولا نقتله هو”. اما وزير الدفاع (شاؤول موفاز) فقد تبنى مقاربة اكثر قساوة بالقول “ليس فقط علينا ان نقتله بل ايضا ان نفعل ذلك بتوقيع كبير”، اي ان لا نترك مجالا للشك ان “إسرائيل” هي من نفذ عملية الاغتيال”.
ويضيف بيرغمان ان شارون “وافق بالمبدأ مع يعالون وموفاز ولكن آفي ديتشر كبير مستشاريه لشؤون الارهاب والقتل المتعمد كان معارضاً، وبالتالي بدا شارون الحازم ضائعا بعض الشيء في ضوء معارضة ديتشر وآخرين. اما اللواء غيورا آيلند فقد زاد سبباً اضافياً للقلق من هكذا عملية، وهو تأثيرها على العلاقات العامة لـ”إسرائيل”، متسائلاً “ألا يعتبر مشكلة لها إقدامها على قتل عجوز مثير للشفقة ونصف اعمى وكسيح على كرسي نقال؟ الن نبدو في ذلك كأننا الغرب المتوحش”؟ في الحقيقة لم يكن هذا الامر مهماً لشارون ولكنه كان يسأل من اجل سماع المزيد من الآراء. من جهته، كبير منظري الجيش “الإسرائيلي” آسا كاشر دعم يعالون، وقال “ان التمييز بين الهرمية العسكرية والهرمية السياسية التي تتبناها المنظمات الدولية لحقوق الانسان اعطى هتلر الحصانة لفترة معينة لكي يشن هجماته. ان التمييز بين الهرميتين يخلق تردداً بصورة جزئية عندما يتعلق الامر بالمنظمات الارهابية”. ومن جهة اخرى، فقد كان المحامي العام العسكري معارضاً للعملية بشكل قاطع. وبما ان فينكلشتاين ورايزنر هما من صاغا قواعد القتل المتعمد قبل ثلاث سنوات، فإنهما في حالة ياسين، وللمرة الاولى، عارضا إنطلاقاً من هوية الشخص المستهدف، وترافق ذلك مع انشاء المحكمة الجنائية الدولية في تلك الفترة”.
ومع ذلك، يقول بيرغمان، “كان يعالون مُصراً فنقلت القضية الى الهيئة الاعلى قضائياً، اي الى مكتب المدعي العام، وهو السلطة القضائية الاعلى في “إسرائيل”. لقد كانت المرة الاولى التي تعرض فيها قضية قتل متعمد لشخص محدد امام هذا المحفل للنقاش. احضر ممثلو جهازي “أمان” و”الشين بيت” معهم الى الاجتماع “الصفحة الحمراء”، وفيها كل الادلة التي جمعت ضد ياسين: تأسيس حركة حماس؛ خطب “خبيثة” ضد وجود “إسرائيل”؛ تأسيس ذراع “ارهابية”؛ اعطاء الامر بخطف جنود “إسرائيليين” وقتلهم في الثمانينيات الماضية؛ حيازة اسلحة؛ جمع تبرعات من اجل نشاطات عسكرية والدفاع عن “الارهاب” الانتحاري، بالاضافة الى امور اخرى”.
وهنا حاجج فينكلشتاين ورايزنر بالقول انه مع كل الاحترام لما في “الصفحة الحمراء”، فان القتل المتعمد فقط يجري تنفيذه من اجل منع حصول هجمات مستقبلية. ولم يكن هناك اي مؤشرات حديثة في المواد الاستخبارية المتوفرة ان أحمد ياسين كان متورطا بصورة مباشرة بـ”الارهاب”. وبحسب قول ممثل جهاز “أمان” حينها “ان سبب ذلك هو ان ياسين كان يعرف اننا نراقبه عن قرب، لذا كان حريصاً على ألا يقول اي شيء عبر الهاتف او عبر اي وسيلة الكترونية”. بعد ذلك، أيّد المدعي العام ايلياكيم روبنشتاين موقف المحامي العام العسكري وقال انه لن يقر عملية الاغتيال حتى يتم تقديم دليل قاطع يربط مباشرة بين ياسين والارهاب “وهذا يجب ان يكون صلباً في المحكمة”.
