
يحطّ وزير خارجيّة تركيا مولود جاويش أوغلو اليوم (الإثنين) ضيفًا على بيروت. لا يُمكن لكل مهتمٍ بالشأن التركي إلّا أن يُلاحظ أن أنقرة تنتهج سياسة خارجية لا يهدأ طنينها على إمتداد الكرة الأرضية، من مجاهل إفريقيا إلى أهم عواصم القرار في العالم.
يحطّ وزير خارجيّة تركيا مولود جاويش أوغلو اليوم (الإثنين) ضيفًا على بيروت. لا يُمكن لكل مهتمٍ بالشأن التركي إلّا أن يُلاحظ أن أنقرة تنتهج سياسة خارجية لا يهدأ طنينها على إمتداد الكرة الأرضية، من مجاهل إفريقيا إلى أهم عواصم القرار في العالم.
تزداد تعقيدات المشهد الميداني ـ السياسي المُعقّد أصلاً في المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا. هذه المنطقة إلى أهميتها الاستراتيجية، تُشكّل نقطة ارتكاز للاقتصاد السوري سواء من ناحية الأمن الغذائي (القمح) أو حقول النفط الموجودة فيها، أو شبكة الطرق الرئيسية التي تربط بين المناطق السورية من جهة، وبين سوريا ودول الجوار من جهة أخرى.
خلال عقد من الزمن، عزّزت تركيا بشكل كبير استقلاليتها الإستراتيجية في إنتاج الأسلحة. صارت دولة مصدرة برغم حاجتها إلى المحركات الأجنبية لكل صناعاتها العسكرية. إميل بوفييه، الباحث الفرنسي المتخصص بالشؤون الكردية والتركية يضيء على هذه القضية في تقرير نشره "أوريان 21"، بالفرنسية وترجمه الزميل حميد العربي إلى العربية.
وصلت السلطنة العثمانية إلى ذروة مجدها في القرن السادس عشر، عهد الخان سليمان القانوني، لكنّه في الوقت ذاته، كان عهد بداية التراجع والإنحدار.
برغم التحالف الطويل؛ والشراكة العسكرية الوثيقة بين تركيا والولايات المتحدة، إلا أن هذه العلاقة كانت دائماً مزعجة لدرجة أن الرهان اليوم هو على من يخسر الآخر أولاً. كيف؟ هذا ما يناقشه جنكيز كاندار(*)، الصحافي في موقع "المونيتور"، قسم "نبض تركيا" في هذا التقرير.
منذ أن سهّلت روسيا في مجلس الأمن في 9 تموز/يوليو الماضي صدور قرار بتجديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية من معبر باب الهوى التركي إلى مناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري، يدور سؤال لا إجابة يسيرة عليه، حول الثمن المقابل الذي تقاضته موسكو.
بعد مرور عام ونصف تقريباً على آخر لقاء جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره التركي رجب طيب اردوغان، اجتمع "السلطان" و"القيصر" في مدينة سوتشي الروسية وأمامهما العديد من الملفات التي تشتبك وتتشابك فيها مصالح البلدين: الغاز، الصواريخ، المسيرات، سوريا، ليبيا، أذربيجان، افغانستان وأوكرانيا..
يبدو أن رجب طيب أردوغان حسم أمره بالإبتعاد عن واشنطن، لإعتبارات محلية وإقليمية ودولية، مدفوعاً بقرب موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية من جهة، و"الجفاء" الذي لاقاه به نظيره الأميركي على هامش أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة. فهل يفعلها؟ هذا ما تناقشه أمبرين زمان (*) في تقرير نشره موقع "المونيتور" قبيل قمة "سوتشي".
تبدو تركيا الدولة الوحيدة التي "ربحت" الحرب الأفغانية حتى الآن، وإذا استمرت آلية عمل دبلوماسية الأبواب المفتوحة الجارية بين أنقرة وحركة "طالبان"، على وتيرتها الحالية، فلا شك أن الحضور التركي سيتكرس في بوابة آسيا الوسطى، تماما مثلما تكرس الحضور المذكور في بلاد القفقاس بعد حرب ناغورنو قره باخ بين أذربيجان وأرمينيا في العام الماضي.
يتشارك رجب طيب أردوغان وحركة "الإخوان المسلمين" صفات الشخصية الرئيسيّة التي قدّمها الكاتب والصحافي المصري إبراهيم عيسى في روايته "مولانا"، كلٌ في جانب محدّد. كيف؟