
الأمر المفروغ منه أن التفاوض بين الولايات المتحدة وإيران كان على الدوام هو الأقرب من الحرب.
الأمر المفروغ منه أن التفاوض بين الولايات المتحدة وإيران كان على الدوام هو الأقرب من الحرب.
في تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم (الجمعة)، كشف الصحافي الإسرائيلي المتخصص في شؤون الأمن والإستخبارات رونين بيرغمان، تفاصيل جديدة تتعلق بملاحقة إسرائيل للعالم النووي الإيراني محسن فخري زاده منذ العام 2008 حتى تاريخ إغتياله قبل أسبوع.
في كتابه الأخير “أميركا القيم والمصلحة، نصف قرن من السياسات الخارجية في الشرق الأوسط”، يعرض سفير لبنان الأسبق في واشنطن الدكتور عبدالله بوحبيب، للظروف التي أنتجت الصفقة النووية بين ايران والدول الست (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن زائداً المانيا).
كأننا أمام مشاهد مقتطعة من مسرح اللا معقول. مصالح وتحالفات واستراتيجيات تتقاطع باسم التطبيع والسلام وأعمال عنف واغتيال وتصعيد على الحافة كحرب محتملة.
اقتربت إسرائيل مرة جديدة نحو سيناريو الانتخابات التشريعية المبكرة، التي ستكون الرابعة في غضون عامين. شركاء بنيامين نتياهو في الائتلاف الذي يرأسه، بالتناوب مع بيني غانتس، تقاطعوا مع المعارضة الإسرائيلية في تصويت أولي لإسقاط حكومة الوحدة التي تشكلت قبل ستة أشهر بعد مخاض طويل.
كتب الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (آمان) الجنرال عاموس يادلين، بصفته "مدير معهد دراسات الأمن القومي" في تل أبيب، مقالة في موقع "N12" العبري طرح فيه أربعة أسئلة تتعلق بإغتيال أب البرنامج النووي الإيراني محسن فخري زاده. ماذا تضمنت المقالة التي تختصر العديد من التعليقات الإسرائيلية؟
لم يفاجئ اغتيال محسن فخري زاده، والد البرنامج النووي الإيراني، الخبراء الأميركيين المختصين بشؤون إيران، فهو يأتي ضمن سياق أميركي-إسرائيلي يمكن فيه توقع خطوات تصعيدية متعددة، قبل مغادرة دونالد ترامب البيت الأبيض بعد أسابيع، سواء من جانب تل أبيب، التي تواصل حربها السرية ضد الجمهورية الإسلامية، أو من جانب واشنطن، التي ستستمر في فرض عقوباتها على طهران، لاستنفاد كافة أدوات سياسة "الضغوط القصوى".
ضجت الصحافة الإسرائيلية بالتحليلات التي قاربت إغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده وما يمكن أن يكون الرد الإيراني، لا سيما على مسافة أسابيع من وصول إدارة أميركية جديدة تعرض التفاوض مع إيران.
كثيراً ما كان الكاتب والصحافي المصري الكبير محمد حسنين هيكل ما يصف في مقالاته ومؤلفاته إيران بـ"البركان" قبل ثورة محمد مصدق عام 1951 وبعدها، وقبل ثورة 1979 وبعدها. ولا يزال الوصف صالحاً حتى اليوم.
على بُعد يومين من الذكرى العاشرة لاغتيال العالم النووي الإيراني مجيد شهرياري، ومحاولة اغتيال زميله فريدون عباسي دوائي، وعلى بعد 37 يوماً من حلول الذكرى السنوية الأولى لإغتيال الجنرال قاسم سليماني، يتكرّر المشهد اليوم باغتيال محسن فخري زاده، في توقيت بالغ الخطورة والدلالات.