في 14 يناير/كانون الثاني عام 2004، حاولت امرأة شابة (21 سنة) من قطاع غزة الدخول الى “إسرائيل” عبر معبر ايريتز، وكان لا بد ان تمر عبر آلة الكشف عن المعادن مثلها مثل كل الفلسطينيين، ولكن عند مرورها عبر الآلة اخذت تصدر صوتاً عالياً “بيب. بيب. بيب”، فقالت لحرس الحدود “بلاتين، بلاتين”، وهي تشير الى ساقها المزروع فيها قطع من البلاتين. فقام الحرس بتمريرها مرة ثانية عبر الآلة وبعدها مرة ثالثة، وفي كل مرة كانت الالة تصدر صوت “بيب. بيب”، فجرى احضار امرأة حارسة لتفتيشها، عندها قامت الشابة بتفجير نفسها وقتلت اربعة وجرحت عشرة آخرين. كان اسم المرأة الشابة ريم صالح ولها ولدان احدهما في الثالثة من العمر والاخر ثمانية عشر شهرا.
قال حالوتس “سيدي وزير الدفاع، نرى مجموعة من المرافقين يركضون وهم يدفعون كرسياً نقالاً مع شخص عليها يرتدي الكوفية.. هل لدينا الاذن بالضرب”؟ فطلب منه موفاز ان يتحدث مع طيار الهليكوبتر ويسأله ان كان يرى بوضوح الكرسي النقال وان كان يستطيع ضربها، فأجابه الطيار “اراهم بوضوح جيد وبامكاني ضربهم”، فقال موفاز “اعطيكم الاذن بالضرب”، فقال حالوتس عبر جهاز اللاسلكي “راشاي”
بعد يوم واحد من الواقعة، يتابع بيرغمان سرديته، “دعا الشيخ ياسين الى مؤتمر صحافي في منزل احد انصاره. جلس على كرسيه النقال وهو يلتف ببطانية بنية اللون وخلفه اكليل من الورد على شكل قلب يحمل شعار حماس. كان يبتسم عندما قال “للمرة الاولى استخدمنا مقاتلة امرأة بدلا من رجل، وهذا تطور جديد في النضال ضد العدو”. وكان الشيخ ياسين قد اصدر في الماضي فتاوى عدة مرات ضد استخدام العنصر النسائي في التفجيرات الانتحارية ولكنه قال هذه المرة انه غير رأيه، واضاف “ان الحرب المقدسة مفروضة على كل المسلمين رجالاً ونساءً، وهذا برهان على ان المقاومة ستستمر حتى نطرد العدو من بلادنا”.
بالنسبة لـ”إسرائيل” هذه النقلة التكتيكية كانت تشكل تهديدا كبيرا، يقول بيرغمان، وينقل عن وزير الدفاع حينها شاؤول موفاز قوله “بتنا نسأل انفسنا كيف سنكون قادرين على التعامل مع موجات من الانتحاريات الآتيات الى بلدنا”، وحتى في الحرب القذرة هناك مقاييس من اللياقات، “ان تفتيش امرأة امر اصعب بكثير لمنع ادخال المتفجرات”. وهكذا بالاضافة الى تصريح ياسين الاخير فقد تمكن جهاز “أمان” من ان يقدم الى المدعي العام روبنشتاين نصا منقولا عن تسجيل لياسين حصلت عليه الوحدة 8200 في قاعدة العمامة وفيه يقول ياسين لفريق من المنفذين لديه انه بالامكان استخدام النساء في تفجيرات انتحارية. ويقول فاركاش عن ذلك “لقد بات لدينا معلومات واضحة تستند على دليل يربط بين القيادة السياسية لحماس بقيادة الشيخ ياسين والمخططين والمنفذين للهجمات الارهابية”. فاقتنع روبنشتاين واقر انه من الناحية القانونية بالامكان قتل الشيخ ياسين، فاجتمعت الحكومة الامنية المصغرة من اجل اصدار قرارها بهذا الشأن، لكن شيمون بيريز كان لا يزال معارضا، وقال لاحقاً “كنت خائفاً من ان يبدأوا بعدها بمحاولة قتل القادة الإسرائيليين وكنت اعتقد انه تحديداً معه (أحمد ياسين) بالامكان ان نصل الى اتفاقية سلام”.
