اميركا Archives - 180Post

Trump-The-world-takes-advantage-of-the-U.S.jpg

تكشف وثيقة استراتيجية الأمن القومي التي أعلنتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأول (الجمعة) عن تحوّل تاريخي في نظرة واشنطن إلى العالم ومن ضمنه الشرق الأوسط وأوروبا كما إلى تحالفاتها التقليدية. وتجاهر الوثيقة بتحديث "مبدأ مونرو" (نسبة للرئيس الأميركي الأسبق جيمس مونرو)، عبر إطلاق ما أسمته "ملحق ترامب" الذي ينصّ على اتّباع مبدأ السلام من خلال القوة.

750-6.jpg

استقبلت طهران، الأسبوع الماضي، وكيل الشؤون السياسية في وزارة الخارجية السعودية سعود بن محمد الساطي، وذلك في أول تواصل رسمي بين البلدين في أعقاب زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الرسمية إلى واشنطن قبل ثلاثة أسابيع، وما أعقبها من تسريبات مفادها أن السعودية يُمكن أن تلعب دورًا في إعادة إحياء المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، الأمر الذي من شأنه تخفيف التوترات الإقليمية.

801.jpg

شكّل مفهوم "الشرق الأوسط الجديد" منذ بدايات ظهوره في أوائل تسعينيات القرن الماضي إطارًا تصوّريًا لإعادة بناء الهيكل السياسي والأمني والاقتصادي في المنطقة، من خلال مقاربات تنطلق من دمج الكيان المؤقّت في محيطه وإعادة تشكيل التحالفات وصياغة نظام إقليمي جديد تتحوّل فيه أدوار القوى المحلية والإقليمية والدولية.

785-1.jpg

تُبيّن الأحداث المتسارعة في المنطقة، أنّ الطّروحات الفدراليّة الطّابع تتقدّم بجدّيّة، وبشكل ملموس وواقعيّ، وذلك في بلاد الشّام كلّها. والحقّ يُقال: إنّ عدداً من المكوّنات الدّينيّة والمذهبيّة والاثنيّة في سوريا وفي المنطقة، بما فيها مكوّنات تنتمي إلى الطّوائف الاسلاميّة السّنّيّة نفسها، باتت تشعر- أكثر فأكثر- بأنّ هذا النّوع من الأنظمة السّياسيّة والإداريّة هو الوحيد الكفيل بالحفاظ على وجودها وخصوصيّتها من جهة، وعلى الحدّ الأدنى من الوحدة الوطنيّة والجغرافيّة- وربّما القوميّة- ضمن دول ما بعد الحرب العالميّة الأولى هذه، من جهة ثانية.

800-6.jpg

لبنان يدخل مرحلة التفاوض السياسي مع إسرائيل. خطوة كانت متوقّعة بعد بلوغ الضغط الأميركي مرحلة مفصلية، ما أدى إلى "تطيير" زيارة قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل إلى الولايات المتحدة. ترافق ذلك مع تصريحات رسمية أميركية تتهم الدولة اللبنانية بالتباطؤ في إتمام مهمّة حصر السلاح وصولاً إلى اتهام المؤسسة العسكرية اللبنانية بالتواطؤ في تغطية ما تقول عنه إسرائيل "محاولة إعادة بناء ترسانة حزب الله العسكرية"!

820.jpg

هل تبدو قاعة النّاقورة اليوم صورةً مبسّطةً لما يمكن أنْ يحدث بعد خروج "اليونيفيل" النهائي من جنوب لبنان في نهاية العام 2026، أم أنّها مجرّد محطةٍ مؤقّتةٍ في مسارٍ طويلٍ يجمع بين التّهدئة والتّوتّر في الوقت نفسه؟ حين يجلس الممثّلون المدنيّون إلى جانب العسكريّين حول طاولة «الميكانيزم»، أليس في هذا المشهد إشارةٌ إلى انتقالٍ من منطق الدّوريّات العسكريّة إلى منطق إدارة الهدنة سياسياً؟ وهل يمكن لهذه القاعة الصّغيرة على شاطئ البحر الجميل أنْ تكون مكاناً تُزْرَعُ فيه بذور ترتيباتٍ أمنيّةٍ وسياسيّةٍ تفوق حجمها الجغرافيّ بكثير؟

