بينما قررت أطراف بعينها، من بينها الدول العربية، التعامل مع حرب فلسطين الدائرة حالياً كقضية محدودة ومحددة المكان والزمان، حدثت تطورات ووقعت أفعال كشفت أن التفاصيل اليومية لحرب غزة والضفة الغربية ليست سوى القمة الظاهرة من جبل جليد.
بينما قررت أطراف بعينها، من بينها الدول العربية، التعامل مع حرب فلسطين الدائرة حالياً كقضية محدودة ومحددة المكان والزمان، حدثت تطورات ووقعت أفعال كشفت أن التفاصيل اليومية لحرب غزة والضفة الغربية ليست سوى القمة الظاهرة من جبل جليد.
"لوقف الحرب في غزة وتحقيق السلام الدائم، يجب على إسرائيل أولاً إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية.. وأي محاولة لفرض حل لا يعالج القضية الفلسطينية بشكل كامل، ويفترض أن لا دور لحركة حماس في المستقبل، يعني المزيد من المراوغة المزمنة والفشل المحتم". هذا ما يراه مروان المعشر (*) في مقال تحليلي له نشرته "فورين أفيرز".
مثّل اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي في حركة "حماس" صالح العاروري خشبة خلاص لعدو غارق في وحل غزة، فتعمّد اختيار شخصية توازي في أهميتها "الحماسية" محمد ضيف ويحيى السنوار ومروان عيسى، وتعمّد أيضاً، اختيار المكان والتوقيت المناسبين، بحسبه، لكي يصطاد أكثر من عصفور برشقة صاروخية واحدة.
كان القيادي في حركة "حماس" صالح العاروري على رأس قائمة الإستهداف الإسرائيلي في الخارج، حتى قبل "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، لكن بعد هذه العملية أصبح اغتياله هدفاً مشخَّصاً من جانب العدو بهدف الإنتقام من قيادات المقاومة التي كان لها نصيب في العملية، من وجهة نظره، وللحاجة الضاغطة الى تسجيل إنجازات ملموسة لا تُهضم في الشارع الاسرائيلي إلا عبر أداة تصفية قيادات المقاومة.
أظن أنه لم تمر علينا مرحلة واضحة المعالم والسياسات والأهداف كالمرحلة التي يمر فيها الشرق الأوسط وربما العالم بأسره منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، يوم قرّرت إسرائيل مد حربها ضد فلسطين من الضفة الغربية إلى قطاع غزة.
في الوقت الذي يتركز فيه الإنتباه على حرب غزة، فإن الضفة الغربية تبدو في ذروة قابليتها للإنفجار أكثر مما كانت عليه في أي وقت مضى. ويبدو أن حرب غزة هي التي ستفتح أبواب هذه الانتفاضة الجديدة، ما يعني قلب القضية الفلسطينية رأساً على عقب من جديد. لماذا؟
يضع أودي ديكل الباحث في "معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي" أسئلة اليوم التالي في قطاع غزة على مشرحة الفرضيات الإسرائيلية وابرزها قيام أجهزة تنسيق مدنية مع سلطات الإحتلال من دون القطع أو الربط المحكم مع السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس.
من بين العديد من الجوانب اللافتة للنظر في عملية "طوفان الأقصى" التي نفذها مقاتلو الفصائل الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني في 7 تشرين الأول/أكتوبر، هناك جانب لم يحظ إلا بقدر ضئيل نسبياً من الإهتمام والتدقيق، إنه الموقع الذي انطلقت منه العملية: غزة. فمن عجيب المفارقات أن حصار 19 عاماً بدلاً من أن يعزلها ساعدها في أن تعود إلى مركزية النضال الفلسطيني وأن تعيد معها القضية الفلسطينية إلى مركز الاهتمام العالمي. كيف؟ هذا ما تشرحه ليلى سورات(*) في هذا التقرير.
يزداد الخطاب الإسرائيلى، خطاب الحرب، حدة بأهدافه المرتفعة منذ اليوم الأول وغير القابلة للتحقيق كما تبين منذ شهرين ونيف من الحرب من جهة ويزداد العدوان الإسرائيلى على غزة عنفا واتساعا بهدف «تنظيف» شمال القطاع كليا من أهل غزة تحت عنوان التخلص من حماس وخلق المنطقة الآمنة المطلوبة كهدف أولى بالطبع ودفع السكان نحو جنوب القطاع لمحاصرتهم وبالتالى العمل على خلق الظروف الضاغطة لتهجيرهم لاحقا من جهة أخرى.
عبر 75 عاماً من الصراع العربي الصهيوني، عوّلت البرجوازيات العربية كثيراً على الشرعية الدولية ومؤسساتها ومقرراتها، وعبر تلك الأعوام، لم يُنتج هذا التعويل، وتلك الدعوة لاحترام الشرعية الدولية والالتزام بمواثيقها ومؤسساتها سوى الهزيمة والارتهان.