
الإعصار آتٍ إلى الشرق. العربُ قبل غيرهم هم المستهدَفون. وجودياً هذه المرة لا سياسياً فحسبُ. كيف ولماذا؟
الإعصار آتٍ إلى الشرق. العربُ قبل غيرهم هم المستهدَفون. وجودياً هذه المرة لا سياسياً فحسبُ. كيف ولماذا؟
منذ اعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن غزة "ستكون لنا"، وبالتالي يتوجب إخراج كل الغزيين منها ونقلهم إلى مكان "أجمل"، تنشغل الصحافة العبرية في تناول خطة ترامب وفرص تنفيذها وتداعياتها على الدول المنوي تهجير الفلسطينيين إليها، أي الأردن ومصر، إضافة إلى طلب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، من السعودية، استقبال الغزيين "على أراضيها الشاسعة".
تُثير التصريحات التي يطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وطاقمه منذ تولّيهم السلطة الكثير من الاضطرابات والتساؤلات. فهل يجب أخذَها على محمل الجد؟ وذلك فيما يخصّ ضمّ كندا أو غرينلاند أو إعادة الاستيلاء على قناة بنما؟ أو فيما يخصّ صيغة السلام الذي يزعم ترامب إقامته بين روسيا وأوكرانيا؟ أو في التدخّل السياسي لصالح اليمين المتطرّف في الانتخابات في أوروبا؟ أو أيضاً في مشروع استملاكه أراضي قطّاع غزّة وتهجير الفلسطينيين منه إلى مصر والأردن.. وربّما السعوديّة؟
ينبع نهر بوتوماك من ولاية فيرجينيا الغربية، وتحديدا من منطقة فيرفاكس ستون الجبلية، ليقطع الولاية ويمر بعدها بولايات بنسلفانيا وفيرجينيا وميريلاند ومقاطعة كولومبيا حيث تقع العاصمة واشنطن، وذلك قبل أن ينتهى فى مصبه على المحيط الأطلسى.
المبالغة متعمدة في هذا العنوان. الغموض أيضاً متعمد. المبالغة متعمدة فما نمرُ فيه من أحداث يرقى أكثرها إلى مستوى الكوارث بينما تتعمد الدول صاحبة الشأن النزول بها إلى مستويات أدنى كثيراً من مستوى هذه الكوارث.
في ضوء حديث دونالد ترامب المتزايد عن تهجير الفلسطينيين إلى الأردن ومصر، كيف يُمكن فهم المؤتمر الصحافي للرئيس الأميركي والعاهل الأردني عبدالله الثاني أمس الأول (الثلاثاء) في البيت الأبيض، والذي فوجىء به الصحافيون كما الجانب الأردني، على الأرجح، إذ كانت ترتيبات اللقاء تخلو من مؤتمر صحافي، وفق مراسلة إحدى الفضائيات، كما أن المؤتمر سبق مباحثات الجانبين، ما يجعله يندرج في خانة الضغط لا أكثر ولا أقل.
تأتى القمة العربية الاستثنائية فى السابع والعشرين من هذا الشهر، التى دعت إليها مصر بالتنسيق والتشاور مع الدول العربية، بهدف اتخاذ موقف ضد سياسة التهجير التى تتبعها إسرائيل فى قطاع غزة؛ السياسة التى تُشجّع عليها تصريحات الرئيس دونالد ترامب غداة عودته إلى البيت الأبيض.
أمام إدارة الرئيس دونالد ترامب فى الشرق الأوسط اختيار من اثنين، فإما التحالف مع اليمين الإسرائيلى المتطرف وخسارة الحلفاء العرب للولايات المتحدة أو الابتعاد عن خطط ضم الضفة الغربية وتهجير سكان غزة وإحياء عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
الفشل المحتم يخيم على خطة الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» لـ«تطهير» غزة من مواطنيها الفلسطينيين. يستحيل تمامًا إجبار أكثر من خمسة ملايين فلسطينى على النزوح من غزة إلى سيناء ومن الضفة الغربية إلى الأردن. إلغاء القضية الفلسطينية، وهم كامل.
خالف دونالد ترامب أثناء ولايته الرئاسية الأولى (2017-2021) تقاليد البيروقراطية الأميركية وتتمتها الراسخة في الدولة العميقة، أي وزارات الخارجية والدفاع والاحتياطي الفيدرالي والمجموعة الاستخبارية من جهة وقطاع الصناعات الكبرى وتكنولوجيا المعلومات والطاقة ومصارف وول ستريت ووسائل الإعلام من جهة أخرى، ولكنه لم يدخل في مواجهة شاملة معها.