
يجلسُ بوّاب أمام القانون حارسًا. يأتيه رجلٌ من الأطراف طالبًا الدخول، فيُجيبه البوّاب: "ليس الآن". ينتظر الرجل. يسأله في النهاية: "هل سيُسمح لي بالدخول لاحقًا"؟ ردّ البواب: "ممكن.. لكن ليس الآن".
يجلسُ بوّاب أمام القانون حارسًا. يأتيه رجلٌ من الأطراف طالبًا الدخول، فيُجيبه البوّاب: "ليس الآن". ينتظر الرجل. يسأله في النهاية: "هل سيُسمح لي بالدخول لاحقًا"؟ ردّ البواب: "ممكن.. لكن ليس الآن".
«أحكمنا الآن السيطرة التامة على أجواء إيران، كانت لدى طهران منظومات رصد ودفاع جوى، لكنها لا تضاهى التقنيات المصنعة والمصممة عندنا، نعرف بدقة موقع المرشد على خامئنى، هو هدف سهل لنا، لكننا لن نستهدفه الآن تفاديا لإصابة مدنيين أو جنودنا، صبرنا ينفد، وعلى سكان طهران إخلاؤها فورا، وعلى إيران الاستسلام من دون شروط».
نستطيع أن نصف "عدوان الثالث عشر من حزيران/يونيو" أنه آلية اشتغال على البنية الرمزية للخصم. كان الهدف تعرية البنية الرمزية الإيرانية أمام ذاتها. فكل حرب، في جوهرها، ليست نزاعًا على الأرض فقط، بل على حق تمثيل الأرض، على سلطة اللغة التي تَسكُن الخرائط، وتعيد إنتاج الأنا في مواجهة الآخر.
تعيش منطقة الشرق الأوسط مخاض "إعادة تكوين"، يرتبط بجملة متغيرات بنيوية في طبيعة الصراعات وفي نظمها، ما قد يُحدث انتقالاً صعباً في الوظيفة والدور لكثير من المكونات السياسية والاجتماعية والعرقية والأثنية.. وبالتالي يجعل المواجهة تتخذ أشكالاً مغايرة تماماً عما كان سائداً.
قبل (48) ساعة من العودة إلى المفاوضات الأمريكية الإيرانية فى العاصمة العمانية مسقط شنت القوات الإسرائيلية أوسع وأعنف هجوم عسكرى على المنشآت النووية ومراكز القيادة والسيطرة. نال الهجوم من قيادات عسكرية بارزة، بينها رئيس الأركان وقائد الحرس الثورى، وعلماء كبار يشرفون على البرنامج النووى. لم يكن ذلك الهجوم بذاته مفاجئًا، فقد دأبت إسرائيل لسنوات طويلة على التحريض ضد المشروع النووى الإيرانى، حتى تكون وحدها من يحتكر القوة النووية فى الشرق الأوسط.
ليست الحرب مجرّد صواريخ وقذائف ورصاص ولهب ومسيّرات، ومجرّد دكٍّ وتفجيرٍ لمعسكرات العدوّ ومراكزه الجليّة والخفيّة كما نشاهد اليوم على الشّاشات. أبداً. قبل أيّ شيء آخر، الحرب هي مسألة خيارات روحيّة وعقائديّة وقِيميّة وأخلاقيّة.
جلسنا أيامًا أمام الشاشة نتابع مسارَ السفينة مادلين وعلى مَتنها اثني عشر شخصًا. رأينا رجالًا ونساءً، متفاوتي الأعمار، مُختلفي الجنسيات، تجمع بينهم صفاتُ الشجاعةِ والجَّرأةِ والاتساق مع الذات، وتحركهم قبل هذا وذاك ضمائرٌ يقظة؛ أبَت التواطؤَ على جرائم الاحتلال في غزة وسائر الأرض الفلسطينية؛ ولو بالصَّمت. لم تتمكَّن السفينةُ من الوُصول بأمان إلى مَرساها. هاجمتها قواتُ الاحتلال ومنعتها استكمال طريقها، ثم اعتقلت ركابها.
في الأساطير القديمة، كانت نهاية العالم تُرسم بأيدي الآلهة. في ملحمة أرماغيدون، تتصارع قوى خارقة، يتزلزل الكون، وتغرق الأرض في الطوفان الأخير. أما اليوم، فالمشهد أكثر بؤسًا وأكثر سخرية. لم تعد الآلهة من تتحكم بمصير البشرية، بل حفنة من الكائنات التي، في كثيرٍ من الأحيان، تبدو دون مرتبة الحيوان. عقول بائسة، غرائز متضخمة، وأصابع متلهّفة للضغط على أزرار النهاية.
هل لديْنا في لبنان "وطنيةٌ لبنانيةٌ"حقَّاً ؟ السؤال صادمٌ فعلاً. يفرِضُ هذا السؤالُ نفسَه فكرياً وسياسياً وتاريخيَّاً.
لعبنا ونحن أطفال لعبة السؤال والجواب. يسألون السؤال، فنفشل في الإجابة أو نتردد فيعاودون السؤال بصيغة ثانية أقل تعقيدا فنفشل أو نتردد فيطرحونه مرة أخرى بصيغة مخففة فنفشل في الإجابة أو نتردد فيجربون مرة أخيرة فنفشل أو نتردد فيعلنون الفوز متضمنا في استفسار بلهجة ساخرة، "غلب حمارك والا لسه؟".