وهكذا بأغلبية صوت واحد قرر الوزراء ان الشيخ ياسين هو قائد “ارهابي” وقال ايهود اولمرت الذي كان حينها وزيراً للصناعة والاتصالات (واصبح لاحقا رئيسا للوزراء) “لم اتأثر كثيراً بالتحذيرات ان الارض ستهتز وان السماء ستسقط عليها جراء هذا الاغتيال”. وفي آلية عمل أصبحت نوعا من الروتين فقد تركت الحكومة المصغرة الامر لشارون وموفاز ان يوافقا على اقتراحات الجيش “الإسرائيلي” و”الشين بيت” حول متى وكيف ستنفذ عملية الاغتيال. وقام مساعدو شارون باخبار مستشارة الامن القومي في الادارة الامريكية كوندوليسا رايس بان ياسين اصبح هدفا مشروعا من وجهة النظر “الإسرائيلية” وقال ويسغلاس “لقد جرى نقاش حاد حول الموضوع، فقد كانوا قلقين ان يتسبب الامر بحريق شامل في الشرق الاوسط”.
وفي ظهوره العام القى شارون اشارات بانه بات يرى ياسين هدفا، ولم يؤد ذلك الا الى تعزيز الاجراءات الامنية حول قائد “حماس”، فقد بات يلزم بيته ولا يخرج منه الا الى المسجد او الى منزل شقيقته، وكلا الموقعين كانا على مقربة من منزله. وكانت حركته بين النقاط الثلاث تتم بحافلتين صغيرتين، احداهما مجهزة بمصعد من اجل الكرسي النقال للشيخ ياسين فيما خصصت الثانية لمرافقيه، وحصرت حياته في هذا المثلث الجغرافي وقدّر هو وجماعته ان “إسرائيل” لن تجرؤ على ضرب اي من المواقع الثلاثة. ولكن كانت هناك مساحات بين النقاط الثلاث، وفي مساء 21 مارس/اذار كان يتم نقل ياسين بالحافلة للصلاة في المسجد وكان حرسه الخاص يتبعه بالحافلة الثانية.
يتابع بيرغمان، “أعطى موفاز الامر بان يتم تدمير الحافلتين في طريق العودة، وكانت هناك طائرات مروحية ومسيرات تصدر اصواتها فوق الرؤوس، فتنبه للامر ابن الشيخ ياسين عبد الحميد وشعر بالخطر فركض الى المسجد وقال لوالده محذرا “يا ابي لا تغادر من هنا، فهم لن يهاجموا المسجد”، فقرر الشيخ وحرسه من باب الحذر الا يغادروا وان يبقوا في المسجد. ومرت الساعات، وبقيت غرفة الحرب المشتركة والقوات المكلفة بالعملية في حالة تأهب وابقت القوات الجوية على المسيرات وطائرات الهليكوبتر في مناوبات مستمرة في الاجواء ولا تعيدهم الى القواعد الا بعد نفاذ الفيول. ذهب الشيخ لينام على حصيرة مفروشة فوق ارض المسجد ونهض باكرا لان نومه لم يكن مريحا، وبعد ان صلى صلاة الفجر اراد الذهاب الى المنزل، فقال ابنه “لم يعد مسموعا صوت الهليكوبترات في الاجواء وبات الجميع متأكدا ان الخطر قد زال”. ومع ذلك كان لا يزال هناك مخاطرة، ومن اجل التشويش على متتبعي الشيخ فقد قرر مرافقوه ان يحزموه على كرسيه ويركضوا به الى منزله، لان من شأن الحافلة ان تلفت الانظار، وقال ابنه عبد الحميد “في الحقيقة لم اعتقد انهم سيطلقون النار على كسيح فوق كرسي نقال”.
