في قلب القارة التي وُلدت فيها الفلسفة الحديثة، يتأمل العقل الأوروبي ذاته كمن ينظر إلى نهرٍ جفّ ماؤه وبقيت فيه الحجارة شاهدة على زمنٍ كان مفعماً بالضوء.
في قلب القارة التي وُلدت فيها الفلسفة الحديثة، يتأمل العقل الأوروبي ذاته كمن ينظر إلى نهرٍ جفّ ماؤه وبقيت فيه الحجارة شاهدة على زمنٍ كان مفعماً بالضوء.
عندما أوشكت الحرب العالمية الأولى أن تُحسم، بدأت سيناريوهات تقسيم المنطقة وتقاسم النفوذ فيها تطرح نفسها على المنتصرين. فى العام (1916) وُقِّعت اتفاقية «سايكس – بيكو» بين بريطانيا وفرنسا لوراثة الإمبراطورية العثمانية الغاربة. وفى (2) نوفمبر/تشرين الثاني من العام التالى (1917) أصدر وزير الخارجية البريطانى «أرثر بلفور» وعدًا يقضى بـ«إنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين».
العالمُ تحت وطأةِ الحرب. كلُّ الكوكبِ شرقاً وغرباً يمرُّ بلحظةِ اشتعالٍ. تتسابقُ الصراعاتُ الاقتصادية ُتحت مِظلَّةِ الاستعداداتِ العسكرية. النِقاطُ الساخنةُ كثيرةٌ: الساحةُ الأوكرانيّةُ حيث الحربُ الروسيةُ – الأطلسية. ساحة ُغزَّةَ التي تختصِرُ كُلَّ القضيةِ الفِلسطينية. ساحةُ إيرانَ التي تتحضَّرُ بجِديّةٍ عاليةٍ لاحتمالِ حربٍ جديدةٍ عليها.
عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد أربع سنوات من الملاحقات القضائية والجدل السياسي. عودةٌ لم تكن ممكنة لولا ضعف منافسه جو بايدن (قبل أن يُقرّر في ربع الساعة الأخير الإنسحاب لمصلحة كاميلا هاريس) من جهة وصدى محاولة الاغتيال الفاشلة التي أسهمت في حسم النتائج من جهة ثانية..
أحسب أن حركة حماس كانت تُدرك أنها قامت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بعملية عسكرية غير مسبوقة، لكنها ربما لم تكن تملك تقديراً دقيقاً لحجم وأثر عملية "طوفان الأقصى" ولعلها فوجئت بمفاعيلها على الأقل، الأمر الذي حملني على وصفها بـ"دوسة في بيت نمل". ولعل أفضل وسيلة لقياسها حجماً وتأثيراً تكمن في مقارنتها بعمليات سابقة أدت إلى حروب شاملة.
فى أعقاب اغتيال الناشط اليمينى تشارلى كيرك قبل أسابيع، كثف الرئيس دونالد ترامب محاولاته ليتحول من كونه مجرد زعيم سياسى جمهورى دخل التاريخ من أوسع أبوابه بانتخابه مرتين غير متتاليتين للبيت الأبيض، إلى كونه زعيم تيار مسيحى يمينى عالمى تتخطى حدوده حدود الدولة الأمريكية.
أيام تاريخية تلك التي نعيشها، كل يوم يمر علينا يترك وراءه علامة جديدة على أن "النظام" العالمي كما "النظام" الإقليمي العربي، انتقل خلال اليوم درجة أو درجات نحو هاوية وفي أحسن الأحوال نحو فوضى أشمل وأوسع مجالاً وأكثر تنوعاً.
باشر الأوروبيون، أمس (الأربعاء) بمناقشة مشروع إقامة جدار لصد المُسيّرات الروسية على طول الحدود الشرقية لدول الإتحاد الأوروبي بكلفة تتراوح بين 7 و10 مليارات يورو من دون أن يكون هناك اتفاق مكتمل حول جدوى هذا المشروع وفاعليته.
إذا نجحت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الساعات المقبلة في فرض تصورها لوقف النار وانهاء حرب غزة، فإن بنيامين نتنياهو سيخرج هذه المرة من البيت الأبيض ليجد أمامه رزمة من التحديات الداخلية، عنوانها الأبرز عجزه عن تحقيق ما يُسمى "النصر المطلق"، ويبقى العنصر الحاسم هو حجم التأثير المتبادل بين اللاعبين، من جانب قدرة الولايات المتحدة على فرض رؤيتها، وحساسية مصالح نتنياهو السياسية ومصالح شركائه الأيديولوجيين وخططهم لمستقبل القطاع. وفي حال قررت واشنطن المضيَّ قدمًا، ستكون لها الكلمة الفاصلة في تحديد مصير المبادرة ومستقبل قطاع غزة.
لم يكن سؤال الدور الصينى ومستقبله فى بنية النظام الدولى جديدا، أو مستجدا. إنه سؤال ضاغط بقدر وطأة افتقاد التوازن فى العلاقات الدولية. يطرح نفسه من وقت لآخر كلما طرأ تطور جوهرى، أو رمزى، يومئ إلى تحول ما محتمل فى العلاقات الدولية. السؤال طرح نفسه مجددًا بإلحاح ظاهر إثر استعراض القوة العسكرية الصينية فى قلب أشهر ميادين العاصمة بكين «تيان آن مين».