لم تشغل قضايا السياسة الخارجية إلا حيزاً ضئيلا من كل المناظرات الرئاسية التى جمعت الرئيس السابق دونالد ترامب سواء بجو بايدن أو خليفته كامالا هاريس. ويتفق هذا مع القول الشهير إن كل السياسات محلية، بل ومحلية جدا فى الحالة الأمريكية.
لم تشغل قضايا السياسة الخارجية إلا حيزاً ضئيلا من كل المناظرات الرئاسية التى جمعت الرئيس السابق دونالد ترامب سواء بجو بايدن أو خليفته كامالا هاريس. ويتفق هذا مع القول الشهير إن كل السياسات محلية، بل ومحلية جدا فى الحالة الأمريكية.
على العكس من الرئيس جو بايدن، لا تملك المرشحة الديمقراطية للرئاسة، كامالا هاريس، خبرة أو معرفة عميقة بالقضايا الدولية، ومنها قضايا الشرق الأوسط. وعلى العكس أيضا من جو بايدن، الذى قضى ما يقرب من نصف قرن بين دهاليز السياسة الخارجية سواء فى البيت الأبيض، أو قاعات لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، قضت هاريس فقط ثلاثة أعوام ونصف العام فى البيت الأبيض تستمع وتشارك وتخطط لتنفيذ السياسة الخارجية التى يختار بايدن عناوينها الكبيرة، واتجاهاتها العامة.
يُظهِر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، منذ فترة، وَلَعاً بالخرائط لدعم وجهات نظره حول محور فيلادلفيا، الذي ذهب بعيداً في رفع مستوى أهميته إلى درجة "الضرورة الوجودية" التي لا تضاهيها ضرورة أخرى، حتى ولو ارتبط الأمر مثلاً بمصير ما تبقى من أسرى إسرائيليين لدى حركة "حماس".
يتردد الآن بين الجالية العربية والإسلامية الأمريكية المقولة التالية «إذا عُرض على الناخبين الأمريكيين العرب والأمريكيين المسلمين أن يختاروا بين مرشحيْن؛ أحدهما سيمنع أقاربهم وجيرانهم وأصدقاءهم من القدوم إلى الولايات المتحدة، أو آخر أظهر لامبالاة بقتلهم ولا يزال يدعم شن إسرائيل إبادة جماعية على أهاليهم، فمن سيختارون»؟
الأسئلة والتساؤلات ذاتها ما زالت مطروحة، عند جميع المعنيين من أطراف وقوى دولية وإقليمية فيما يتعلق بمسار التطورات والسيناريوهات المحتملة بعد أشهر عشرة ونيف من حرب غزة التى تبدو أنها مفتوحة فى الزمان، ولو أنها حتى الآن محاصرة نسبيا فى المكان.
في ظل المناخات المتضاربة التي رافقت انتهاء جولة مفاوضات الدوحة الأخيرة برعاية أمريكية قطرية مصرية وفي انتظار الجولة المقبلة المقررة في القاهرة، الأسبوع المقبل، يستمر السؤال ذاته: هل يُبادر كلٌ من حزب الله وإيران للرد على اغتيال القيادي الكبير فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية وزعيم حركة حماس إسماعيل هنية في طهران، بين الجولتين، أم يستمرا بتأجيل ردهما.
شهدنا فى الأيام الأخيرة ثلاثة تطورات هامة تتعلق بالحرب الدائرة التى دخلت شهرها العاشر. الحرب التى بدأت بالغزو الإسرائيلى لغزة ثم توسعت بالجغرافيا والقوة القتالية والأطراف والأهداف، بخاصة على الجبهة اللبنانية، مع استراتيجية «وحدة الساحات» كرد على الحرب الإسرائيلية على غزة.
تعمل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تحت ضغط عامل الوقت من أجل التوصل إلى الاتفاق الثلاثي، الذي يشمل ضمانات أمنية للسعودية ضمن مسار أوسع يوصل إلى التطبيع بين الرياض وتل أبيب، ووقف الحرب في غزة وفتح أفق سياسي أمام الفلسطينيين.
خلقت عملية "طوفان الأقصى"، وما تبعها من عدوان إسرائيلى مستمر على قطاع غزة، واقعا جديدا لا يعرف أحد شكله النهائى. ودفع ذلك بالعديد من الدوائر الأمريكية للتأكيد على أنه ليس من السابق لأوانه التفكير فى «اليوم التالى» للحرب فى غزة. وتتنوع أهداف الجهود البحثية الأمريكية من خلال طبيعة الجهة البحثية، وهوية العاملين فيها ومصادر تمويلهم، وتوجهاتهم الأيديولوجية.
ذهب البعض لتفسير رّد إيران على الاعتداء الإسرائيلي على قنصليتها في دمشق بالتحليل أنّه رد المضطر وذهب آخرون إلى القول إنّه ردّ المنتظر المترّقب للفرصة بغية خلق وقائع مختلفة وإنشاء مسار جديد.