
ماذا بعد غزة والحرب عليها؟ إنه سؤال اليوم التالى بكل حمولاته السياسية والاستراتيجية والإنسانية المتفجرة. الإجابات تتعدد باختلاف المواقع، تتناقض وتتباين، بدرجات مختلفة من الحدة والعصبية، رغم أن الحرب لم تتوقف، ولا استبانت نتائجها الأخيرة.
ماذا بعد غزة والحرب عليها؟ إنه سؤال اليوم التالى بكل حمولاته السياسية والاستراتيجية والإنسانية المتفجرة. الإجابات تتعدد باختلاف المواقع، تتناقض وتتباين، بدرجات مختلفة من الحدة والعصبية، رغم أن الحرب لم تتوقف، ولا استبانت نتائجها الأخيرة.
لم تكُن حرب تشرين الأوّل/أكتوبر 1973، برغم حجم الأعمال العسكريّة والرمزيّة التي تُحاط بها، أهمّ حربٍ عربيّة-إسرائيليّة، بل كانت تلك الحرب التي لم يعُد يذكرها الكثيرون، والمعروفة بـ"حرب الاستنزاف". واليوم يعيش العالم العربي حرب استنزاف جديدة، الذين ينزِفون فيها هم الفلسطينيّون وأبناء سورية ولبنان واليمن وليبيا… دون مقابل.
بين الخطاب الأول للأمين العام لحزب الله في 3 تشرين الثاني/نوفمبر والخطاب الثاني في 11 منه، لم يُسجَّل تغيير جوهري في موقف الحزب من التطورات العسكرية سواء على جبهة غزة أو جبهة جنوب لبنان، ما خلا التأكيد على استمرارية العمليات ضد مواقع العدو على جبهة شمالي فلسطين المحتلة مع تطويرها، كمّاً ونوعاً وعمقاً، وتشديد ضغوط قوى المقاومة على أميركا لإيقاف العدوان على غزة، باعتبار أن الأخيرة تقوده وتملك مفتاح إنهائه.
قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال إتصال هاتفي أجراه يوم الخميس الماضي، مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وهو الثاني بينهما خلال أسبوع واحد، إن توسيع نطاق الحرب أصبح أمراً لا مفر منه بسبب ارتفاع حدة الهجمات ضد المدنيين في غزة.
لن يشعر الرئيس الصيني شي جين بينغ بالضغط الذي يشعر به نظيره الأميركي جو بايدن عندما يجتمعان على هامش قمة "آبيك" في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأربعاء المقبل، بعدما زادت حرب غزة من مشاغل الولايات المتحدة العالمية.. وهي في ذروة انقسامها الداخلي.
في مقالة له في "هآرتس"، أجرى المحلل تسفي برئيل تقييماً للخطاب الثاني لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ولمقررات مؤتمر القمة العربية والإسلامية التي عقدت في الرياض، على الشكل الآتي:
في إطلالة هي الثانية منذ اندلاع حرب غزة، قبل 35 يوماً، وجّه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رسالة واضحة إلى الأميركيين، مفادها أنكم تريدون منع توسع الحرب إقليمياً، ليس عليكم سوى التسريع بوقف النار في غزة.. ما عدا ذلك، يبقى التدحرج الميداني في الإقليم محتملاً في الآتي من أيام.
بدأنا في الجزء الأوّل برسم المعالم الجوهريّة والنّموذجيّة والمميِّزة لما سمّيناه: "العقل الجيوسياسي الإيراني". وقد بدأنا بسِمَتَين مهمَّتين وأساسيَّتين جدّاً برأينا وهما: أولاً؛ السّمة المتعلّقة بمقاربة مسألة الزّمن (إذا صحّ التّعبير)، وضمنها أبواب التّروّي والجلَد والتّحمّل والصّبر وما إلى ذلك؛ وثانياً؛ السّمة المتعلّقة بما سمّيناها "المدرسة الإيرانيّة في العقلانيّة-الواقعيّة".
الحرب الإسرائيلية على غزة "تُجمد" مفاوضات التطبيع بين السعودية وإسرائيل إلى حين، لكن لا/ ولن تُلغيها. ذلك لأن الأسباب والأهداف التي أوجدت هذا المسار باقية. وبمجرد تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة "أكثر مرونة" سيعود الطرفان إلى طاولة المفاوضات، حتى قبل أن تنتهي أزمة غزة، بحسب تقرير لـ"فورين أفيرز"(*).
الجغرافيا الفاصلة بين كربلاء وغزة 900 كليومتر، لكن التاريخ يربط بينهما بما هو أكبر بكثير. كيف؟