لبنان الكبير Archives - 180Post

800-20.jpg

شكل إعلان "دولة لبنان الكبير" في الأول من أيلول/سبتمبر سنة 1920 لحظة مفصلية في تاريخ تأسيس لبنان الحديث، لكن هذا الكيان الوليد لم يحظَ بإجماع "وطني شامل". فكانت هذه الولادة تتويجًا لمشروع نخبة مارونية صرفة سعت جاهدة لقيام دولة "لبنانية مستقلة عن سوريا" تلبي طموحاتها وأحلامها السياسية والاقتصادية.

800-17.jpg

هذه لحظة فارقة فى تاريخ المشرق العربى كله، لا سوريا وحدها. أُفلِت العِيار فى السويداء، وأشباح التقسيم تُخيِّم على المكان. برغم إعلان وقف إطلاق النار، تواصلت الاشتباكات المتقطعة وأعمال العنف المتبادلة بين عشائر بدوية مسلحة قريبة من السلطة فى دمشق وميليشيات تنتسب إلى الطائفة الدرزية، لا تُخفى رهانها على تدخل إسرائيلى.

hafez.jpg

هي المرة الأولى التي يراقب فيها لبنان كدولة، وبخشية كبيرة، سوريا مختلفة بكثير عن تلك التي عرفها منذ أن رسّم الانتداب الفرنسي حدودهما وكرس كيانية كل منهما. وبرغم أن "لبنان الكبير" شهد قبل انسحاب الإنتداب أربع دويلات سورية (العلويون والدروز وحلب ودمشق) قبل أن تتحد في سوريا الحالية، لكن منذ اندلاع الحرب السورية، وبخاصة بعد سقوط نظام الأسد، يشهد لانفجار المجتمع السوري المتنوع بعد أن خرج من تحت القبضة السلطوية، مُدشّناً مرحلة جديدة غامضة الملامح والنهايات.

4-.jpg

لبنان وسوريا يعيشان إشكاليّةَ الانفصالِ والاتصالِ منذ قرنٍ ونيِّف. لم تنشأ بينهما علاقات سويّةٌ ونديّة ووديّة. تلك هي الحقيقة التي يقِلُّ المعترفونَ بها. الأوَّل ظلَّ يتوجَّسُ من سوريا حتى لو تمَّ إعلانُه كبيراً عام 1920 على أيدي المستعمر الفرنسي تطبيقاً لاتفاق سايكس - بيكو مع البريطانيين. والثانية لم تبْتلِعْ أنَّ جُزءاً منها قد سُلِخَ عنها.

lvl220200831035210682.jpg

تناولت مقالة الأسبوع الماضي، ولادة الدولة اللبنانية الثالثة في الأول من أيلول/سبتمبر 1920، وهي الدولة التي سبقت ظهور كل الدول العربية في القرن العشرين ما عدا مصر، والمقالة التالية تبحث في كيفية استعادة لبنان للأقضية الأربعة التي كانت جزءاً لا يتجزأ منه طوال حقب التاريخ.

IMG-1-1.jpg

أكتب هذه السطور قبل أن يقول فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية كلمته وفيها خطته. اكتبها وفي مقدمتها أسجل عشمي أن لا تذهب هباء لحظة تاريخية، لحظة التقاء رئيس فرنسا بالسيدة فيروز. أسجل عشمي لخشيتي من أن لا يجود الزمان بمؤرخين يقدرون فيروز وحب الناس لها وحبها لهم وللوطن فلا يحظى اللقاء بما يستحق من مساحة وتمجيد بينما تحظى اجتماعات ماكرون بالسياسيين بما لا تستحق. التقى ماكرون بالسيدة التي غنت للبنان فازداد غنى على غنى، غنت فكان الشمل يلتئم حباً ووئاماً متحدياً الاغتيالات والسيارات المتفجرة ولؤم النهابين والفاسدين.