لكن بالطبع كان هناك من يتتبع الشيخ على الأرض، يقول بيرغمان، “وكانت المسيرات لا تزال تراقب عبر كاميرات التصوير الحراري. خرج الجمع من الباب الامامي وتحركوا بسرعة قرب الحافلة المتوقفة عند المدخل وهم يدفعون الكرسي النقال. لم يعط قائد سلاح الجو حالوتس الامر بفتح النار لان اوامر وزير الدفاع موفاز كانت تسمح له بفتح النار فقط على الحافلتين، فقال حالوتس “سيدي وزير الدفاع، ليس لدينا تأطير للحافلات ولكننا نرى مجموعة من المرافقين يركضون وهم يدفعون كرسياً نقالاً مع شخص عليها يرتدي الكوفية.. هل لدينا الاذن بالضرب”؟ فطلب منه موفاز ان يتحدث مع طيار الهليكوبتر ويسأله ان كان يرى بوضوح الكرسي النقال وان كان يستطيع ضربها، فأجابه الطيار “اراهم بوضوح جيد وبامكاني ضربهم”، فقال موفاز “اعطيكم الاذن بالضرب”، فقال حالوتس عبر جهاز اللاسلكي “راشاي”.
وفقاً لفيديو البث الحي، يتابع بيرغمان، “كان هناك وميض وفي أقل من جزء من الثانية كانت الشاشة بيضاء وبعدها كانت اجزاء الكرسي النقال تتطاير في كل اتجاه وإحدى عجلاتها تصدر صريراً وهي تتطاير في الهواء وتسقط خارج اطار الصورة.. اناس يستلقون ارضا او يزحفون. فقال الطيار “اطلب الاذن بضرب المزيد”، فأجابه موفاز “لك الاذن بذلك” فسقط صاروخ آخر على الارض ليقتل كل من كان قد بقي حياً. اتصل موفاز بشارون الذي كان ينتظر نتيجة العملية بقلق في منزله في مزرعة سيكامور وقال له “لدينا صور فيديو، ومن خلال الحكم على الصور يبدو الامر جيداً فقد اصبنا عين الثور ولكن لننتظر تقارير من مصادر اخرى”.
يختم بيرغمان، “في غضون دقائق كان المراقبون المناوبون في قاعدة العمامة للتنصت يرسلون التقارير عن قنوات الاتصال التابعة لحماس التي اشتعلت بالرسائل التي كان يتبادلها عناصر التنظيم ويخبرون بعضهم البعض بها “لقد اصبح الشيخ ياسين شهيدا مع بعض مرافقيه”، وقد اصيب ابنه عبد الحميد بجروح بليغة. استلمت واشنطن خبر الاغتيال بقلق بالغ وقال ويغسلاس لشارون “انهم في حالة هستيرية” ثم اخبره انه قال لرايس الا تقلق لان “إسرائيل” تتوقع ان يكون رد الفعل في العالم العربي فقط إدانة لا أكثر ولا أقل، وقال لها بصوته الهادىء: “كوندي، حتى من السلطة الفلسطينية لا نتوقع شيئاً غير عادي، فقد اعلنوا الحداد لمدة ثلاثة ايام ولكن كل المحلات فتحت أبوابها، كل شيء سيكون على ما يرام”.