حميدتي Archives - 180Post

sluder.jpg

شهدت الحركة الإسلامية وتنظيماتها السياسية في السودان العديد من الانشقاقات والمسميات منذ تكوينها الباكر في عهد الرشيد طاهر بكر وعلي طالب الله إلى عهد الدكتور حسن الترابي وقيادته للحركة الاسلامية عبر "جبهة الميثاق"، واستقلالها عن تنظيم الإخوان المسلمين في مصر بقيادة حسن البنا وسيد قطب؛ إلى أن تقوقعت الحركة الإسلامية حول نفسها تحت لافتة "الجبهة الإسلامية القومية" استعداداً للانقضاض على الحكومة في عهد الصادق المهدي وهو ما حدث في الثلاثين من يونيو/حزيران 1989.

walid.jpg

ما يصنع المسافة الكبيرة بين أطروحات الدكتور الوليد آدم موسى مادبو، المهندس والفقيه والأكاديمي والمثقف الرفيع، وبين صداها المرتبك في الشارع الثقافي والفكري والسياسي السوداني، أنه يُطل على القضايا التي يتناولها من مكان عالٍ يعجز معه من يوافقونه أو يخالفونه الرأي، في القدرة على النظر إلى التفاصيل التي يحشدها على طاولة البحث والتشريح قبل أن يصل إلى خلاصات مُبهرة أو مُذهلة أو صادمة في كثير من الأحيان.

سلايدر-7.jpg

عند كل مرحلة إقليمية فارقة تعود الأطراف الإقليمية لترداد سردية واحدة وهي عودة "الإسلام السياسي" للمشهد من رحم التحول أو الحدث المفاجئ وغير المتوقع، وهذا الحديث يعيد النقاشات في أروقة متعددة، مراكز صنع القرار ودوائر الاستخبارات وتتلقفه مراكز الدراسات والأبحاث العالمية والعربية، لتعيد فتح فصول نقاشه من جديد.

احمد-الدعاك.jpg

أما وقد وقعت الواقعة، فالسودان اليوم في مفترق طرق، إما انزلاق تام في هوة الفوضى والضياع، أو انتزاع عصي لنشأة مستأنفة من براثن المستحيل. وكلا الخيارين يعتمدان في الأساس على الكيفية التي ستنتهى بها الحرب، وهي واحدة من احتمالات ثلاثة:

سلايدر.jpg

برغم الهدن المتكررة بين طرفي الصراع السوداني منذ اندلاعه، في أواسط أبريل/نيسان الماضي، حتى الآن، إلا أن أياً منها لا يؤسس لوقف دائم لإطلاق النار. وبعد أن كانت سمة المعارك تَركُّزها في العاصمة الخرطوم، بمدنها الثلاث، إلا أن وتيرة تمددها نحو الأطراف مثل دارفور والجنينة ونيالا والأُبيِّض تتسارع مع احتمال توسُّعها إلى مناطق جديدة، ما يعني أن الصراع قابل للتمدد أكثر فأكثر كلما طال أمد معارك العاصمة.

FREE-780x470-1.jpg

لم يكن أكثر المتفائلين من السودانيين يتوقع أن تتأخر المواجهة العسكرية بين أفراد قوات الدعم السريع وبين الجيش منذ تأسيس مليشيات الدعم السريع في غرب السودان على يد الرئيس المعزول الجنرال عمر البشير في العام 2003م لمواجهة الحركات المسلحة هنالك، برغم وجود الجيش في تلك المناطق، وهو خطأ استراتيجي بكل تأكيد لم يتحسّب له البشير.

بوتين-وبريغوجين.jpg

التمرد المسلح لقائد مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين، يُعيد خلط أوراق الحرب الروسية-الأوكرانية، كما أوراق الداخل الروسي، ويضع الجيش الروسي في حالة إرباك وصدمة، كما أنه يُضَيّق خيارات الرئيس فلاديمير بوتين، الذي بات يتعين عليه الآن مواجهة تمرد داخلي غير مسبوق منذ أكثر من ثلاثة عقود، بينما يضغط الجيش الأوكراني بهجومه المضاد على الجبهات المشتعلة.    

برهان-وحميدتي.jpg

بعد  حوالي الشهرين على الحرب غير المسبوقة في الخرطوم وما تعرض له المواطنون من جرائم قتل، واختطاف، وتعذيب، واغتصاب، وانتهاك للحرمات، ونهب وسرقات، وحصار ونزوح إلى الداخل والخارج بمئات الآلاف إن لم يكن بالملايين، وتدمير معظم المنشآت المدنية ومؤسسات الدولة، فإنه يصعب العثور على شخص واحد من مواطني الخرطوم يرفض تحقيق انتصار حاسم للجيش على قوات الدعم السريع (ق د س) المتمردة سوى القائد العام للجيش نفسه، الفريق أول عبد الفتاح البرهان!

Sudan.jpg
منى فرحمنى فرح10/06/2023

خلال العام الماضي، تركز اهتمام العالم على الحرب الروسية الأوكرانية والتصعيد بين الولايات المتحدة والصين بشأن تايوان؛ وهي نقاط اشتعال من شأنها أن تؤدي إلى مواجهة مباشرة بين القوى الكبرى أو حتى إلى حرب نووية. لكن القتال الدائر في السودان أيضاً حدثٌ من شأنه أن يُشعل موجة حروب مدمرة وحقبة جديدة من عدم الاستقرار والفتن في إفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا، بحسب "فورين أفيرز"(*).