ما هي قصة الحوار الأميركي مع حماس؟

Avatar18007/03/2025
في تقريره اليومي الذي يُعمّمه الزميل حلمي موسى من غزة على باقة كبيرة من الأصدقاء العرب عبر تطبيق "واتساب"، نشر اليوم (الجمعة) تقارير عدة مترجمة من العبرية إلى العربية تتناول تفاصيل الحوار الجاري بين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقيادة حركة حماس في الدوحة. ماذا في أبرز تفاصيل هذه المفاوضات وردة فعل الإسرائيليين عليها؟
فعلاً دونالد ترامب شخص غير متوقع ومن يحيطون به يديرون سياسة تقلب الرؤوس بحيث لم تعد فيها تُميّز بين صديق وعدو. كل التصورات مفتوحة وهي تسير نحو مجهول من دون تحديد وجهة.
ومنذ كشف النقاب عن محادثات بين مسؤولين أميركيين وقيادات من حماس في الدوحة اثيرت تساؤلات حول مدى التوافق بين إسرائيل وإدارة ترامب حول ذلك. في البداية، تم الاعلان عن أن الأمر منسق ولكن سرعان ما بدأت تظهر تصدعات في هذا التنسيق. وأول ما أثار الانتباه التناقض بين تجاهل ترامب لقضية الأسرى في خطابه “حال الأمة” وببن احتضانه مجموعة من الأسرى الإسرائيليين في البيت الأبيض، وهو ما لم يفعله معهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه. وبعدها ازدادت العلائم على أن وراء الأكمة ما وراءها.
عموماً تناول هذا الأمر المعلق الأمني في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الكاتب رونين بيرغمان، في مقال تضمن الآتي:
يتهم مسؤولون في الإدارة الأميركية إسرائيل بالوقوف وراء محاولة تخريب المحادثات التي كان من المفترض أن تكون سرية بين الولايات المتحدة وحماس في الدوحة. ويزعم المسؤولون الذين تحدثوا مع مصادر مرتبطة بعائلات الأسرى أن ممثلي الإدارة الذين سافروا إلى الدوحة لم يبلغوا إسرائيل بهذه المحادثات مسبقاً، بعد أن نجحت في إفشال جولة سابقة من المحادثات كان من المفترض أن تتم الأسبوع الماضي.
ويزعم المسؤولون الأميركيون أن ممثلي الحكومة الإسرائيلية ـ وقد ذكروا اسم أحدهم ـ لا يعارضون فقط وجود قناة منفصلة يمكن من خلالها للولايات المتحدة أن تجري مفاوضات مباشرة مع حماس بشأن إطلاق سراح الاسرى الأميركيين، بغض النظر عن توقيع اتفاق شامل لإطلاق سراح جميع الأسرى بين حماس وإسرائيل، بل إن السبب الأكثر جوهرية من وجهة نظر إسرائيل هو الخوف من إحراز تقدم أوسع في الترتيبات المستقبلية بشأن قطاع غزة، من دون أن تكون إسرائيل هي العامل الوسيط في نقل المعلومات إلى الحكومة. ونلاحظ أن مكتب رئيس الوزراء يزعم أن هذه “أنباء كاذبة تماماً”.
ولكن المصادر تزعم أن وفداً أميركياً كان في الدوحة الأسبوع الماضي وكان مقرراً بالفعل عقد لقاء دراماتيكي بين ممثل أميركي رسمي ومسؤول كبير في حماس، ربما للمرة الأولى على الإطلاق. وقد علم بذلك مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية، الذين اتصلوا بمسؤولين كبار في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض وأعربوا عن معارضتهم الشديدة للاجتماع نفسه ــ وبشكل منفصل ــ للمحتوى الذي كان من المقرر مناقشته.
وحتى ذلك الحين، يتم تفسير القانون الأميركي على أنه يحظر أي اتصال بين أي مواطن أميركي ومنظمة أو فرد أعلنته الحكومة منظمة إرهابية أو إرهابياً. على سبيل المثال، تجنب المبعوث الأميركي السابق للشؤون الإسرائيلية اللبنانية، عاموس هوكشتاين، الاجتماع مباشرة مع مسؤولي حزب الله، على الرغم من أنهم كانوا الطرف المعني في لبنان لمناقشة اتفاق وقف إطلاق النار المحتمل معهم. ومع ذلك، فمن المرجح أن القانون يخضع الآن لتفسير مختلف، أو أن البيت الأبيض وجد طريقة قانونية لإجراء مثل هذه المحادثات.
