يتصرف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وكأن سوريا هي حبل النجاة له. الإنفتاح على دمشق وليد مصلحة أكثر منه نتيجة ضغوط روسية، أو مناورة يراد منها إرغام الولايات المتحدة على تغيير سياستها حيال أكراد سوريا.
يتصرف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وكأن سوريا هي حبل النجاة له. الإنفتاح على دمشق وليد مصلحة أكثر منه نتيجة ضغوط روسية، أو مناورة يراد منها إرغام الولايات المتحدة على تغيير سياستها حيال أكراد سوريا.
أسدل العام الماضي الستار على أكبر تحول في التوازنات الدولية منذ إنتهاء الحرب الباردة وتفكك الإتحاد السوفياتي وقيام نظام عالمي جديد أحادي القطبية تقوده الولايات المتحدة. حاولت روسيا في أوكرانيا أن تعيد كتابة التاريخ بتأسيس نظام متعدد الأقطاب يرث أميركا مهتزة من الداخل، وتجرجر أذيال الخيبة من أطول حرب في أفغانستان.
تحت طبقة الحفاوة التي أحيطت بها زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لواشنطن وخطابه أمام الكونغرس، وازنت الولايات المتحدة بعناية، بين حدود الدعم العسكري والمالي المقدم إلى أوكرانيا، وحدود عدم الوصول إلى صدام مباشر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.
أدّت الحرب الأوكرانية إلى حالة استقطاب دولي، لم نشهد مثيلاً لها منذ الحرب العالمية الثانية، ما زاد من المسافة بين الشرق والغرب، ودفع إلى مزيد من التحولات المتسارعة، بما يمكن أن تمثله نتائج الحرب في أوكرانيا، والتي يمكن أن تدفع بها نحو تجاوز الحدود، خارج ساحة الصراع الحالية.
تاناتورن جوانجرونجروانجكت Thanathorn Juangroongruangkit، هو ملياردير تايلاندي معارض؛ ورث ثروته عن أبوين ثريين؛ صاحب أكبر شركة تايلاندية لصناعة قطع غيار السيارات The Summit Group؛ يُروّج له مؤخراً على أنه الوجه التقدمي الأبرز في صف معارضة نظام الحكم الانقلابي بتايلاند.
تتمدد الحرب الأوكرانية فى الزمن.. والاستنزاف المتبادل أخذ مداه على جانبى الصراع الدامى دون أفق سياسى مؤكد يضع حداً لحرب المنهكين. احتمالات التفلت عن أى قيد واردة، فلا قواعد اشتباك تضمن ألا يستخدم السلاح النووى بذريعة أو أخرى، أو تمنع من امتداد النطاق الجغرافى للمواجهات إلى دول ثانية فى قلب القارة الأوروبية.
من المؤكد أن الرئيس الأميركي جو بايدن كان يتمنى ألا يضطر إلى الرد علناً على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بالنسبة إلى هوية الصاروخ الذي سقط على قرية بولندية حدودية ليل الثلثاء الماضي، في وقت كان يتمسك الأخير بمقولة أن الصاروخ روسي الهوية وأن لا علاقة له بصواريخ الدفاع الجوي الأوكرانية، في تناقض صارخ مع إستنتاجات حلف "الناتو".
في الثاني من آذار/مارس الماضي، وبعد أسبوع واحد من إطلاق الرئيس فلاديمير بوتين "العمليات العسكرية الخاصة" في أوكرانيا، كتبتُ "هل أخطأ بوتين في حساباته"، وفي التاسع من الشهر نفسه، أتبعتُ المقالة الأولى بثانية عنوانها "عقدة أوكرانيا على أبواب الكرملين" تمحور مضمونها حول استدعاء النموذج الأفغاني إلى أوكرانيا وإصرار الغرب على الحؤول دون أن تحقق روسيا انتصاراً عسكرياً على أبواب حلف "الناتو" في أوروبا الشرقية.
تقف الحرب الروسية - الأوكرانية عند منعطف خيرسون. الإنسحاب الروسي من المدينة، الذي بدا لغزاً للكثيرين في توقيته ودوافعه يقود إلى خيارين: إما نقل الهجوم الأوكراني إلى القرم أو فتح الباب أمام ولادة تسوية في الشهر التاسع من الحرب.
لا شك أن الحرب الروسية في أوكرانيا خلقت مزيداً من الارتباك السياسي في عالمنا العربي الذي لا ينقصه ارتباك، ذلك أن المنطقة إعتادت على زمن الأحادية القطبية طوال ثلاثة عقود من الزمن، حيث يكون الأميركي هو الآمر والناهي، لكن الآن بدأت الصورة تختلف.