رأي Archives - Page 6 of 327 - 180Post

750-17.jpg

تحدّثنا في ما سبق من قول ومن مقال حول اشكاليّة الأولويّة: ما بين العمل على "بناء الدّولة" أو "بناء دولة المواطنة العصريّة" باختصار من جهة؛ والعمل على "التّحرّر الوطنيّ"، لا سيّما من قيد الاستعمار القديم والمتجدّد، من جهة ثانية. وقد رأينا أنّ القضيّة لم تزل اشكاليّة، وعالقة عموماً على المستويَين المفاهيميّ والتّطبيقيّ، مع تفضيلنا حتّى الآن لنموذج تطبيقيّ من النّوع الهَجين إن صحّ التّعبير. ولكنّ الأزمات الحاصلة والمتصاعدة في الإقليم، بما فيها الأزمة حول "السّلاح المقاوِم" في لبنان، تُعيد طرح الاشكاليّة مجدّداً، لا سيّما من زاوية ضعف الطّروحات القائلة "ببناء الدّولة"، من دون أخذٍ جدّيّ بالحسبان.. لفكرة أنّنا بلادٌ لم تزلْ مُستعمرة، ولو بأشكال متغيّرة ومتطوّرة – ومموّهة ربّما - مع الزّمن.

750-16.jpg

في حكاياتِ من عاشوا عمرًا مديدًا رواية أو أخرى عن مكان سكنوه؛ وكان في وقته بمنزلة منفى. صحراء لا يحدُّها شيء ولا يُرى فيها حيٌّ. رمالٌ مُمتدَّة بلا عمران ولا حتى نبات.

780.jpg

الانغماس في المعرفة، كما تقول الحكمة القاسية، يؤهلك دائماً لسمعةٍ سيئةٍ وسط قطيعٍ يقدّس الجهل. خلف هذه الجملة خبرة اجتماعية ونفسية متراكمة: فكل مجتمع ينتج آليات دفاعية تحمي سرده المريح من الأسئلة المقلقة. حين تختار أن تبحث وتفكر وتشكّك، فإنك لا تكتفي بإزاحة الستار عن معلومة ناقصة؛ أنت تمسّ توازنات القوة والهيبة والرموز، وتحرّك ما يسميه علم الاجتماع "حدود المقبول". لذلك لا تُستقبل المعرفة بالتصفيق، بل تُستقبل أحياناً بالريبة والاتهام، لأن السؤال الصادق يحرج المؤمنين باليقين الكسول.

2-3-1280x722.jpg

في المجتمعات المأزومة، يحتاج الجمهور إلى وجوه كاريزماتية رمزية، حتى يُسقط عليها، وبشكل غير واعٍ، الكثير من الصور المُتخيلة، ومع الوقت تُصبح هذه الوجوه مثال الأنا، أفرادًا وجماعات؛ فترفع أناهم العاجزة وتُهدئ من قلقها، وتُوظف حاجاتهم النفسية المكبوتة وتملأ الفراغ القيادي، وثمة أمثلة تاريخية عديدة في هذا الإتجاه.

800-34.jpg

أيُّ تاريخٍ سيتغافل عن هذا الهوان؟ أيُّ سجلّ قادر على محو حقيقة أنّ منظومات الحكم العربية، ومعها جوقاتٌ من نخبٍ مُترفة، تركت أطفالًا يموتون قصفاً وجوعاً في غزة من دون أن ترتجف لها جفون؟ 

c520c3b0-77ff-11f0-8071-1788c7e8ae0e.jpg

فى محاولته لتضليل الرأى العام العالمى والإسرائيلى لجأ بنيامين نتنياهو إلى حيلته القديمة وهى شيطنة الآخر، فنشر هو والآلة الإعلامية الخطيرة التابعة للنفوذ اليهودى فى العالم من الأكاذيب ما جعل الرأى العام العالمى يرفض كل ما يتعلق بحماس وكل ما تقوله حماس، وبذلك أعطى نتنياهو الفرصة لتكذيب كل ما يقال عن قتل المدنيين والأطفال وتدمير المستشفيات وحصار غزة ومنع دخول الطعام والدواء والوقود باعتبارها بيانات كاذبة صادرة عن حماس أو عن وزارة الصحة التابعة لحماس.

22.08.2025-cartoon-copy.jpg

بعد حرب "طوفان الأقصى"، اتضح بجلاء أن مشروع إسرائيل الكبرى لم يعد مجرد فكرة، بل أصبح خطة استراتيجية طويلة المدى لإعادة تشكيل الشرق الأوسط وفق مصالح إسرائيلية بحتة. لم يقتصر هذا المشروع على المواجهة العسكرية المباشرة، بل امتد ليشمل إعادة رسم خرائط النفوذ، واستغلال الانقسامات الداخلية للدول العربية، والسيطرة على الموارد الاستراتيجية والطرق الحيوية، بما يضمن تثبيت نفوذ دائم في المنطقة.