الانهيار يكمل مساره بنشاط متزايد. الأخطار لا تحصى. أسوأها اليأس والشلل ومعايشة الأفول. السياسات قاتلة. إننا ماضون الى الغياب.
الانهيار يكمل مساره بنشاط متزايد. الأخطار لا تحصى. أسوأها اليأس والشلل ومعايشة الأفول. السياسات قاتلة. إننا ماضون الى الغياب.
الورقة التي كتب عليها نجيب ميقاتي بخط يده أسماء من اقترح توزيرهم، هي ببساطة وصراحة، مبادرة استفزازية. المعنى أنه أُريد لها أن تستفز الطرف الذي رُفعت إليه، لتستدرجه إلى رد فعل من النوع الذي يندم صاحبه عليه، الأمر الذي لم يتحقق.. أقله حتى الآن.
يقول المفكر عبد الرحمن الكواكبي عن انهيار الحاكم المستبد بأنه "كلما زاد المستبد ظلماً واعتسافاً، زاد خوفه من رعيته وحتى من حاشيته، وحتى من هواجسه وخيالاته. وأكثر ما تختم حياة المستبد بالجنون التام".
يتفشى في لبنان وهم كبير: إنجاز السيادة. كيف؟ هل هذا ممكن؟ ومتى؟ الأقوال ظلال والأفعال محال.
أُجريت الانتخابات النيابية اللبنانية فى العام 2022 تحت وطأة أزمة اقتصادية طاحنة وصفها البعض بأنها: إفلاس غير معلن للدولة. وبعد تراكم فى الأحداث، بداية من ثورةٍ هزت النظام السياسى وإن لم تسقطه، إلى أزمة صحية عالمية طاحنة أثَرت فى المداخيل الإنتاجية المحدودة أصلا، وضربت قطاع السياحة أحد مصادر الدخل، وتزامن ذلك مع انفجار مرفأ بيروت بكل ما خلَفه من دمار طال البشر والحجر.
في الطريق الى الوطن، يافطة ناطقة: احذر الألغام. مسموح ان تحلم قليلاً. مسموح ان تتفاءل يسيراً: "التغيير صعب". ويقال إنه مستحيل. فلبنان هو لبنان هذا. تاريخه: من سيء الى اسوأ.
يأتي حدث في لبنان، فيطوي ما قبله، أما النتيجة، فتبقى صفرية. لا حكومة جديدة ستتألف قريباً ولا فخامة رئيس سيجبر خاطرنا، في الأشهر المقبلة، إلا إذا أتانا ما ليس في الحسبان، أما ترسيم الحدود البحرية، فسيبقى مجرد ارتجال بارتجال في غياب الإدارة والإرادة والمصلحة الوطنية.
يعني لي هذا اليوم الكثير. فذاكرتي تحجز لـ 4 حزيران/يونيو "مكاناً" لحدثيْن غيّرا، جذريّاً، مسارات حياتي. ففي مثل هذا اليوم، خفق قلبي، لأوّل مرّة، بحبٍّ عظيم. ذهب، بعد 12 سنة، أدراج رياحه. وفي مثل هذا اليوم، أيضاً، حفر في قلبي حزنٌ عظيم. أعني به، ذاك الوجع الذي عَصَر الأرواح عندما اجتاحت إسرائيل أجمل عواصم العرب - بيروت.
لا شك أن قانون الإنتخاب المرتكز إلى مبدأ لبنان دائرة انتخابية واحدة بهدف توحيد الخطاب الوطني بدل الخطاب الطائفي المناطقي هو حجر أساس نحو بناء دولة مواطنة ولكن، لا شك أيضاً أن الحجر الموازي لبناء زاوية سليمة تُشيّد عليها أسس دولة المواطنة هو تعديل قانون الأحزاب.
يجري همس لبناني كثير حول تسوية كبرى في طريقها الى لبنان، بتفويض أميركي وبرعاية فرنسية ـ سعودية ـ ايرانية. يطرح ذلك سؤال من سيحجز لنفسه مقعدا على طاولة التسوية من زعماء الطوائف اللبنانية وماهية جدول الأعمال.