
تتواتر نذر النار فى الضفة الغربية، كأنها استئناف للحرب على غزة وتصعيد بالوقت نفسه لمستوى المواجهات الوجودية، أن تكون أو ألا تكون القضية الفلسطينية.
تتواتر نذر النار فى الضفة الغربية، كأنها استئناف للحرب على غزة وتصعيد بالوقت نفسه لمستوى المواجهات الوجودية، أن تكون أو ألا تكون القضية الفلسطينية.
مع تسارع الأحداث، في أعقاب "طوفان الأقصى"، راحت النوايا الإسرائيلية التوسعية تتحول إلى خطوات عملية، فأبدت حكومة بنيامين نتنياهو إصراراً على إحتلال قطاع غزة، وتمددت في الجنوب اللبناني، كما سيطرت على مناطق واسعة في جبل الشيخ والقنيطرة السوريتين، ولطالما خرج السياسيون في إسرائيل من وزراء وكتّاب للتعبير عن رغبتهم بتوسيع الاستيطان في هذه المناطق، برغم وقف النار في غزة وقبله في لبنان.
في كتابه "لبنان بين الأمس والغد"، يقارب الباحث نواف سلام مسألة العقم الذي تعانيه التجارب الهادفة إلى اخراج الكيان اللبناني من المعضلة الطائفية التي يستغلها أهل السلطة بهدف تكريس نفوذهم، ليخلص إلى اقتراح آلية حوكمة تتيح للمواطن اللبناني محاسبة حُكّامه على ما يقترفونه من أخطاء، تحاذي الخطايا، بحق الوطن، بينما هم مطمئنون إلى متانة الغطاء الطائفي الذي يضعهم في مأمن من المحاسبة.
الإنتماء هو فعلُ عقيدةٍ وهويةٍ وإيمانٍ بأرضٍ تُجسد واقعك المُستمد من ماضيك المتمثل بحضارةٍ الأجداد المليئة بإرثٍ جغرافي ووجداني وتاريخي وسياسي واجتماعي.
انتصرت غزة، بكامل دمها. الاستسلام مستحيل. هذه غزة يا ناس. نحن بشر وننتمي إلى الإنسان. الاستسلام ركوع وامتناع حرية وانسحاق إنسانية. العالم الخائف الجبان الممتهن الإهانات والخضوع والركوع، مقابل حفنة سلطات واهية، هو عالمٌ فاقدُ للكرامة، يتحوّل فيه الإنسان إلى شيء. نعم. إلى شيء فقط. إلى وسيلة رثة. إلى عبودية مُزيّنة بالعار.
تتـبّع أحرارُ العالم موْجات فرح الفلسطينيين بوقْف إطلاق النار وبالإفراج عن الفوْج الأول من المعتقلات والمعتقلين في السّجون الإسرائيلية.
دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ فجر الأحد 19 كانون الأول/يناير، أي عشية تنصيب دونالد ترامب رئيساً جديداً للولايات المتحدة، الذي وصل البيت الأبيض اليوم. وتوقف حربٌ لم يشهد التاريخ ما يماثلها، لا بالشكل ولا بالمضمون. حربٌ استمرت أكثر من 15 شهراً فوق بقعة جغرافية يصعب رؤيتها بالعين المجردة على خريطة الكرة الأرضية. ومع ذلك شغلت العالم بأسره، وكادت أن تذهب به إلى حرب إقليمية، وربما عالمية أيضاً!
قبل 8 سنوات، اعتلى دونالد ترامب المنصة أمام مبنى الكابيتول فى قلب العاصمة واشنطن، وبعدما ألقى القسم الرئاسى، خاطب الشعب الأمريكى وبقية العالم، بخطاب نارى لم يألفه أحد داخل الولايات المتحدة وخارجها. وقبل 4 سنوات، وفى المكان نفسه، اقتحم الآلاف من أنصار ترامب مبنى الكابيتول، فى محاولة لوقف التصديق على الانتخابات التى خسرها لصالح جو بايدن. وسيتحدث ترامب من جديد للشعب الأمريكى ولبقية العالم، يوم الإثنين القادم، مُدشناً بدء فترة حكمه الثانية والأخيرة، من المكان ذاته.
كثيرون من الناس لم يعرفوا أن هناك بلدة لبنانية إسمها العيشية إلا بعد انتخاب قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية، إلا أن لهذه القرية اللبنانية ولعائلاتها الكثير من الحكايات المشتركة والغنية والمُعبّرة والدالة.