
تراجعت حظوظ التفاهمات السياسية في الشمال السوري جرّاء اصطدامها بخلافات اللاعبين في ما بينهم، مفسحةً المجال أمام عودة التصعيد العسكري إلى واجهة المشهد من جديد.
تراجعت حظوظ التفاهمات السياسية في الشمال السوري جرّاء اصطدامها بخلافات اللاعبين في ما بينهم، مفسحةً المجال أمام عودة التصعيد العسكري إلى واجهة المشهد من جديد.
نشر المحلل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية رون بن يشاي ما أسماها خطة وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد نفتالي بينت "لإخراج القوات الإيرانية من سوريا"، وهو سيعرضها قريبا على المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، ولو أنها لا تحتاج إلى موافقة الحكومة الإسرائيلية "لأنها لا تؤدي إلى حرب"، بل تتضمن "هجمات عسكرية عنيفة" بدلا من إعتماد "سياسة الكبح". ويعتقد بينت أنه "توجد اليوم نافذة فرصة استراتيجية لانتهاج سياسة عنيفة ضد إيران في سوريا. هذه النافذة نشأت نتيجة الاحتجاجات الاقتصادية في إيران نفسها، وفي العراق ولبنان".
ورث أبو إبراهيم الهاشميّ تركة ثقيلة عن سلفه أبي بكر البغدادي. وكأنّ قدر أيّ زعيم جديد للتنظيم المطارد دولياً، أن يستلم مهامه بينما تمر جماعته بأحلك الأوقات عسكرياً وأمنياً. فكما تحمّل البغدادي عام 2010 تبعات الهزيمة المدويّة التي لحقت بـ "دولة العراق الاسلامية" على يد "الصحوات" وبدعم أميركي آنذاك، ها هو الهاشميّ يجد نفسه – بعد شهر من مقتل البغدادي- في موقف أصعب وأكثر تعقيداً، ليس لأنه يتزعّم التنظيم وهو لا يملك أية مساحة من الأرض، بل لأن الميدان الذي يمكن أن ينشط فيه أصبح مزدحماً بقوات جيوش تابعة لدول متنافسة، ما يجعل العمل محفوفاً بتعقيدات ومخاطر لم تكن في الحسبان.
تشهد المنطقة تغيرات كبرى تدفع بلاعبين كبار إلى إعادة رسم السياسات، لعل أبرز تجلياتها الانكفاء الاميركي عن الانغماس المباشر في المعارك العسكرية، والتحول نحو أدوات جديدة (القوى الناعمة) لخوض الصراعات. ثمة من يرى في ما يجري في العراق وجهاً من وجوه هذا التحول. فما هو موقع العراق في خريطة الصراعات الجيوسياسية في المنطقة؟
في وقت تنطلق فيه الجولة الثانية من أعمال اللجنة الدستورية المصغرة في جنيف وسط توقعات بأن ترتفع سخونة النقاشات، تتلبّد بالموازاة أجواء المشهد الميداني في الشمال السوري، بشقيه الغربي والشرقي، بنذر التصعيد العسكري.
ليس السؤال لماذا يثور الشباب العربي اليوم، وانما لماذا تأخرت ثورته حتى الآن؟ كل شيء في هذا الوطن العربي الكبير يثير الغضب والنقمة ويحث على التمرّد والثورة: الفقر، البطالة، الأمية، الفساد، انعدام الأفق، وأبواب مخلّعة تدخل منها كل رياح الفتن في مجتمعات مفكّكة أخضعها القمع المتلطّي خلف أوهام ايديولوجية، ونهشها التهييج الطائفي والمذهبي، فقُتلت فيها كل المشاريع التنويرية وماتت الأحزاب فوق شعارات جوفاء. لكن هل كل ما يحدث بريء؟
ما أن بدأ الضباب بالانقشاع عن خلفيات القرار الأميركي بالانسحاب من شمال شرق سوريا، حتى طفت على السطح الأبعاد المتعددة للصراع الدولي والإقليمي على هذه المنطقة، وبما يؤكد الأهمية الاستراتيجية لها، والشواهد كثيرة وأهمها تاريخيا، تيقظ الاستعمار الفرنسي باكراً لهذا الأمر مع مطالع العام 1926، حيث أبرق الرئيس الفرنسي ميليران آنذاك للجنرال غورو سرياً للعمل على إعادة تشكيلها، وبما يخدم الأهداف الاستعمارية على المدى البعيد.
وضعت القمة الأخيرة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان في سوتشي خارطة طريق مبدئية تبعد شبح الحرب التي أعلنتها تركيا ضد الأكراد في شمال شرق سوريا، وذلك بعد تخلي الولايات المتحدة الأميركية عن قوات سوريا الديموقراطية "قسد"، وذلك عبر مجموعة إجراءات ميدانية وسياسية تحت رقابة وضمانة روسية.
يجري الحديث عن عمليات تطهير عرقية في المناطق التي دخلها الجيش التركي في شمال وشرق سوريا. تقرير موقع "المونيتور" يسلط الضوء على ما يجري في القامشلي ومناطق أخرى.
في خضمّ تحولات الشمال السوري التي تجري على وقع تحركات أربعة جيوش (الروسي والتركي والأميركي والسوري)، وفي ظل تطورات المنطقة والاقليم من إيران إلى العراق مروراً ببيروت وغزة، لم يكن ينقص المشهد إلا أن يدمغ بالبصمة الاسرائيلية حتى تكتمل أجزاؤه وتأخذ أبعادُه امتداداتِها القصوى استراتيجياً وسياسياً.