وبعد نشر أنباء المحادثات أمس (الأول) على موقع “أكسيوس”، لم تنكر كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية لترامب، إجراء محادثات مباشرة مع حماس. وعندما سُئلت في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض عن سبب إجراء الإدارة محادثات مع منظمة حماس، أجابت بأن مبعوث ترامب لقضايا الاسرى، آدم بولر، “الذي يتعامل مع هذه المفاوضات” لديه “السلطة للتحدث إلى أي طرف”.
وبحسب المحادثات التي أجراها الأميركيون مع مقربين من عائلات الاسرى، فإن قرار فريق بولر بإنشاء المسار المباشر ينبع من إدراك أن المفاوضات بشأن الإفراج العام عن الأسرى المتبقين، سواء نحو المرحلة الثانية من الصفقة القائمة أو في إطار اتفاق جديد ومختلف، متوقفة في الواقع، وأن احتمال استمرار المرحلة الأولى بما في ذلك الإفراج عن اسرى إضافيين يبدو ضئيلاً للغاية في الوقت الحالي. كما تلقى الممثلون الأميركيون تحديثات تفيد بأن إسرائيل تستعد لعملية عسكرية واسعة النطاق وعدوانية للغاية في غزة، والتي قد تشنها في أي لحظة.
وبناء على هذا التحليل والخوف من أن العودة إلى القتال من شأنها أن تُعرّض حياة الأسرى الذين بقوا على قيد الحياة للخطر بشكل فوري وبالغ، وأن تضر بشكل كبير بفرص استعادة جثث الأسرى الآخرين، فقد تقرر في الولايات المتحدة محاولة إطلاق سراح الأسرى الأميركيين – عيدان ألكسندر، آخر اسير إسرائيلي أميركي ما يزال على قيد الحياة، واستعادة جثث أربعة إسرائيليين أميركيين آخرين أسروا في مذبحة 7 أكتوبر.
رفضت الحكومة الإسرائيلية باستمرار تقديم المساعدة للجهود التي ارتكزت على عنصر الجنسية غير الإسرائيلية لدى بعض الأسرى. وهذه مسألة ذات حساسية اجتماعية وسياسية كبيرة، لأنها قد تثير الغضب بين الأسر الأخرى. ولهذا السبب قررت الولايات المتحدة أن الطريق الصحيح لإنجاح هذا الجهد ــ الذي يبدو أن نافذة الوقت أمامه توشك على الانغلاق ــ هو إجراء محادثات مباشرة وعاجلة وسرية مع حماس.
ولقد سعى الوفد الذي كان في الدوحة الأسبوع الماضي إلى تنظيم لقاء مع رؤساء فريق حماس التفاوضي، ولكن إسرائيل لجأت بعد ذلك إلى مجلس الأمن القومي. وقد أصدر رؤساء المجلس، تحت ضغط إسرائيلي، تعليمات للفريق في الدوحة بعدم عقد اللقاء في الوقت الراهن. ولهذا السبب لم يطلع كبار المسؤولين الأميركيين إسرائيل على اللقاء هذه المرة، وطلبوا إبقاءه سراً خوفاً من تدخل الحكومة الإسرائيلية مرة أخرى لتخريب المحادثات. ولكن المتحدثة باسم البيت الأبيض قالت إن إسرائيل أُبلغت بالمحادثات، وقال مكتب رئيس الوزراء في رد مقتضب إن إسرائيل “أعربت للولايات المتحدة عن موقفها بشأن المحادثات المباشرة مع حماس”.
ولكن تبين أن دراما أكثر أهمية كانت تجري خلف الكواليس: فقد نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الليلة أن إسرائيل لم تتلق معلومات عن المحادثات مباشرة من الولايات المتحدة، ولكنها علمت بها من خلال “قنوات أخرى”. فقد اتصل اللواء نيتسان ألون، رئيس إدارة مكافحة التجسس في جيش الدفاع الإسرائيلي وعضو فريق التفاوض، بالممثلين الأميركيين في الدوحة، الذين فوجئوا بمعرفته بما يجري. وفي الولايات المتحدة، فُهم معنى المحادثة على أنه كان المقصود منها التوضيح للأميركيين أنهم لم ينجحوا في إخفاء تحركاتهم عن علم إسرائيل، التي كانت منتبهة لما يحدث في هذه القضايا عبر قنوات مختلفة، وأيضاً كنوع من التوبيخ على العمل الذي لم يتم تنسيقه معها.
