الحراك الشعبي Archives - Page 4 of 14 - 180Post

نبيل-اسماعيل-1280x896.jpg

لا يستطيع أحد في لبنان أن ينزع عن الحراك الشعبي الذي بدأ شهره الرابع، طابعه الإجتماعي المحق. غير أن هذا الإقرار بالمشروعية، لا يجعل بعض المؤسسات، وتحديداً الأمنية، تغمض عيونها، لا سيما وأن تجارب بلدان أخرى، مثل لبنان، أبرزت إمكان دخول قوى ومجموعات على خط هكذا أنواع من الحراك، بعضها مشروع في السياسة، وبعضها الآخر، "يستبطن عناوين أمنية تمس الأمن القومي لهذا البلد أو ذاك"؟

نبيل-غسماعيلا-1280x872.jpg

إذا إفترضنا حسن النية، يمكن القول إن سلوك فريق الأكثرية النيابية الحالية (8 آذار/مارس) ينم عن خلل كبير في الإدارة السياسية. تأليف حكومة اللون الواحد يفسح في المجال أمام إستنتاج أن هؤلاء ليسوا عبارة عن "بيت بمنازل كثيرة"، بل منازل بحسابات متعددة، والأخطر أن لا ثقة بين كل هذه المكونات، برغم ما يوحي به ظاهر الأمور. هل هناك من تفسير آخر؟

IMG-20191223-WA0097.jpg

لم يعد بالإمكان الحديث عن وسائل التواصل الاجتماعي بوصفها أدوات تواصل أو تفاعل فقط. نحن أمام ظاهرة ستتمحور حولها في السنوات القادمة الكثير من الدراسات والبحوث. لا بل أننا أمام ثورة حقيقية، يمكن اعتمادها كمعيار للتحديد الزمنى للتّحوّلات الاجتماعية، كأن يقال: ما قبلها شيء، وما بعدها شيءٌ آخر. تماما كما هو الحال مع الثورتين الصناعية والتكنولوجية. عليه، فإن مقاربة أي حدث عام مستجد، بغير لحاظ دور هذه الوسائل إما في تسبُّبه أو في التطورات اللاحقة به، تبقى مقاربة ناقصة مختزلة، يضيع معها التشخيص الدقيق، ويغرق معها الاستشراف والتحليل في ضبابية معينة.

بري-وهيل.jpg

لو قارنا مواقف وكيل وزارة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل خلال جولته على رؤساء الجمهورية ميشال عون والمجلس النيابي نبيه بري ومجلس الوزراء المستقيل سعد الحريري، لوجدنا أنه إستخدم العبارات ذاتها والمحتوى ذاته وربما الترتيب نفسه.

IMG-20191031-WA0063.jpg

لا يمكن لأي متتبع للحراك الا ان يلاحظ انه غير قادر على التوافق بين اطرافه على واحدة من عدة اوراق عمل قابلة للتطبيق يفاوض عليها على طريقة خذ وطالب، متجاهلاً أن مضيه في طلب امتثال "الفاسدين" للمطالب المتناقضة التي تهتف بها حناجر اطرافه، لن ينتج سوى الانهيار. فإذا كان بعض من الحراك قد بات جزءاً عضوياً من قوى سياسية ذات اجندات خاصة، فإن اهل الحراك "الاصليين" ينتمون الى مراوح متنوعة تصل في تفاوتها بين مختلف فئات اليمين (بعض منها لا يخجل بعلاقة تبعية مع "الغرب" ويطالب بالخصخصة لكل مرافق الدولة).. وبين مختلف فئات اليسار (وبعضها ما زال غارقاً في دهاليز النظريات القديمة العصية على التطبيق، ويطالب بتأميم كل مرافق القطاع الخاص، بما فيها المصارف التجارية).

شششش.jpg

ثمة تخمة لفظية في إستخدام كلمة "التغيير" في القاموس السياسي اللبناني، وخصوصاً من قبل بعض أحزاب السلطة، ما أدى إلى إفقادها بريقها ومصداقيتها وجاذبيتها، لا سيما وأن ترجمة التغيير تحولت إلى نوع من تبديل "الطرابيش" من دون المس بديناميات النهب والفساد والمحاصصة.