مع مرور عشرة أيام على حرب غزة، تتعالى يومياً الأصوات الإسرائيلية الداعية إلى إعتراف تل أبيب بأن ما حقّقه جيشها هو أقصى ما يمكن تحقيقه في هذه "الحرب الخاسرة"، وبالتالي عليها أن تبادر إلى وقف الحرب من جانب واحد!
مع مرور عشرة أيام على حرب غزة، تتعالى يومياً الأصوات الإسرائيلية الداعية إلى إعتراف تل أبيب بأن ما حقّقه جيشها هو أقصى ما يمكن تحقيقه في هذه "الحرب الخاسرة"، وبالتالي عليها أن تبادر إلى وقف الحرب من جانب واحد!
صاعق التفجير للحرب الإسرائيلية الدائرة والمتصاعدة ضد الشعب الفلسطينى يكمن فى محاولة السلطات الإسرائيلية إخلاء حى الشيخ جراح فى القدس من سكانه الفلسطينيين. ويندرج ذلك فى سياسة تهويد القدس وتوحيدها باعتبارها «العاصمة الأبدية» لإسرائيل، وهذا ما يشكل خرقا فاضحا لجميع القرارات الدولية ذات الصلة.
كان المطلوب من إخلاء حي الشيخ جرّاح في القدس أن يكون خطوة في مسار تكريس سطوة إسرائيل على المدينة المقدسة فأصبح فاتحة مسار مختلف مع "حرب القدس" التي بادرت إليها المقاومة في غزة وما زالت متحكمة بمسارها حتى الآن.
بعد (73) عاما على نكبة (1948) تؤكد الحقائق الرئيسية نفسها على مسارح الصراع العربي – الإسرائيلي باتساع فلسطين التاريخية.
في مقال نشرته مجلة "فورين أفيرز"، يحلّل الديبلوماسي الأميركي مارتن إنديك (*) المقاربة المعتمدة من قبل إدارة الرئيس جو بايدن للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، والذي يتأرجح بين التجاهل والتدخل الخجول، ليخلص إلى أن التصعيد الحالي قد يشكل فرصة لكي تستعيد الولايات المتحدة حضورها لحل الصراع، برغم التعقيدات التي أفرزتها السنوات الماضية والتي يمكن أن تفرزها الحرب الحالية.
في مقال نشرته صحيفة "هآرتس"، يحاول محمد شحادة، وهو كاتب تم تعريفه على أنه "ناشط في المجتمع المدني من قطاع غزة وطالب دراسات التنمية في جامعة لوند بالسويد"، رصد المكاسب التي حققتها حركة "حماس" من الحرب الدائرة حالياً في فلسطين، بجانب مكاسب موازية يمكن أن يحققها بنيامين نتنياهو في سياق دوامة تشكيل الحكومة الإسرائيلية. ومع ذلك، يرى الكاتب أن العنصر الأخطر في ما يجري اليوم هو الوقت، فكلما امتد الصراع حاصداً مزيداً من المدنيين كلما ذهبت الأمور إلى نقطة اللاعودة.
أعطى دخول المُسيرة الانتحارية من طراز "شهاب" معركة "سيف القدس"، وإستهداف "حماس" منصة غازية إسرائيلية بحرية قبالة ساحل شمال غزة، ثم مصنعاً للكيماويات في "نير عوز" في صحراء النقب، بُعداً ردعياً جديداً للمعركة التي تخوضها المقاومة الفلسطينية في غزة، لا سيما إذا إستخدمت "تقنية السرب" مستقبلاً.
"أتمنّى أن أستيقظ يوما من النّوم فأرى غزّة وقد ابتلعها البحر"، كلام قاله رئيس وزراء إسرائيل الراحل إسحق رابين يدلّ بصدق عن الصداع الإستراتيجيّ المتكرّر الذي تسببه غزة لإسرائيل. لكن لماذا؟
يحاول بنحاس عنباري المحلل في "مركز القدس للشؤون العامة والسياسة"، أحد مطابخ السياسات الإسرائيلية، وضع أحداث القدس في قالب مختلف، جوهره الإضاءة على التناقضات داخل المجتمع الفلسطيني. ماذا تضمنت مقالة عنباري؟
قارب المحلل العسكري في "هآرتس" عاموس هرئيل أحداث القدس المتدحرجة، وخلص إلى أن مسار الأمور يذهب نحو مواجهة عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة. ماذا تضمنت مقالة هرئيل؟