لمرتين متتاليتين أعلنت الحقائق نفسها مجددًا فى الحرب على غزة، طبيعتها وأطرافها المتورطة فى أبشع الجرائم الإنسانية وأكثرها تنكيلًا بأى معنى سياسى وأخلاقى.
لمرتين متتاليتين أعلنت الحقائق نفسها مجددًا فى الحرب على غزة، طبيعتها وأطرافها المتورطة فى أبشع الجرائم الإنسانية وأكثرها تنكيلًا بأى معنى سياسى وأخلاقى.
سؤالان لا ثالث لهما يترددان منذ لحظة الإعلان عن سقوط زعيم حركة "حماس" يحيي السنوار في اشتباك مع الجيش الإسرائيلي في تل السلطان بمنطقة رفح جنوب قطاع غزة: هل يُوقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحرب، أم يواصل السياق التصعيدي في القطاع ولبنان والشرق الأوسط؟
تتواتر مقدمات وشواهد أننا بقرب عمليات عسكرية إسرائيلية واسعة على الجبهة اللبنانية قد تنزلق بالتداعيات إلى حرب إقليمية مدمرة.
لم يستفق بعد المراقبون من صدمة حصول "جبهة العمل الإسلامي" على 32 مقعداً من أصل 138 مقعداً في الانتخابات البرلمانية الأردنية التي جرت قبل يومين مقارنة بحصولها على خمسة مقاعد في العام 2020.
بينما كانت الأوساط السياسية تترقّب مالآت الجبهة اللبنانية منذ أن نفّذ حزب الله ردّه العسكري في ٢٥ آب/أغسطس الماضي، انتقل العدو الإسرائيلي إلى جبهة الضفة الغربية، وهي جبهة مفتوحة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلّا أنّ تركيز الإعلام على هذه الجبهة لم يكن بمقدار تركيزه على غزة، كون الأخيرة شهدت مجازر مروعة تكاد تكون الأكثر دموية منذ الحرب العالمية الثانية.
عقب إنشاء "دولة إسرائيل" اندلعت حرب أهلية قصيرة بين الميليشيات الصهيونية لتوحيدها ضمن كيان واحد بشرعية وسلطة واحدة، عُرف لاحقًا بـ"جيش الدفاع الإسرائيلي".
إسرائيل تنهار وينتظرها مستقبل مظلم بسبب الحرب على غزَّة والأزمة القضائية التي سبقتها. وما لم تُسارع للتوصل إلى تسوية عادلة ودائمة مع الفلسطينيين، وتلتزم بالقانون الدولي وبالقيم الإنسانية، وتتعاون مع ما تبقى من اليسار السياسي والأحزاب العربية الإسرائيلية "فإنها تتحول إلى دولة تُدمر نفسها بنفسها تلوح في أفقها حربٌ أهلية، بعدما أصبحت شبه منبوذة ومعزولة"، بحسب تقرير نشرته مجلة "فورين أفيرز" للأكاديميين الأميركيين اليهوديين: إيلان ز. بارون، و إيلاي ز. سالتزمان (*).
أحدث خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأخير حالة من الإسترخاء لدى جمهوره، الذي بدا أكثر إطمئناناً من أي وقت مضى إلى أن رد المقاومة على استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت وأحد رموز حزب الله والمدنيين الأبرياء، لن يمر من دون عقاب، لكن ليس بالضرورة أن يأخذ المنطقة إلى حرب شاملة، لا يرغب حزب الله بها برغم استعداده لها.
برغم تصاعد الحديث عن وجود "فرصة جدية" لإبرام صفقة تؤدي إلى هدنة مستدامة في قطاع غزة، ثمة خشية من أن يبادر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تطيير "الفرصة" سعياً منه إلى كسب وقت إضافي يحاول من خلاله فرض وقائع جديدة.
تتناثر نذر الحرب على لبنان، كأنها مقدمات لحرب إقليمية واسعة عواقبها «مدمرة» على ما يقول الأمريكيون. وحسب الجيش الإسرائيلى فإن قواته استكملت جاهزيتها والخطط العملياتية جرى التصديق عليها بانتظار أمر الهجوم الواسع على جنوب لبنان.