اهتزت دوائر السياسة الخارجية الأمريكية على وطء تطورين دبلوماسيين عكسا دورا متصاعدا للصين على الساحة الدولية خلال الأيام الماضية.
اهتزت دوائر السياسة الخارجية الأمريكية على وطء تطورين دبلوماسيين عكسا دورا متصاعدا للصين على الساحة الدولية خلال الأيام الماضية.
اخترق الاتفاق الإيراني السعودي برعاية صينية ساحة الحروب بالوكالة التي سادت المنطقة العربية على مدى عقد ونيف من السنين المنصرمة، من اليمن الى لبنان مروراً بالبحرين والعراق وسوريا، ليعطي بصيص امل لهذه الدول التي انهكتها تلك الحروب.
تسير اليابان على طريق جديد، أهم سماته الرئيسة هو تخليها عن السلمية التى تبنتها أو فرضت عليها كدولة خاسرة فى الحرب العالمية الثانية
بعد الإعلان عن "اتفاقية بكين" لتطبيع العلاقات السعودية ـ الإيرانية، تزاحمت الأسئلة الإقليمية والدولية حول احتمال تطبيع العلاقات بين مصر وإيران، وهو احتمال بقدر ما يبدو واقعياً ومنطقياً، فإن محركات دفعه لا تبدو في عجلة من أمرها، إلا إذا كانت ظواهر الأشياء تخفي ما ليس للمراقبين والمتابعين "علم اليقين" بما يجري في الخفايا والخبايا مثلما كانت حال المبادرة الصينية مع طهران والرياض.
في الجزأين الأول والثاني من هذه المقالة، تناولنا كيفية تبدل موازين القوى في الإقليم بفعل تراجع السيطرة الغربية وتبلور الدور الحاسم للمحور الأوراسي في الأزمات الإقليمية في الشرق الأوسط. في الجزء الثالث والأخير، ثمة إستكمال للمقاربة إياها من خلال عدد من الأسئلة والخلاصات.
رعى النائب الجمهوري مات غايتز، في 8 آذار/مارس 2023، قرارًا في مجلس النواب الأمريكي بدعم من كتلة من الحزبين (47 جمهوريًا و56 ديمقراطيًّا) لفرض رقابة الكونغرس على استمرار الوجود العسكري الأمريكي في سوريا، لكن "صقور" البيت الأبيض أجهضوا المشروع.
بينما يُطّل الشرق الأوسط على واقع جيوسياسي جديد بدفع من "المفاجأة" الصينية التي أعادت العلاقات بين السعودية وإيران، تراوح الجهود الروسية للتقريب بين دمشق وأنقرة مكانها، ومن غير المرجح أن تصادف حظوظاً من النجاح كتلك التي صادفتها بكين على المسار السعودي-الإيراني.
يميل الأتراك بطبعهم إلى المبالغة. أغلب القضايا يذهبون بها إلى مداها الأقصى، في الحب والضيافة والتاريخ والتصوف والعلمانيّة والعسكرة، والأهم في القوميّة. من يستمع إلى الأتراك وإعلامهم يستشعر بأنّ تركيا ليست محور العالم وشاغله، بل محرّكه أيضًا.
برغم التقديرات الصائبة للمتابعين العقلاء لمسار التفاوض السعودي ـ الإيراني منذ الكشف عن مضامينه الأولى في نيسان/أبريل 2021، والتي كانت تتلاقى حول قناعة الرياض وطهران بالبحث عن مساحة مشتركة تؤهلهما للإنطلاق نحو آفاق إيجايبة وتصالحية، فإن احتفاء وسائل الإعلام الإيرانية والسعودية بـ"إعلان التطبيع" بين الرياض وطهران، يُظهر الحاجة المشتركة لضرورة الخروج من سياسة "الصراع المفتوح" إلى سياسة "الباب المفتوح ".
المسافة بين طهران والرياض قصيرة جغرافياً. لكنها في حسابات الخصومة سفرُ عقودٍ من الصراع الذي يتعدى الدرب من مياه الخليج إلى بكين ذهاباً وإياباً. لذا، كان لا بد من بكين، أو أي قوة بحجمها، لتثبيت نتائج لقاءات بغداد الخمسة، وجلسات مسقط.