وبحسب الصحيفة، أطلع آلون أيضًا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على تفاصيل المحادثات. وقد حدث هذا قبل وقت قصير من انعقاد الاجتماع الأول. وبعد أقل من يوم واحد، نُشرت أنباء المحادثات، التي لم تكن معروفة إلا لعدد قليل جدًا من الأطراف، سواء في الحكومة، أو في إسرائيل، كما ذكرنا. ويزعم المسؤولون الأميركيون أن إسرائيل هي التي سربت المعلومات بهدف تخريب المحادثات، وربما يرجع ذلك إلى مخاوف بين المسؤولين الإسرائيليين الذين اعتقدوا أنه بمجرد الكشف عنها فإن الرئيس ترامب والبيت الأبيض لن يقدموا لهم الدعم بسبب حساسية الاتصال بمنظمة إرهابية. وبالإضافة إلى ذلك، وفي مواجهة المنشورات التي ظهرت في وسائل الإعلام الإسرائيلية عقب هذا الكشف، وكأن المفاوضات في الدوحة لم تسفر عن شيء وفشلت كما توقعت إسرائيل منذ البداية، زعم المسؤولون الأميركيون أن تقدماً كبيراً للغاية تم تحقيقه بالفعل في المحادثات، على الرغم من الفجوات الخطيرة في تحليل الوضع بين الطرفين.
وقد تتفاقم الاتهامات والتسريبات إلى خلاف أكبر بين الإدارة والحكومة الإسرائيلية إذا تم التوصل إلى اتفاقات في قطر، حيث يجب أن تدور هذه الاتفاقات أيضاً، وربما بالدرجة الأولى، حول قضية عدد وهوية الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل الأسرى الأميركيين. “وبعبارة أخرى،” يشرح مصدر إسرائيلي مطلع على قضايا السياسة الخارجية والمفاوضات، “تتفاوض الولايات المتحدة حالياً على صفقة مع حماس لإطلاق سراح الرهائن، حيث يتعين على إسرائيل في نهاية المطاف أن تدفع جزءاً على الأقل من الثمن”.
ولكن من غير المؤكد أن حكومة نتنياهو ستبذل قصارى جهدها للموافقة على إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين مدى الحياة، القتلة الذين تلطخت أيديهم بالدماء، كجزء من صفقة جانبية تطلق سراح الأسرى قبل الآخرين لأنهم يحملون جوازات سفر أميركية – وهي ثمار طريق سري تم إخفاؤه عن إسرائيل، والتي تعارضها والتي قد – أو قد – اعتمادًا على الجانب الذي تقف فيه، تدفع الولايات المتحدة إلى محاولة نسج صفقة شاملة من خلالها.
ومن المقرر أن يصل المبعوث الرئيسي الثاني إلى المنطقة، ستيف ويتكوف، الأسبوع المقبل، حسبما أفادت مصادر إسرائيلية، لإقامة لمدة أسبوع، معظمها في الدوحة، بهدف دفع المفاوضات بشأن إطلاق سراح الأسرى الأميركيين، وأيضا على أمل التوصل إلى صفقة واسعة وشاملة، برغم أن هذا، على الأقل في الوقت الراهن، لا يبدو أن آفاقه عالية”. (إلى هنا انتهى تقرير بيرغمان في “يديعوت”).
ونقلت “معاريف” عن الرئيس الامريكي دونالد ترامب تأكيده، مساء أمس الخميس، أن الولايات المتحدة على اتصال مباشر مع حركة حماس: “نحن على اتصال مع حماس. وهذا يساعد إسرائيل”.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مصدر إسرائيلي قوله إن تنياهو لم يكن على علم بالمحادثات بين الولايات المتحدة وحماس قبل إجرائها، مشيرا إلى أن إسرائيل “أُخذت على حين غرة” في هذا السياق. وقال مصدر إسرائيلي آخر: “إذا وعد ترامب بالإفراج عن الاسرى الأميركيين دون الإسرائيليين، فإن ذلك سيحرج نتنياهو”.
Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  تحرير الأسيرين الإسرائيليين في صحافة تل أبيب: فوق الأرض، غير ما تحتها!
Avatar

Download Premium WordPress Themes Free
Free Download WordPress Themes
Download WordPress Themes
Download Best WordPress Themes Free Download
free download udemy course
إقرأ على موقع 180  لبنان: "العقد الإستثنائي" للبرلمان يُفاقم أزمة عون ـ بري!