في ظل تسارع الأحداث وتفاقم الأزمات في الإقليم، تزداد الحاجة إلى قراءة علمية وعملية تتجاوز الخطاب الانفعالي من أجل فهم طبيعة المشروع الإسرائيلي وأبعاده والعوامل التي مكّنته من فرض وقائع ميدانية وسياسية خارج السياق التاريخي.
في ظل تسارع الأحداث وتفاقم الأزمات في الإقليم، تزداد الحاجة إلى قراءة علمية وعملية تتجاوز الخطاب الانفعالي من أجل فهم طبيعة المشروع الإسرائيلي وأبعاده والعوامل التي مكّنته من فرض وقائع ميدانية وسياسية خارج السياق التاريخي.
كأنها نفس الأجواء والتفاعلات والرهانات. اختلفت الوجوه والأزمان دون أن تتغير زوايا النظر. لا يقارب عمدة نيويورك المنتخب «زهران ممدانى»، بصلاحيات وحدود منصبه، ما كان يحوزه الرئيس الأمريكى الأسبق «باراك أوباما» من مصادر قوة ونفوذ، لكن كليهما حاز فى لحظات الصعود شعبية هائلة حملتهما، بصورة ما، مهمة إنقاذ العالم العربى من أزماته المستحكمة!
من بين سُحب الغبار التي نهضت من تحت أقدام العائدين من جحيم النزوح، كانت الأرض تحاول بتعب أن تستعيد وجوهها المنفية. هناك، عند أطراف المسير الطويل الذي انهكته بصمات الغياب العارية، توقّف مراسلٌ صحفيّ، شدّه مشهد شيخٍ أسمرَ الجبين، مهيب الحضور برغم تعب السنين الماثل في عينيه. تقدّم منه ليسأله عن شعوره وهو يخطو نحو بيته الأول، وقد ألقى على السؤال ظلالَ الفرح قبل أن يسمع الجواب.
العالمُ تحت وطأةِ الحرب. كلُّ الكوكبِ شرقاً وغرباً يمرُّ بلحظةِ اشتعالٍ. تتسابقُ الصراعاتُ الاقتصادية ُتحت مِظلَّةِ الاستعداداتِ العسكرية. النِقاطُ الساخنةُ كثيرةٌ: الساحةُ الأوكرانيّةُ حيث الحربُ الروسيةُ – الأطلسية. ساحة ُغزَّةَ التي تختصِرُ كُلَّ القضيةِ الفِلسطينية. ساحةُ إيرانَ التي تتحضَّرُ بجِديّةٍ عاليةٍ لاحتمالِ حربٍ جديدةٍ عليها.
ينظر غالبية المراقبين إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بوصفه أكثر الاتفاقات هشاشةً في المنطقة، على أساس أن ما تم كان سطحيًّا جدًّا، وأن جوهره الاستعراض الأمريكي والعناوين الكبيرة، فيما ما تزال التفاصيل بعيدةً جدًّا عن الاتفاق بمعناه الحقيقي والمغلق.
قبل ما يُقارب النصف قرن، وتحديداً في العام 1977، كانت أنظار العام كلها تتجه إلى القدس المحتلة التي قرّر الرئيس المصري أنور السادات أن يكون أول رئيس عربي يزورها رسمياً بعد وقوعها في أسر الإحتلال. مسارٌ تُوّجَ بمعاهدة سلام بين الجانبين في العام 1979 برعاية الولايات المتحدة.
في قطاع غزة، لم يقتصر الدمار على الجدران، بل طال الروح والذاكرة والمكان. الاحتلال هجّر نحو مليونَي فلسطيني، وهدم بيوتهم ومسح أحياءهم، في جريمة ممنهجة استهدفت استقرارهم النفسي وارتباطهم بالأرض. لم تعد العودة تعني الرجوع إلى المنزل الخاص بل إلى فراغ. في "العِرقبادة"، تحوّل الوطن إلى ركام، وتحولت الخيام إلى ملاذٍ مؤقت، بينما تظلُّ الهوية عصيّة على الهدم.
يتفق مجمل المراقبين على أن المرحلة الأولى من خطة دونالد ترامب ــــ والتى تتعلق بالإفراج عن الإسرائيليين «الرهائن أحياء كانوا أو أمواتًا» وبعدها تفرج إسرائيل عن عدد معين من الأسرى الفلسطينيين ــــ ستجد طريقها للتنفيذ رغم بعض التعثرات التى قد تصيبها والتى يمكن استيعابها ومعالجتها.
تختصر القضية الفلسطينية قرناً من الصراع بين مشروعين متناقضين: مشروع استعماري استيطاني إحلالي غربي غُلّف بالشعار الصهيوني، ومشروع تحرّري عربي فلسطيني حاول مقاومة التفكيك والاقتلاع. منذ وعد بلفور عام 1917 وحتى قمة شرم الشيخ في تشرين الأول/أكتوبر 2025، تعاقبت المبادرات والمفاوضات، وتبدّلت العناوين من “الأرض مقابل السلام” إلى “السلام الاقتصادي”، فيما ظلّ جوهر الصراع واحداً: من يملك الحق في الأرض والهوية والسيادة؟
«ليس فى طاقة إسرائيل أن تحارب العالم». كان ذلك استخلاصا للرئيس الأمريكى دونالد ترامب أبلغه لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى معرض إقناعه بقبول خطة إنهاء الحرب بغزة. العبارة، بوقع كلماتها ورسائلها، تنطوى على نوع من الإقرار بخطورة اتساع الاحتجاجات الشعبية الأوروبية على مستقبل الدولة العبرية ومصيرها.