إنتهت مشاورات التكليف والتأليف. سعد الحريري "الجديد"، يواجه إختبار رابع حكومة يؤلفها، هي الثالثة برئاسته في عهد ميشال عون. لا بأس في سرد عدد من الملاحظات على هامش التكليف والتاليف.. وما بينهما من توليف!
إنتهت مشاورات التكليف والتأليف. سعد الحريري "الجديد"، يواجه إختبار رابع حكومة يؤلفها، هي الثالثة برئاسته في عهد ميشال عون. لا بأس في سرد عدد من الملاحظات على هامش التكليف والتاليف.. وما بينهما من توليف!
قبل سنة تماماً، غادر سعد الحريري مبنى السراي الفخم في قلب بيروت، التي رممها والده الراحل الرئيس الشهيد رفيق الحريري من ضمن خطة لإعادة إعمار العاصمة التي تحتل قلبها السراي: المقر الرسمي لرئيس الحكومة في لبنان.
تُعتبر قضية رفع الدعم جزئياً أو كلياً عن المحروقات والأدوية والطحين وحوالي 300 سلعة غذائية في لبنان، سياسية بامتياز، برغم انشغال الكثيرين في هذه الأيام بتقنيات ذلك الدعم وأرقامه ومآلات المس به.
إنه سعد الحريري الثالث. نسخة لا تنعتق من سابقتيها ولكن الأهم فيها أنها تضع هذا الزعيم السياسي على سكة لبنانية أكثر رحابة، لا سيما عندما تضيق الخيارات الإقليمية والمحلية، فلا يكون مُحرجاً بحليف أو صديق أو ديوان. لنقرأ سوية مضمون إطلالة سعد الحريري مع الزميل مارسيل غانم ضمن برنامج "صار الوقت" ليل الخميس الماضي.
لم تأت دعوة الرئيس اللبناني ميشال عون إلى الإستشارات النيابية الملزمة يوم الخميس في 15 تشرين الأول/أكتوبر، لتكليف رئيس جديد للحكومة اللبنانية، في سياق تفاهم سياسي مع أي طرف سياسي داخلي أو خارجي.
مع الإعلان رسمياً من نيويورك وبيروت وواشنطن وتل أبيب عن التوصل إلى إتفاق ـ إطار إيذاناً بإنطلاق مفاوضات قريبة بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية، برعاية دولية مزدوجة (الأمم المتحدة والولايات المتحدة)، يكون لبنان قد أدى قسطه للعلى مع دونالد ترامب.
لا أحد من السياسيين يقيم وزناً للناس. تدهور دراماتيكي متسارع في أوضاع اللبنانيين الإقتصادية والإجتماعية (تضخم، إنهيار قدرة شرائية، إزدياد معدلات الفقر والهجرة والبطالة والإنتحار إلخ). مسار سيتفاقم مع التوقف عن دعم مواد أساسية (محروقات، أدوية ومواد غذائية)، وكذلك مع تفاقم كورونا وإحتمال إنهيار القطاع الصحي، فيكون البلد على موعد قريب مع متفجرة صحية ـ وبائية كارثية جديدة؟
هبة ساخنة وهبة باردة. هذا هو حال مسار تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة. مصطفى أديب يبقى مُكلفاً، لكن التأليف يحتاج إلى قرار دولي، ولا يبدو أنه بات متوافراً حتى الآن.
برغم مناخ التأليف الحكومي، على إيقاع المبادرة الفرنسية، هناك ما يستدعي التدقيق والتحليل: علاقة سعد الحريري بالسعودية. هذا العنوان له ما قبله، وله حتماً ما بعده.
إنتهت الإستشارات النيابية الملزمة قبل أن تبدأ. مصطفى أديب هو الشخصية التي ستكلف غداً (الإثنين) بتأليف الحكومة اللبنانية الجديدة. من هو أديب وهل سينجح في التأليف؟