800-8.jpg
Avatar18005/12/2025

يقول الكاتب الإسرائيلي تسفي برئيل في مقالة له في صحيفة "هآرتس"، أمس (الأربعاء) إن موافقة لبنان على تعيين الديبلوماسي اللبناني السابق سيمون كرم رئيساً للوفد اللبناني المفاوض في لجنة "الميكانيزم" والانخراط من خلالها بمفاوضات سياسية مع إسرائيل "جاءت بعد أن أصبح تهديد توسيع الحرب ملموساً وفورياً، وإلى جانبه ضغط ديبلوماسي كبير مارسته الولايات المتحدة على لبنان. وفي المقابل، مارست دول عربية، وعلى رأسها السعودية ومصر وقطر، ضغطاً على واشنطن لتهدئة إسرائيل". وفي ما يلي النص الكامل للمقالة كما ترجمتها "مؤسسة الدراسات الفلسطينية".

750-2.jpg

تحوّل لبنان بكل طوائفه وأحزابه وسلطاته التشريعية والتنفيذية إلى حمّام سلام أبيض للترحيب بالبابا لاوون الرابع عشر الأميركيّ الأصل، وذابت الفوارق بين القوى المتناحرة وعمّ الوئام والسلام بينها، وكأن لا صراع ولا متصارعين.

800-5.jpg

أصبح استهداف منشآت الطّاقة في الشّرق الأوسط اليوم أداةً رئيسيّةً في الصّراع الجيوسياسيّ بين المحاور المتنافسة، ومن هذا المنطلق يثير الهجوم على حقل كورمور للغاز في إقليم كردستان العراق، المنسوب غالباً إلى إيران، سؤالاً عن صلته بما يواجهه حزب الله في جنوب لبنان مع إسرائيل؛ فرغم أنّ هذا الربط يبدو للوهلة الأولى متكلّفاً أو بعيداً، فإن التمعّن في طريقة عمل ما يُسَمَّى بـ«محور المقاومة» والعقيدة التي تُعْرَفُ بـ«وحدة السّاحات» يبيّن أنّ ما يجري في كورمور وما يدور حول حزب الله يتحرّكان في الأغلب ضمن معادلةٍ استراتيجيّةٍ واحدةٍ، وعليه فإنّ أيّ حديثٍ عن «الهجوم الأخير في تشرين الأوّل\ نوفمبر 2025» يبقى في إطار القراءة والتّحليل على ضوء هذا النّمط، لا في إطار توثيق واقعةٍ بعينها.

750-1.jpg

في الاقتصاد، تتقد الشرارة الأولى حين يتحرّك العمل داخل مجتمع يفتح أبوابه للسلعة ورأس المال، فيتشكّل تاريخٌ يمتد من معامل القرن الثامن عشر حتى مصارف القرن الحادي والعشرين. عند هذا الامتداد يُطلّ آدم سميث بروح السوق الحرّة وتخصّص العمل، ويقترب منه كارل ماركس عبر تحليلٍ عميق لديناميات الإنتاج وتحوّل القيمة. يلتقي الاثنان عند فكرة أنّ العامل هو قلب الاقتصاد وأنّ الإنتاج هو الطريق الذي يسمح للمجتمع بالازدهار، ثم تتسع الفجوة بينهما مع اختلاف الرؤية حول توزيع الثروة. ومع تطوّر العالم الرقمي تُشرق منطقة ثالثة لم تظهر في حسابات الرجلين: المال غير الملموس، والربح السريع، والشركات التقنية التي تصنع ثروات عبر برمجيات لا وزن لها إلا عبر أثرها.