
برغم الضغوط الكبيرة التي بذلتها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، شهد لبنان جنازة مليونية غير مسبوقة في تاريخه، شكّلت صدمة لأعداء المقاومة اللبنانية.
برغم الضغوط الكبيرة التي بذلتها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، شهد لبنان جنازة مليونية غير مسبوقة في تاريخه، شكّلت صدمة لأعداء المقاومة اللبنانية.
لا ينالكَ زمنٌ.. تجرأتَ على المستحيل، حتى فزتَ بالشهادة.. وكان ما كان وما هو باقٍ لغدٍ لا عمرَ له. بلغت ذروة الأزمنة يا سيد؛ فمن مثلك؟ لا أحد، من زمان، إلى آخر الأزمنة. لكنك تركتنا باكراً. إنما، أنت باقٍ. مثلك فقط المعجزات.
قال الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، خلال تشييع السيدين الشهيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، "إننا نؤمن في حزب الله أن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، ونحن من أبنائه". تصريحٌ يفتح الباب أمام أسئلة جوهرية، حول رؤية الحزب لمستقبل الكيان اللبناني، ومدى انسجام هذا الخطاب مع ممارسات الحزب وسياسته الداخلية وتطلعاته الإقليمية وارتباطه الوثيق بالجمهورية الإسلامية في إيران، عقائدياً ومادياً.
لم يكن المشهد عاديّا، يوم الأحد الماضي. كُنّا أمام لحظة عاطفية في وداع رجل تصدّر قيادة حزب االله لأكثر من ثلاثين عاماً حيث كان عنوانه الأساس مقاومة الاحتلال الإسرائيلي قبل أن يتشعّب ويتوسّع الدور إلى حد الإنخراط في الصراعات العربية الداخلية.
وقعتُ على هذه الصورة بينما كنت أبحث بين أوراق حياتي عن صور يستفيد بها المحرّر المكلف بإعداد ونشر مخطوطة عن علاقتي بالصحافة يعدونها للنشر. لم تكن مهمتي في البحث بسيطة فالصور بالمئات وربما بالآلاف مبعثرة في أكوام من أوراق لا يربطها ببعضها عمر أو مرحلة أو مهنة بعينها.
قبل ثلاثة أعوام، ترتّب على اندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية، إعادة تشكيل المشهد العالمي برمته، وحدثت الكثير من الأشياء التي كانت غير متوقعة، من احتشاد الغرب على نحو غير مسبوق في دعم أوكرانيا ومعاقبة روسيا بقوة، وعودة الولايات المتحدة لتنشيط حلف شمال الأطلسي "الناتو" الذي توسع نحو شمال أوروبا، بينما خابت آمال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في استعادة سريعة لأوكرانيا وتالياً الغرق في مستقنع من الاستنزاف، الذي فرض عليه الإرتماء كلياً في "شراكة بلا حدود" مع الصين.
ما أن دخل دونالد ترامب إلى البيت الأبيض حتى أقام الدنيا ولم يقعدها بعد. ضم كندا للولايات المتحدة وجعلها الولاية الـ51. شراء غرينلاند. استعادة قناة بنما. تهجير الفلسطينيين من غزة إلى الأردن ومصر والسعودية. رفع التعرفة الجمركية إلخ..
مستقبل الولايات المتحدة شأن دولى بقدر الأدوار التى تلعبها فى تقرير مصائر العالم. هذه حقيقة يصعب إنكارها؛ لكنها ليست اللاعب الوحيد، ولا كلمة رئيسها دونالد ترامب لا ترد. هذه حقيقة أخرى.
بعضهم من دون أن يحدّد، تمثّل بقوّل بسمارك "الذهاب إلى حربٍ استباقيّة مخافة الموت في حربٍ مؤكدّة مثل استعجال الموت المتوقّع بالانتحار المؤكّد". وبعضهم رأى من دون أن يكتشف مقولة كونفوشيوس "العاشق الحكيم مثل الطبّاخ الماهر يعرف جيداً متى عليه أن يطفئ النار".